أنقرة (الزمان التركية): خلال كلمته في اجتماع المحافظين في العاصمة أنقرة، تطرّق رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم إلى التحقيقات بحق حركة الخدمة عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة بقوله: “إن تم ارتكاب أخطاء فسنعيد النظر فيها عقب انتهاء التحقيقات وسنعمل على إصلاحها”.
وأضاف يلدرم: “نحن مضطرون للترجيح والاختيار، أنختار العمل والتنفيذ أم نسعى لمراعاة المرسوم (القانون) المعني؟ فإذا كانت القضية تتعلق بمصالح الأمة وبمصالح الوطن ومستقبله فبإمكانكم أن ترتكبوا أخطاءً ولكن لا تمارسوا الخيانة، فهناك مجال للأخطاء ولكن لا مجال للخيانة أبداً”، على حد قوله.
وتابع يلدريم: “نعم هناك كثير من موظفي الحكومة تم فصلهم في إطار تحقيقات محاولة الانقلاب. ففي الوقت الراهن تجري عمليات تصفية جادة في صفوف الدولة. وإنا نتلقى عديداً من الشكاوى حول عدم التزام الحساسية في التعامل مع القضية وتضرر الأخضر واليابس واختلاط الحابل بالنابل. إلا أننا أعلنا في بداية الأمر أننا سنتعامل بعدْلٍ وليس بدافع الانتقام”.
الجدير بالذكر أن الرئيس رجب طيب أردوغان كان قال في تصريحات أدلى بها لقناة الجزيرة عقب الانقلاب الفاشل “حتى اليوم كانت القوانين تحول دون تنفيذ عمليات جادة ضد منظمة فتح الله كولن، لكن الآن سنمضي في طريقنا ونفعل ما يلزم بعد أن تبين أنها حركة إرهابية مسلحة” على حد زعمه.
وكان مجلس الأمن القومي المؤلف أعضاؤه من العسكريين ومسؤولي الحكومة بحثوا قضية مصطلح “منظمة إرهابية غير مسلحة” لإدراج حركة الخدمة ضمنها لتبرير العمليات الموجهة ضدها قبل الانقلاب الفاشل الذي وصفه أردوغان بـ”الهبة الإلهية” لإتاحته الفرصة لاستكمال تلك العمليات.
أردوغان: اختلط الحابل بالنابل خلال التحقيقات
وكان الرئيس أردوغان اعترف قبل يومين بأنه “اختلط الحابل بالنابل” في العمليات المنفذة ضد أناسٍ يزعم أنهم ينتمون إلى حركة الخدمة، وذلك في إطار رده على أسئلة الصحفيين في طريق العودة من قمة مجموعة العشرين إلى البلاد.
فقد وجه أحد الصحفيين إلى أردوغان سؤلاً مفاده: “هناك من يقولون إن الكوادر السرية التابعة لمنظمة فتح الله كولن هي التي تحدد من يجب إقالتهم أو اعتقالهم في إطار تحقيقات مكافحة “منظمة فتح الله كولن الإرهابية”، وتبادر إلى إقالة أناسٍ لا علاقة لهم بالموضوع، ومن ثم تلك الكوادر هي التي تظل في مناصبها”.
وأجاب أردوغان على هذا السؤال قائلاً: “من الممكن أن يكون ما قاله هؤلاء الناس في هذا الصدد صحيحاً من زاويتهم. لكن الواقع هو أنه اختلط الحابل بالنابل فعلاً. فهناك من يسوقون افتراءات عشوائية لعلها تأتي في صالحهم. نعم إن بعضهم يفعلون هكذا. وهذا المنطق سائد خاصة في عالم الإعلام المكتوب والمرئي. فأنا أشاهد التليفزيونات كلما وجدتُ الفرصة، وأراها تقدم أحياناً تعليقات لا تمتّ بصلةٍ إلى الشخص الذي تتهمه. لكنها تلصق تلك الوصمة بذلك الشخص. وهذا ليس أمراً صحيحاً، بل يجب تجنُّب الوقوع في مثل هذه الأخطاء”.