أنقرة (الزمان التركية): قال كمال كيليتشدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري؛ أكبر أحزاب المعارضة في تركيا، إن عدد ضحايا الحملات الأمنية ضد حركة الخدمة أو ماتسميه الحكومة” منظمة فتح الله كولن” بلغ مليون ضحية.
وأضاف كيليتشدار أوغلو في برنامج على قناة “سي إن إن” التركية أمس إن حزبه شكّل لجنة من أجل تلقي شكاوى ضحايا الحملات الأمنية ومتابعة أوضاعهم وإجراءاتهم القانونية والحقوقية، وأنهم تلقوا حتى الآن شكاوى من 25 ألف شخص تعرضوا للظلم.
وتساءل كيليتشدار أوغلو عن المعايير التي يعتمدها مسؤولو حكومة حزب العدالة والتنمية في فصل الموظفين وقال: “لقد فُصل أحد أفراد القوات الخاصة من عمله لإرساله حوالة مالية عبر “بنك آسيا”. ذنبه الوحيد هو إرسال هذه الحوالة، مع أنه فضّل هذا البنك حتى لايدفع نقوداً كثيرة نظير الحوالة في البنوك الأخرى. لا تعتقلوا من يودعون النقود في هذا البنك، بل اعتقلوا من فتحوا بنك آسيا وشاركوا في حفل افتتاحه، لا يمكن إدارة الدولة بالمشاعر الانتقامية”.
يُذكر أن الرئيس رجب طيب أردوعان وعدد من القيادات السياسية الأخرى شاركوا في حفل افتتاح بنك آسيا المعروف بقربه من حركة الخدمة قبل نحو عشرين عاماً كبنك إسلامي غير ربوي.
كما قدّم كيليتشدار أوغلو نماذج على حالات الظلم في حملات الاعتقالات والفصل من العمل بقوله: “يوجد أشخاص فصلوا من عملهم لمجرد إرسال أطفالهم إلى مدارس حركة الخدمة. بينما حالياً يوجد وزير تخرج من مدارس الخدمة فعلاً” في إشارة منه لصهر أردوغان برات ألبيراك الذي يشغل منصب وزير الطاقة والموارد الطبيعية”.
وأوضح كيليتشدار أوغلو أنه تم اعتقال الصحفيين بحجة كتابتهم مقالات قائلا: “أخبرت رئيس الوزراء أيضاً، إن اعتقلتم الصحفيين فلا يمكنكم إقناع أحد بوجود الانقلاب. يجب الالتزام بالقانون. فالعقوبة الجماعية التي تمارسها الحكومة لا يمكن فهمها وقبولها. ولا يمكن إدارة الأمور بمشاعر انتقامية”.
وطالب كيليتشدار أوغلو السلطات بإذاعة محاكمات الخامس عشر من يوليو/ تموز مباشرة على شاشات التليفزيون، بينما فرضت السلطات حظر نشر على إفادات المتهمين في إطار قضية “منظمة فتح الله كولن” والشهود السريين.
وكانت الحكومة اتخذت قراراً بتشكيل لجنة في رئاسة مجلس الوزراء تتبعها لجان في مقرات جميع المحافظات لفحص الشكاوى والتظلمات من حملة الاعتقالات والإقالات الموسعة عقب محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا في منتصف يوليو /تموز الماضي والتي ركزت بشكل أساسي على المنتسبين لحركة الخدمة التي تتهمها السلطات بالوقوف وراء هذه المحاولة.
وسبق أن علق أردوغان على حملات التوقيف والإقالات الموجهة ضد حركة الخدمة، بالأساس، والتي بدأت قبل نحو ثلاث سنوات ثم كسبت دفعة قوية عقب محاولة الانقلاب بقوله: “لقد اختلط الحابل بالنابل فعلاً. هناك من يعتقدون أن الناس سيصدقونهم أيا كان ما يزعمون. عندما تتُاح لي الفرصة أشاهد القنوات التليفزيونية. وأجد أن ذلك الشخص الذي يتهمونه على الشاشات بالانتماء لحركة الخدمة لاعلاقة له بها. لكنهم يصنفونه هكذا. هذه الأمور ليست صحيحة ويجب الابتعاد عن مثل تلك الأخطاء”.
وجاء الرد على تصريح أردوغان من الزعيم اليساري العلماني المتطرف رئيس حزب الوطن دوغو برينتشاك وكأنه من يقود تلك الحملات العشوائية التي تستهدف حركة الخدمة، قائلا: “كلا؛ لم يختلط الحابل بالنابل، ولم يلتبس الأخضر باليابس أبداً. المجرمون يعلمهم الجميع. فالمجرمون الذين فتحوا أبواب الدولة والوظائف الرسمية لمنظمة فتح الله كولن هم تورجوت أوزال وتانسو تشيللر وعبد الله جول ورجب طيب أردوغان”.
ويسود اعتقاد بأن أردوغان بدأ يطالب بالتدقيق في الاعتقالات لأنها بدأت تقترب من بعض المقربين منه.