أنقرة (زمان التركية) – في تحليل عميق للوضع السوري، أشار الكاتب والصحفي التركي مراد يتكين إلى العجز الواضح الذي يعانيه النظام السوري بقيادة أحمد الشرع في السيطرة على الجماعات المسلحة التي ساعدته في الوصول إلى السلطة، مع تركيز خاص على هيئة تحرير الشام التي تم دمجها في الجيش النظامي.
وأوضح يتكين أن هذا العجز الأمني والسياسي للنظام السوري الجديد يأتي في وقت تتربص فيه أطراف دولية وإقليمية لتحميل تركيا مسؤولية التطورات الدموية في سوريا، خاصة مع تصاعد أعمال العنف في محافظة السويداء والمناطق الجنوبية.
تناول التحليل بالتفصيل المناورات الإسرائيلية في سوريا، حيث أبرز أن الهجوم الأخير على دمشق يمثل جزءاً من استراتيجية أوسع تهدف لإنشاء ما يسمى بـ”ممر داوود” وفق التسمية الواردة في النصوص اليهودية المقدسة. هذا الممر الجيوستراتيجي -إذا ما تحقق- سيمكن إسرائيل من:
تحقيق اتصال مباشر مع قوات قسد التابعة لحزب العمال الكردستاني
تقريب قواتها البرية من حدود تركيا ونهر الفرات
السيطرة على أهم الموارد النفطية والغازية في شرق سوريا
على الرغم من الإشادة الغربية بدور تركيا في سوريا، كما ظهر في تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلا أن يتكين حذر من أن هذا الموقف الإيجابي يحمل في طياته تحديات كبيرة لأنقرة. وأكد أن استمرار أعمال العنف التي تقوم بها الجماعات المتطرفة في المناطق الخاضعة للنظام السوري سيوفر الذريعة للأطراف المعادية لتحميل تركيا مسؤولية هذه الأحداث.
اختتم يتكين تحليله بتنبيه شديد اللهجة إلى أن استمرار فشل النظام السوري في بسط سيطرته على الجماعات المسلحة، خاصة تلك التي ترفع شعارات دينية متطرفة، سيخلق بيئة خصبة للمزيد من الفوضى والعنف. وفي هذه الحالة، ستكون تركيا أول المستهدفين من قبل القوى الدولية التي تسعى لإيجاد كبش فداء لأزمات المنطقة.