أنقرة (زمان التركية) – لا يمضي يوم إلا وتشهد تركيا فيه أحداثًا تكشف عن المدى الذي بلغته ممارسات المحسوبية والمحاباة التي تؤدي بالتالي إلى إقصاء الناجحين والمؤهلين من المؤسسات الرسمية.
وآخر مثال على ذلك؛ أنّ المحامي، مهبارى تانين، نجح في احتلال المرتبة الـ127 من بين 18 ألف و753 مرشحًا خاضوا امتحان القضاة ومدعي العموم، إلا أنه رغم ذلك تعرض للإقصاء خلال مرحلة المقابلة الشخصية الشفاهية، نظرًا لأنه ليس له أي قريب أ على صلة مع السلطات، على حد تعبيره هو.
تانين الذي تخرج من كلية الحقوق بجامعة البحر المتوسط بالمرتبة الأولى، ثم احتل المرتبة الـ127 من بين 18 ألف و753 مرشحًا بالمرحلة الأولى من امتحان القضاة ومدعي العموم، ثم احتل المرتبة الـ205 من بين 10 آلاف مرشح خلال المرحلة الثانية من الامتحان، إلا أن كل ذلك لم يشفع له في الحصول على الوظيفة.
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي كشف تانين، الذي يتقن الإسبانية ويجيد اللغة الإنجليزية، عما مر به خلال اختبار القضاة ومدعي العموم.
وذكر تانين في منشوره أنه علم بأمر استبعاده قبل يوم من اختبار آخر قائلا: “خضت الامتحان باكيا. وخلال الاختبار الثاني تبوّأت المرتبة الـ205 من بين 10 آلاف مرشح. رغم ذلك تم إقصائي”.
وتابع: “هذا العام خضت الاختبار بدون الاستعداد له وكذلك نجحت في الاختبار، لكن تعرضت للإقصاء أيضًا. أنا لا أنتمى لحركة الخدمة وليس لديّ أي صلات إرهابية. حسنا، لماذا تم إقصائي إذن؟ لأني لست مرشحًا ينتمي لحزب العدالة والتنمية أو أي جماعة دينية. لو كان لي قريب له صلة بالحكومة لحصلت على الوظيفة بكل سهولة. أردت أن يعلم الجميع أن اختبارات القضاة ومدعي العموم تشهد محسوبية. طابت ليلتكم، نومًا عميقًا يا تركيا!”.
يذكر أن ممارسات المحسوبية والمحاباة التي ينهجها حزب العدالة والتنمية بقيادة رجب طيب أردوغان، إلى جانب حملات التصفية الجماعية التي يطبّقها منذ خس سنوات، استنادًا إلى التهمة الجاهزة “الإرهاب”، أسفرت عن تسليم المؤسسات الرسمية لأناس غير مؤهلين من أي ناحية، وهو الأمر الذي تسبّب في انهيار الجهاز البيروقراطي في تركيا بشكل كامل.