لندن (الزمان التركية): زعمت صحيفة التايمز البريطانية، أحد أعرق الصحف في بريطانيا، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمر بوتين بدآ الاتفاق على المناطق التي سيتقاسمانها داخل سوريا.
وأفاد مراسل الصحيفة في إسطنبول أن أردوغان اضطر إلى تغيير موقفه في القضية السورية بسبب الأزمات الداخلية والخارجية، وعاود من جديد مباشرة دور الوسيط، بحسب ما ذكره موقع بي بي سي في نسخته التركية.
يُذكر أن أردوغان وبوتين أجريا ثلاث اتصالات هاتفية خلال الأسابيع الأخيرة بحثا خلاها القضية السورية والتطورات الأخيرة على الأراضي السورية.
الانتقال إلى العملية الدبلوماسية
كما أشارت الصحيفة إلى أن تركيا نجحت في إنشاء منطقة عازلة شبه دائمة في الجانب السوري بموافقة ضمنية من روسيا، مؤكدة أن الجنود الأتراك وقوات المعارضة السورية المدعومة من تركيا يتقدمون حاليًا صوب بلدة الباب، وهى آخر القرى الواقعة تحت سيطرة تنظيم داعش الإرهابي في المنطقة الواقعة بين حلب والرقة، وأن مصادر في الحكومة التركية ذكرت أن تركيا ستوقف تقدمها عند تلك البلدة وستنتقل إلى العملية الدبلوماسية.
الهدف هو المنطقة العازلة
في حديثه مع الصحيفة البريطانية، ذكر مصدر مقرّب من الحكومة التركية أن المهمة الاستراتيجية لتركيا في سوريا هي إنشاء منطقة خالية من الجماعات الإرهابية على الحدود مع سوريا. كما أشارت الصحيفة في خبرها إلى أن تقدم قوات الجيش السوري في حلب ساعد على فوز بشار الأسد بالحرب، وفتح الطريق أمام إنشاء تركيا منطقة عازلة بين أعزاز وجرابلس.
النقاش حول مصير الأسد
يُذكر أن أردوغان سبق أن أعلن أن مجلس الأمن عاجز عن اتخاذ أية خطوات فيما يخص القضية السورية قائلاً: “لا نطمع في الأراضي السورية. المسألة هى إعادة الأراضي إلى أصحابها، ونحن هناك لضمان تحقيق هذا أي إقامة العدل. ذهبنا إلى هناك لإنهاء حكم الأسد الظالم الذي يمارس إرهاب الدولة وليس لأجل شئ آخر”.
وفي تعليق منه على هذه التصريحات وصف المتحدث باسم الكرملين دميتري بسكوف تصريحات أردوغان بالمفاجأة، وطالبه بتوضيح قائلاً: “هذا تصريح خطير جدًا ويعكس اختلافًا عن التصريحات السابقة ومفهومنا الحالي تجاه الوضع. ونأمل أن يقدم شركائنا الأتراك توضيحًا بهذا الصدد”.
بعدها أدلى أردوغان بتصريح تراجع فيه عن تصريحاته السابقة بقوله: “هدف عملية درع الفرات هو التنظيمات الإرهابية وليس أي دولة أو شخص. أقول هذا كي لا يتشكك أحد في الأمر ولا يسحب كلامي إلى معاني أخرى”.