أنقرة (الزمان التركية) – في الوقت الذي يستاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من منع بعض الدول الأوروبية إقامة مؤتمرات سياسية على أراضيها مخافة نقل النزاعات السياسية الداخلية في تركيا إلى القارة الأوروبية وإثارة الاستقطاب والانقسام بين الجاليات التركية، ظهر أنه سبق أن اعترض على عقد مؤتمرات سياسية على الأراضي التركية عندما كان يشغل منصب رئاسة الوزراء.
ففي عام 2004 أجاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أثناء توليه منصب رئيس الوزراء، على أسئلة الصحفيين المرافقين له على متن طائرته المتجهة إلى العاصمة اليابانية طوكيو، حول خطة كوفي عنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة لتقسيم الجزيرة القبرصية إلى شطر تركي وآخر يوناني وحول تولي رؤوف دنكطاش رئاسة الجمهورية الشمالية.
وفي تصريحاته الصحفية، وجَّه أردوغان انتقادات نارية لرؤوف دنكطاش الذي كان يقيم مؤتمرات في تركيا، منتقدًا اتفاقية تقسيم جزيرة قبرص إلى شطرين شمالي تركي وجنوبي يوناني في إطار خطة كوفي عنان قائلاً: “لا أعرف لماذا يأتون إلى تركيا ويقومون بالدعاية على الأراضي التركية لصالح هذه الخطة بدلاً عن الأراضي القبرصية. فلينظموا مؤتمراتهم الجماهيرية واجتماعاتهم السياسية في بلدهم وليس في بلدنا. عليهم مناقشة الملفات الخاصة بهم في أراضيهم وليس هنا”.
وانتقد أردوغان تنظيم دنكطاش عددًا من المؤتمرات والاجتماعات في تركيا لمناقشة بعض القضايا العالقة بشأن جزيرة قبرص قائلًا: “إذا تريد فعل شيءٍ، عليك فعله في قبرص. وإذا تريد أن تقول شيئًا قله في قبرص وليس هنا. لكن من المؤسف جدًا أن يأتي رئيس جمهورية قبرص الشمالية إلى تركيا ويقيم مؤتمرات واجتماعات مع مجموعات مهمشة على الأراضي التركية.
أمَّا اليوم، فقد انقلبت الصورة، وأعلن أردوغان غضبه وضجره تجاه ألمانيا وهولندا بعد رفضهما السماح لنواب ووزراء أتراك تنظيم مؤتمرات واجتماعات جماهيرية للدعاية لصالح الاستفتاء الشعبي على الدستور المقرر في 16 أبريل/ نيسان المقبل قائلًا: “يا ألمانيا، أنتِ لا علاقة لك من بعيد أو من قريب بالديمقراطية”. فيما قال عن هولندا: “أمَّا أنتِ يا هولندا، فإذا كنت تجعلين علاقتك مع تركيا ضحية لانتخاباتك المقررة يوم الأربعاء المقبل فإنك ستدفعين ثمن هذا”.