“أسس الدعوة” عنوان درْس جديد نشر للأستاذ فتح الله كولن على موقع (herkul.org) يوم الأحد 30 أغسطس 2015، حيث ركز الأستاذ كولن على أهم الأسس التي يجب على حامل الدعوة الانتباه لها، مؤصلاً لذلك بمجموعة من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة التي ترسم المنهاج النبوي في تبليغ رسالة الله عز وجل؛ بداية من تعَلم القرآن والسنة ثم استعمال الحكمة وإجادة الأسلوب مع المخاطبين ووصولاً إلى الإيمان الجازم بأن ما على الرسول إلا البلاغ، أما النتائج فهي موكولة إلى الله وحده. هذا ويمكن إجمال ما جاء في كلام الأستاذ كولن على الشكل التالي:
- الرؤية النبوية كان لها من بُعد النظر ما مكّن النبي صلى الله عليه وسلم من أن يضع الشخص المناسب في المكان المناسب، الأمر الذي لم يضطره ولو مرة إلى تغيير شخص كان قد عينه لمهمة ما.
- لا يمكننا توظيف الشخص المناسب في المكان المناسب إلا عن طريق مبدأ الشورى الذي يجمع بين العقل المشترك والوعي الجمعي.
- دعوة المقال يجب أن تعزَّز بدعوة الحال.
- لا توجد في هذه الحياة وظيفة أقدس من وظيفة الدعوة إلى الله. ولو كانت هناك وظيفة أقدس منها لاختارها الله لحبيبه صلى الله عليه وسلم ليتقرب إليه بها.
- طرق الدعوة تتغير بتغير الزمان والظروف. الأصل الوحيد الذي لا يتغير هو أن دعوة المقال يجب أن تُعزَّز بدعوة الحال.
- قبول المتلقي للدعوة رهين بتمثل الداعية لما يدعو إليه. إذا قال الداعية شيئًا، عليه أن يعيشه مرتين وثلاثًا وأربعًا.
- لا يؤمن الناس بما تقول إلا إذا وافق ظاهرُك باطنَك.
- لن تؤثر كلماتكم ما لم تتمثلوا ما تدعون إليه، حتى لو امتلكتم أدب المنفلوطي وبلاغة الزمخشري وروحانية جلال الدين الرومي.
- من أهم أسس الدعوة والتبليغ أن يمتلك الداعية نَهَمًا إلى التعلم وفضولاً لمعرفة كل شيء، وأن يثير قضايا تمس واقع المجتمع باستمرار.
- أينما حل الداعية وارتحل، عليه أن يحمل مجموعة من الخصال؛ أهمها استيعابه للعلوم الشرعية من الكتاب والسنة، ومعرفته بواقع وخصائص المجتمع الذي يخاطبه، وإلمامه بشيء من العلوم الطبيعية. فالداعية يجب أن يكون نموذجًا متكاملاً.
- لا تهدموا صرحَ الحقيقة بسوء أسلوبكم.
- بقدر الاهتمام بمبادئ الدعوة يجب الاهتمام بأسلوب الدعوة ونوعية الخطاب والمخاطَب. فكل فرد له مفتاح خاص يُدخَل به إلى قلبه.
- إذا أخطأنا في تقدير حالة المخاطب وأسأنا في أسلوب خطابه، فسنتحول من دعاة إلى الله إلى مُبعِدين عن الله.
- التدرج من القضايا المصيرية في الدعوة إلى الله، فهو منهج استعمله القرآن الكريم في تنزيل الأحكام، وسار عليه المصطفى صلى الله عليه وسلم في تبليغ دعوته.
- الأقوال والأفعال يجب أن تتدرج مع الزمان خطوة خطوة. وعلى رأس هذا التدرج التعرف على بيئة وثقافة المخاطبين.
- كان من الممكن أن تكتمل دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم في بضع سنوات، إلا أن الله سبحانه لم يُكمل دعوته إلا بعد مرور 23 سنة. وهذا خير مثال لنا لكي نركز على العمل وألا نستعجل قطف الثمار.
- لا تيأسوا، ولا تعبؤوا بما يعترضكم في طريق الدعوة من أشواك.. واصلوا السير.. بالتدرج ستصلون. وإذا لم يتحقق لكم ما تبتغون، فاعلموا أنه لم يحن أوان قطاف الثمر بعد.. ولا تنسوا أن النتائج موكولة إلى الله عز وجل.
من موقع مجلة حراء