بروكسل (زمان عربي) – قالت مصادر بالاتحاد الأوروبي إنه من غير الممكن أن يجري الرئيس التركي رجب طيب أردوغان زيارة إلى بروكسل قبل الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في 7 يونيو/ حزيران المقبل وذلك بسبب التصريحات التي يدلي بها دوماً ضد الاتحاد الأوروبي وتصرفه مثل زعماء الأحزاب مخلاً بمبدأ الحيادية والتدهور المشهود في موضوع الحقوق الأساسية في تركيا.
وكان كل من رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو ووزير الدولة المسؤول عن شؤون الاتحاد الأوروبي كبير المفوضين الأتراك فولكان بوزكير أدليا بتصريحات أعلنا فيها أن أردوغان سيقوم بزيارة لبروكسل في شهر أبريل/ نيسان أو مايو/ أيار المقبلين لعقد مباحثات على مستوى رفيع مع المسؤولين الأوروبيين.
وكان بوزكير أدلى بتصريحات في شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي قدّم فيها معلومات بصورة مجملة عن الزيارة وأن أردوغان سوف يلقي كلمة أمام البرلمان الأوروبي، كما أوضح أنه سيتم عقد مؤتمر قمة بين تركيا والاتحاد الأوروبي. فيما كان داود أوغلو أعلن في 15 يناير/ كانون الثاني أن أردوغان سوف يزور بروكسل في شهر أبريل أو مايو.
وأشارت مصادر بالاتحاد الأوروبي إلى عدم وجود أي برنامج أو جدول أعمال داخل هيئات الاتحاد بشأن زيارة أردوغان المحتملة إلا أنها لفتت إلى احتمالية إجراء زيارة ثنائية لبلجيكا في أي وقت.
وقال مسؤولون بالاتحاد الأوروبي لصحيفة “زمان” التركية إنه تم التوصل إلى اتفاق مبدئي من أجل زيارة أردوغان لبروكسل في ربيع العام الجاري عقب زيارة داود أوغلو إلا أن الزيارة أسقطت من جدول الأعمال بسبب التطورات اللاحقة.
وأوضح سفير دولة عضو في الاتحاد الأوروبي للصحيفة أن الزيارة لم تدرج على جدول أعمال الاتحاد قبل الانتخابات البرلمانية وأن أردوغان يجري حملة انتخابية وكأنه زعيم حزب سياسي، لافتا إلى أن زعماء الاتحاد الأوروبي يشعرون بحالة من التردد بصورة كبيرة في موضوع استضافته قبيل الانتخابات في مثل هذه الأجواء.
وفي السياق ذاته أكدت مصادر البرلمان الأوروبي، تحدثت بصورة واضحة للغاية عن هذا الموضوع، أنهم لن يسمحوا لأردوغان بإلقاء كلمة أمام اللجنة العامة للاتحاد قبل الانتخابات على عكس تصريحات وزير الدولة المسؤول عن شؤون الاتحاد الأوروبي كبير المفوضين الأتراك فولكان بوزكير.
كما أوضحت المصادر، التي قالت إن رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز سيلتقي أردوغان أثناء زيارته لتركيا في 7 أبريل، أنّه من الممكن لرئيس الجمهورية أردوغان القيام بزيارته لبروكسل في نهاية العام الجاري.
وكان أردوغان زار بروكسل في 21 يناير/ كانون الثاني 2014 في زيارة تعتبر الأولى بعد مرور خمس سنوات بيد أن زيارته لاقت انتقادات شديدة. وزعم أردوغان عقب المباحثات الثنائية التي أجراها في بروكسل عندما كان رئيسًا للوزراء أنه استطاع أن يقنع مسؤولي الاتحاد الأوروبي بالكيان الموازي وادعاءات الفساد إلا أن المسؤولين الأوروبيين أوضحوا في تصريحات متتالية أنهم لم يقتنعوا بما زعمه أردوغان.
جدير بالذكر أن العلاقات بين بروكسل وأنقرة شهدت حالة من التوتر خاصةً عقب اتخاذ البرلمان الأوروبي قراراً يستنكر المداهمات التي شنتها قوات الأمن التركي في 14 ديسمبر الماضي على كل من صحيفة زمان ومؤسسة سامان يولو الإعلامية التي عُرفت بعملية الانقلاب على الإعلام الحرّ وطالت عددًا كبيرًا من الكتّاب والإعلاميين.