أنقرة (الزمان التركية) – ترى الأغلبية داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) أن هناك احتمالية كبيرة بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو من دبّر انقلابا فاشلا عليه لاستخدامه كحجة لبدء تصفية معارضيه ومنتقديه.
وذكر موقع washingtonhatti.com في تقريره أن مصادر بارزة في الحلف أعلنت لموقع aldirmer.no أن قادة الحلف يؤمنون بأن أردوغان دبّر انقلابا عليه، مؤكدين في الوقت ذاته أنه لا توجد وثيقة “خطية” للحلف بهذا الصدد نظرا للحساسية الشديدة للموضوع. غير أن تقييم الناتو الشائع واضح بدرجة كبيرة، حيث لمّح مسؤول في الناتو إلى أن ضباطا مخضرمين يحملون ثلاث وأربعة نجوم والعاملين مع تركيا منذ 30-40 عاما ومن يتولون تدريب الضباط الأتراك منذ 4 و 5 سنوات لايرون أن ما حدث كان انقلابا. وأوضح المسؤول أن القوات المسحلة التركية من المؤكد أنها كانت ستنجح لو رغبت فعليا في تنفيذ انقلاب، نظرًا لأن الانقلابات تقليد وعادة متجذرة في المؤسسة العسكرية التركية.
كانت دبابات خرجت إلى شوارع كل من أنقرة وإسطنبول في الخامس عشر من يوليو/ تموز الماضي وتم إغلاق جسر البسفور، كما نطلقت مقاتلات من أنقرة التي تعرض فيها كل من البرلمان والقصر الرئاسي لهجمات. حينها كان الرئيس التركي في عطلة بمدينة مرمريس في جنوب تركيا، غير أنه قطع عطلته وتوجّه إلى إسطنبول على متن طائرة خاصة. وفي اليوم التالي أشارت التقارير الواردة إلى فشل الانقلاب.
وانطلقت حملة تصفية شاملة وممنهجة بحق القضاة والجنود والقوى الأخرى في تركيا. كما علم موقع aldirmer.no من مصادر موثوقة أنه تم فصل 80-90 في المئة من الجنود الأتراك العاملين لدى حلف الناتو. وذكرت مصادر في الناتو أن غالبية الجنود العائدين إلى تركيا تم حبسهم كما تعرض عدد منهم للقتل.
وأعلن مصدر في الناتو أن الجنود الأتراك الذين لا يزالون على اتصال بالحلف يرون أن أردوغان وضع خطة منذ عام لتنفيذ الانقلاب، مشيرًا إلى أنه كان يمتلك قائمة بأسماء الأشخاص الذين كان أردوغان يخطط لتصفيتهم ونفذ خطته هذه في صبيحة الانقلاب الفاشل. وأكد المصدر نفسه أنه إلى الآن لم يصادف شخصا يرى أن ما حدث هو انقلاب حقيقي.
وصف أردوغان بالنرجسي
نشرت مؤسسة فكرية يستخدمها الناتو باستمرار تقييما سريا يصف أردوغان بالنرجسي. ومُنح ضباط الناتو والدول الأعضاء إمكانية الولوج إلى التقرير الاستخباراتي المهني عن طريق مركز “فيوجن” الاستخباراتي التابع لحلف الناتو.
وكانت أول إجراءات أردوغان عقب الانقلاب المزعوم هو الفصل بين الجيش وقوات الدرك. وكانت هذه الوحدات يتم تنظيمها تحت المظلة نفسها وترتدي الزي عينه على الرغم من كونها تنظيمات مختلفة بأهداف مختلفة. خصوصا أن قوات الدرك كانت صادقة مع أردوغان وشاركت بصورة فعّالة في حملات التصفية التي نُفّذت عقب الحادثة التي وقعت في منتصف يوليو/ تموز الماضي.
ومع ذلك تم ترقية العديد من ضباط الجيش التركي بعد إظهارهم الولاء لأردوغان، حيث أشار الناتو إلى الترقية المفاجئة لظابط تركي عامل في المقر العسكري للحلف في مدينة مونس البلجيكية من رتبة رائد إلى عقيد.
ورفض الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ الإدلاء بأية تعليقات لموقع aldirmer.no. وأجاب المكتب الإعلامي للحلف ببيان مكتوب نقلا عن مسؤولي الحلف.
وذكر الحلف في بيانه أن الأمين العام للحلف أدلى بتعليق صريح حول المحاولة الانقلابية الفاشلة وما تبعها، كما بحث مع القيادات السياسية التركية هذه القضايا، مشيرا إلى تأكيد الأمين العام على أهمية امتثال المسؤولين عن المحاولة الانقلابية الفاشلة أمام العدالة والتحقيق في هذا الأمر بما يتوافق مع القانون.
ولم يجب المكتب الإعلامي للحلف عن سؤال موقع aldirmer.no بشأن تقييمات الحلف حول المدبر الحقيقي للمحاولة الانقلابية.
هذا وتواصل موقع aldirmer.no مع المكتب الرئاسي التركمي وأعلن استعداده لنشر أي تعليق قد يدلي به على هذه المزاعم الواردة في خبره، غير أنه لم يتلقَّ حتى اللحظة أي تصريحات من المكتب في هذا الصدد.