أنقرة ( الزمان التركية): في أعقاب تطبيع العلاقات مع كل من إسرائيل وروسيا، بعد تحميل فاتورة السياسات المتبعة في هذا الصدد على جهات لا تمت بصلة إلى الموضوع، تستعد السلطة الحاكمة في تركيا لاتخاذ خطوة مماثلة في سياستها الخاصة بالأزمة السورية أيضاً.
فقد قال المتحدث باسم الحكومة التركية نعمان كورتولموش “إن كثيراً من المصائب التي حلت بتركيا نتجت عن سياستها تجاه سوريا، حيث عجزنا عن وضع وتطوير سياسات نافذة ومقبولة، كما هو الحال للدول الأخرى”، التصريح الذي أثار تساؤلات حول ما إذا كانت الحكومة تجهز نفسها لتحميل رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو الذي تخلى عنه الرئيس رجب طيب أردوغان فاتورة سياسة القضية السورية.
وعلّق الكاتب الصحفي المخضرم في جريدة “حريت” التي باتت تتبع أردوغان تماماً، خاصة على خلفية الانقلاب الفاشل “المريب” أرطغرول أوزكوك على تصريحات كورتولموش بقوله: “سياسة تركيا الخاصة بالأزمة السورية كانت تقوم على سعي شخص لإعادة تصميم الشرق الأوسط وفق الكتاب الذي ألفه، وكانت نتاجاً للهذيان القائل “لن تسقط ورقة في الشرق الأوسط دون إذني” وتأثراً بالغضب الذي كان يكنه تجاه الأسد لأنه لا يتشاور معه في كل يحدث بالمنطقة.. لذلك بدأت هذه السياسة تتساقط يوماً بعد يوم”، على حد قوله.
وما عناه الكاتب الصحفي أوزكوك بالشخص هو رئيس الوزراء السابق داود أوغلو وبالكتاب “العمق الاستراتيجي” الذي ألفه داود أوغلو والذي بنت الحكومة التركية عليه رؤيتها لقضايا ومشاكل المنطقة ويتهمه الكاتب بعدم الواقعية.
وأعاد أوزكوك إلى الأذهان أن طائرات حربية تابعة لقوات النظام السوري قصفت لأول مرة مواقع وحدات حماية الشعب الكردية؛ امتداد حزب العمال الكردستاني في سوريا، وذلك في اليوم الذي أعطت فيه تركيا مؤشرات على أنها مقبلة على تغيير سياستها في المشكلة السورية، على حد قوله.
وكانت قوات الأمن اعتقلت يوم الخميس الماضي السفير السابق جوركان باليك وهو الذراع الأيمن لداود أوغلو أثناء فترة توليه منصب وزير الخارجية.
ويشير معلقون سياسيون إلى أن هذه التصريحات والتعليقات من الممكن أن تكون اللبنات الأولى للرئيس أردوغان لكي يهيئ أذهان الرأي العام وينقذ نفسه من البقاء تحت الفاتورة الباهظة للملف السوري من خلال تقديم رئيس وزراءه السابق داود أوغلو باعتباره مسؤولاً عن الأخطاء المرتكبة في هذا الصدد وبالتالي جعله كبش فداء مرة أخرى.