القاهرة 21 أبريل نيسان (رويترز) – قال نجل الرئيس المصري المعزول محمد مرسي إن تغير وضع أبيه من أول رئيس منتخب لمصر في انتخابات حرة إلى رجل حكم عليه اليوم الثلاثاء بالسجن 20 عاما لن يكسر تصميمه على العودة إلى الحكم.
وقد تبدو هذه الطموحات غير واقعية بعد عامين من الإطاحة بمرسى وسحق جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها.
ومع ذلك فإنها تسلط الضوء على عزيمة أقدم جماعة إسلامية في الشرق الأوسط التي تعافت في أعقاب حملات سابقة خلال صراع عمره عشرات السنين ضد الدولة المصرية.
واختار أيضا أسامة مرسي الذي تحدث لرويترز قبل النطق بالحكم ما يبدو إنه الخيار الوحيد المتاح لجماعة الإخوان هذه الأيام وهو التظاهر بالشجاعة.
ومازال أسامة يصف والده بالرئيس حتى على الرغم من أن الدولة المصرية تتخذ الآن موقفا أكثر صرامة عن ذي قبل إزاء جماعة الإخوان.
وقال أسامة “إنه يعرف جيدا إنه رجل صاحب مهمة. المهمة هي طريق الديمقراطية التي كسبناها في ثورة 25 يناير.” في إشارة إلى بداية الاحتجاجات في 2011 ضد حكم حسني مبارك الذي استمر 30 عاما.
وقال “سنستردها.الرئيس مرسي يعرف هذا جيدا..لا تقلقوا على معنويات محمد مرسي.”
ووجهت لمرسي تهمة التحريض على قتل المتظاهرين في اشتباكات وقعت أمام قصر الرئاسة في القاهرة في ديسمبر كانون الأول 2012 حينما كان في السلطة. وبامكان مرسي الطعن في الحكم.
ويقول محللون إنه من المستبعد أن تقوم مصر بإعدام كبار الإسلاميين ولكنهم يتوقعون أن يبقون في السجن خلال الإجراءات القضائية المطولة لمحاكماتهم.
ولا يوجد ما يدعو السلطات إلى التعجيل بالاجراءات لانه لا توجد قلاقل تذكر في الشوارع من قبل أعضاء جماعة الإخوان الذين ينظمون الآن احتجاجات صغيرة وسريعة لتفادي اعتقالهم.
وقال مسؤول في جماعة الإخوان لرويترز إن مرسي الذي أطيح به في منتصف 2013 فقد الصلة بشبان الجماعة. وينفي مرسي اتهامات بإساءة استخدام السلطة وسوء إدارة الاقتصاد خلال فترة حكمه التي استمرت عاما واحدا.
ومع ذلك مازال مرسي مصمما على إنهاء ما يصفه بانقلاب عسكري دبره وزير الدفاع في ذلك الوقت عبد الفتاح السيسي الذي أصبح رئيسا للبلاد.
وقال أسامة (31 عاما) لرويترز عبر الهاتف يوم الإثنين “إنه بخير تماما بدنيا ونفسيا.”
وقال أسامة وهو محام وأحد أفراد فريق الدفاع إنه التقى مع أبيه في المحكمة أكثر من سبع مرات منذ احتجازه وتحدث معه في غرفة صغيرة كانت عليها حراسة مشددة. ولم يقم أحد من أفراد عائلته بزيارته في السجن.
والتقى أسامة مع أبيه قبل شهرين وقال إن أباه مازال “قويا وواثقا من نفسه.”
ويقول معارضو الحكومة المصرية إن المحاكمة جزء من حملة لإحياء دولة مبارك البوليسية.
وتتهم الحكومة جماعة الإخوان بإثارة تمرد إسلامي بعد عزل مرسي. وقضت المحاكم بإعدام المئات.
وهذه ثاني مرة تحاكم فيها مصر رئيسا مخلوعا منذ 2011 وجرت محاكمة مرسي في أكاديمية الشرطة وهو نفس المكان الذي أعيدت فيه محاكمة مبارك بشأن إدانته بالتواطوء على قتل متظاهرين.
وألغت محكمة النقض في مصر في يناير كانون الثاني الادانة الوحيدة التي كانت متبقية ضد مبارك.
وقال أسامة وهو أحد أبناء مرسي الخمسة إن القضية المقامة ضد والده ذات دوافع سياسية وتهدف إلى محو فترة حكمه من التاريخ.
وأضاف”إنها إحدى الخطوات التي يقوم بها النظام الحاكم لإضفاء الطابع الدستوري والشرعي عليه.”
وكان متحدث باسم وزارة الخارجية المصرية قد قال يوم الأحد إن كل المحاكمات في مصر تجري في محاكم مستقلة وإن المتهمين يتمتعون بحق الاستئناف.
وقال بدر عبد العاطي إن هناك إجراءات تقاضي سليمة والسلطة القضائية مستقلة تماما ولا يمكن لأي شخص بما في ذلك الرئيس نفسه التدخل في عمل القضاء.