باريس (زمان التركية)- أثار إعلان شركة “ديكاتلون” الفرنسية العالمية، المتخصصة في بيع اللوازم الرياضية، عزمها على تسويق حجاب رياضي في الأسواق المحلية، موجة واسعة من الجدل في الأوساط السياسية والإعلامية الفرنسية.
واضطرت شركة “ديكاتلون” إلى التخلي عن عرض اللباس الرياضي “الإسلامي” الموجه للنساء -وهو عبارة عن حجاب “يبقي الوجه ظاهرا” ويغطي الشعر والعنق والرقبة- في الأسواق الفرنسية، إثر الضجة التي أحدثها عزم الشركة تسويقه.
وأعلنت “ديكاتلون” الثلاثاء على لسان مدير التواصل في المجموعة كزافييه ريفوار أن المؤسسة، قررت “عدم تسويق هذا المنتوج في الوقت الراهن في فرنسا”، وذلك على خلفية الجدل الذي تسبب فيه قبل عرضه في الأسواق المحلية.
وانطلقت الشرارات الأولى من موجة الجدل حول تسويق هذا اللباس الرياضي الأحد على لسان ليديا غيرو، المتحدثة باسم الحزب الجمهوري، المحسوب على المعارضة اليمينية، حيث اتهمت الشركة بـ”خضوعها للإسلاميين الذين يفرضون على النساء تغطية رؤوسهن، لتأكيد انتمائهن للأمة، وإخضاعهن للرجال”.
من جانبه، اتهم حزب “التجمع الوطني”، المحسوب على اليمين المتطرف والذي تتزعمه مارين لوبان، الشركة “بإقحام جديد للطائفية الإسلامية في المجتمع الفرنسي”، علما أن هذا التنظيم السياسي معروف بمواقفه المعادية للهجرة والمهاجرين.
وأكدت وزيرة الصحة الفرنسية أنييس بوزان، أن القانون الفرنسي لا يمنع تسويق مثل تلك الألبسة ، إلا أن المسؤولة الحكومية ترى أن تسويق “ديكاتلون” لهذا اللباس الرياضي “الإسلامي”، هو “نظرة للمرأة لا تشاركهها..”، مضيفة أن “أي شيء يمكنه أن يسبب تمييزا يزعجني”، قبل أن تواصل “كنت أفضل ألا تروج شركة فرنسية للحجاب”.
وعادة ما يفرز هذا النوع من العمليات التجارية ذات العلاقة بالدين، الكثير من الجدل في فرنسا، بحكم أنه بلد علماني كما ينص على ذلك دستوره، وأصبح الإسلام فيه موضوعا له حساسية كبيرة، بسبب الإرهاب والحركات الجهادية التي تنسب نفسها إليه.