بيروت ( زمان عربي): زعمت صحيفة السفير اللبنانية أن قاعدة إنجرليك الجوية جنوب تركيا شهدت لقاء جمع بين ممثلين عن تركيا وأمريكا والحزب الديمقراطي السوري قبيل إنطلاق عملية تحرير مدينة منبج السورية من قبضة تنظيم داعش الإرهابي.
وذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة أقنعت تركيا بتحسين ظروف سجن عبد الله أوجلان، زعيم منظمة حزب العمال الكردستاني، واستئناف مفاوضات السلام مع المنظمة من جديد.
وفي ظل استمرار العمليات العسكرية لقوات وحدات حماية الشعب الكردية، الذراع المسلح للحزب الديمقراطي الكردي في سوريا، التي تدعمها الولايات المتحدة، في بلدة منبج ظهر إدعاء مهم بشأن الحرب المستمرة في البلدات الكردية وسبب موافقة تركيا على العملية.
وفي هذا الصدد، ذكر الكاتب محمد بلوط، في مقاله بصحيفة السفيراللبنانية، أن مسؤولين اتراك وأمريكين ومسؤولين في الحزب الديمقراطي السوري اجتمعوا في قاعدة انجرليك، التي تستخدمها أمريكا والتحالف الدولي في العمليات ضد داعش في سوريا والعراق، قبل انطلاق عملية منبج.
وأوضح بلوط أن العملية قد تغير الواقع على الأرض في سوريا مؤكدا أنها تمت باتفاق بين أمريكا وتركيا والأكرد وروسيا، إلى حد ما.
وأضاف بلوط، استنادا إلى مصادر عربية، ان قرار عملية منبج تم التوصل إليه عندما استولت القوات الكردية السورية على سد تشرين لكن تم إرجائه لاقتراح تركيا بأن تتخلص من داعش.
أمريكا لم ترد الانتظار
وأشار بلوط إلى وصول قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال جوزيف فوتيل إلى تركيا عقب زيارته إلى كوباني يوم 21 مارس/آذار الماضي وإجرائه لقاءات عدة مع المسؤولين الأتراك زاعما أنه التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. ( تاريخ زيارة فوتيل إلى تركيا كان 22 مارس/ آذار بينما التقى أردوغان نظيره الأمريكي باراك أوباما في 18 مارس/ آذار. وحينها كتبت الصحفية التركية أمبرين زمان أن أوباما أقنع أردوغان بعملية منبج خلال اللقاء، الذي استمر لمدة 70 دقيقة).
وقال بلوط إنه خلال ذلك اللقاء نقل فوتيل رسائل الرئيس الأمريكي باراك اوباما إلى أردوغان وأخبره بأن المهلة التي منحتها الولايات المتحدة له قد انتهت وأن عملية منبج لايمكن أن تنتظر أكثر من هذا. وفي اليوم التالي أجرى أردوغان اتصالا هاتفيا مع أوباما تم خلاله الحديث على أن تشغل الغالبية العربية قوات الحزب الديمقراطي السوري المتجهة إلى منبج وضمن أوباما ألا يتم توحيد خط عفرين – كوباني وألا يتم التدخّل لمسافة 15 كيلومترا شمال حلب.
لقاء مثير في قاعدة إنجرليك
كما ذكر بلوط أن الولايات المتحدة نظّمت اجتماعا في قاعدة إنجرليك من اجل العملية العسكرية بمشاركة كل من أمريكا وتركيا والحزب الديمقراطي السوري، حيث كان من ضمن وفد الحزب الديمقراطي السوري أبو ليلى، الذي قُتِل في العملية العسكرية في منبج.
ونُشرت رسالة تعزية بحق أبو ليلى لممثل أوباما في التحالف الدولي للحرب ضد داعش. وعُلِم أنه تم خلال اللقاء مناقشة قائمة الوحدات المشاركة في معركة منبج كما اتخذت أمريكا خطوة بشأن الحرب القائمة بين تركيا ومنظمة حزب العمال الكردستاني.
إطلاق سراح أوجلان وإخضاع لللإقامة الجبرية بمنزله
وبحسب بلوط، أقنعت أمريكا تركيا بالإفراج عن زعيم منظمة حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان وإخضاعه للإقامة الجبرية في منزله وأن يلتقى أوجلان بقيادات كردية على ان يتم استئناف المفاوضات بين الحكومة التركية والعمال الكردستاني من جديد. وزُعِم أن تركيا طالبت العمال الكردستاني بوقف المواجهات في البلدات الكردية في جنوب شرق البلاد وفي المقابل ستمنح تركيا الضوء الأخضر لمشاركة الأكراد في معركبة منبج.
وذكر بلوط أن أول شئ قامت به تركيا بعد ضمان اتفاق منبج كان دفع تنظيم داعش إلى التراجع عن حصار مارع. وفي تلك الفترة تمت مناقشة انسحاب داعش من المنطقة دون حرب.
تركيا لن تعارض إنشاء كيان كردي
بعد انسحاب داعش أرسِلت جماعات نورالدين زنجين المعروفة بقربها للمخابرات التركية. وزُعِم انه تم القيام بهذا لمنع تقدم الأكراد إلى عفرين بدعوى التصدي لداعش.
ولفت بلوط إلى تغاضي تركيا عن الغالبية الكردية في عملية منبج موضحا أنه في حالة إنهاك السلطة المركزية في سوريا أو تقسيم البلاد لن تعارض تركيا إنشاء كيان كردي شمال سوريا على عكس تصريحات أردوغان.