ديار بكر (زمان التركية) –يسبّب ملف حقوق الإنسان في تركيا توجيه انتقادات كبيرة لحكومة حزب العدالة والتنمية، خاصة مع تزايد انتهاكات حقوق الإنسان في المدن ذات الأغلبية الكردية الواقعة في جنوب شرق البلاد.
قوات الأمن التركية ألقت القبض على طفلين كانا يجلسان أمام أحد المحال التجارية ببلدة “يني شهير” التابعة لمدينة ديار بكر في جنوب شرق تركيا، ذات الأغلبية الكردية، عقب استهداف مدرعة عسكرية تابعة لقوات الأمن في اليوم نفسه، وقامت بتعذيبهما.
بلدة يني شهير شهدت تعرض مدرعة عسكرية لهجوم إرهابي في يوم 24 يوليو/ تموز الجاري، على إثرها شنت قوات الأمن حملة اعتقالات واسعة، شملت طفلين كانا يجلسان أمام أحد المحلات التجارية، واصطحبتهما إلى أرض فضاء وقامت بتعذيبهما، حسب رواية أقاربهما.
أم أحد الطفلين قالت: “لقد تعرض لضرب مبرح، حتى إنه لم يعد إلى صوابه حتى الآن”.
وكالة أنباء “مازبوتمايا” الإخبارية أوضحت أن الطفلين تعرضا للتعذيب من قبل قوات الأمن في قطعة أرض فضاء على الطريق الواصل بين مدينتي سلوان وديار بكر، بعدها أرسلا إلى مديرية مكافحة الإرهاب التابعة لمديرية أمن ديار بكر، مشيرة إلى أن عملية التعذيب استمرت هناك أيضًا.
فاطمة أك ألين، أم أحد الطفلين، أوضحت أن جارا سابقا لها اتصل بها أثناء تواجدها في المنزل، وأخبرها باعتقال قوات الأمن لابنها، قائلة: “فور أن تلقيت الخبر انتقلت على الفور إلى إدارة الأحداث المسؤولة عن احتجاز الأطفال. إلا أن الإدارة أكدت أنه لا يوجد شخص بهذا الاسم. خرجت من الإدارة ورأيت صديق ابني في سيارة تابعة للشرطة. كان وجهه في حالة صعبة للغاية، لم يستطع السير، ولا حتى الوقوف على قدميه. كان هناك إصابات بالغة في وجهه”.
الأم أوضحت أن قوات الأمن أخبرتهم أن الأطفال في إدارة مكافحة الإرهاب، بعد إصرار شديد من المحامين وأهالي المعتقلين، قائلة: “سألتهم عن سبب احتجاز ابني في إدارة مكافحة الإرهاب وهي في هذا السن الصغير. لم أحصل على إجابة. ذهبت إلى إدارة مكافحة الإرهاب، وهناك أنكروا في البداية وجوده عندهم. حاولوا التلاعب بنا من هنا إلى هنا، بينما كانوا يعذبون ابني. أرسل ابني وصديقه إلى إدارة الأحداث بعد أن عاد المحامي في منتصف الليل”.
أكدت أنها توجهت إلى إدارة الأحداث لتجد هناك ابنها في حالة يرثى لها وقد ملأ الدم وجهه، قائلة: “لقد منعوني من الاقتراب منه. عندما رأيته كان يجر ساقيه من الألم. في اليوم التالي التقى المحامي بابني. المحامي أكد أنه في حالة سيئة للغاية حتى إنه لا يستطيع الكلام والتعبير عن نفسه. عندما احتضنته قال لي: توقفي يا أمي جسمي كله يؤلمني. وكأن عظام قفصه الصدري قد كسرت. أوضح ابني أن قوات الأمن ألقت القبض عليه في حي “شهيدليك” واصطحبته إلى أرض فضاء، وخلعت ملابسه وبدأت تعذيبه، وضربه باستخدام دبشك البنادق وجسم حديدي آخر لا يعرف اسمه. “.