إعداد: يوكسل جلبنار
أنقرة (الزمان التركية)- : عقب انتخابه رئيسًا للجمهورية في عام 2014 كانت أول زيارة داخلية للرئيس رجب طيب أردوغان إلى مدينة غازي عنتاب جنوب تركيا.
وخلال زيارته خاطب أردوغان اللاجئين السوريين قائلا: “نشعر بسعادة وفخر من احتضانكم واستضافتكم على أراضينا منذ أربع سنوات. أنتم أصبحتم “مهاجرين”، فقد اضطررتم إلى ترك وطنكم. ونحن أصبحنا “الأنصار”، وقدمنا كل إمكانياتنا لخدمتكم. بغضّ النظر عمّا يزعمه الزاعمون فإننا نرى أنكم لستم عبئًا علينا أبدًا”.
وأشار أردوغان في كلمته إلى إرسال تركيا مساعدات أكثر من 500 مليون دولار إلى سوريا والعراق، مؤكدًا أن تركيا تقدم يد العون للجميع دون تمييز عرقي أو مذهبي. وأضاف أن أوروبا استقبلت حتى الآن 130 ألف لاجئ، ثم أغلقت أبوابها، بينما تركيا تحتضن 1.5 مليون لاجئ، وأن الدعم الدولى الذي حصلت عليه تركيا لم يبلغ حتى 200 مليون دولار.
https://youtu.be/iDZc3kvSMrk
تهديد أردوغان لأوروبا باللاجئين
بعد مرور عامين على وصفه اللاجئين بالمهاجرين والأتراك بالأنصار، توجه أردوغان هذه المرة لاستخدام اللاجئين كأداة ابتزاز ردًا على قرار البرلمان الأوروبي غير الملزم حول تعليق مفاوضات العضوية مع تركيا، احتجاجًا على انتهاكات حقوق الإنسان التي تشهدها تركيا، والقمع الذي يتعرض له الإعلام، واعتقال رئيسي حزب الشعوب الديمقراطي الكردي وتسعة من نواب الحزب، والحملة الأمنية على صحيفة جمهوريت والتلويح بإعادة عقوبة الإعدام. فخلال كلمته في اجتماع العدالة والنساء يوم الجمعة الماضي قال أردوغان: “عندما توجه 50 ألف لاجئ إلى معبر كابي كوي الحدودي صرختم. انظروا إن تماديتم وذهبتم أبعد من ذلك فلتعلموا أن المعابر الحدودية ستُفتح. ولتعلموا أيضا أنه لا أنا ولا هذا الشعب يتأثر بهذه التهديدات الفارغة”، تمامًا مثلما كان يهدد الزعيم الليبي السابق معمر القذافي أوروبا باللاجئين الأفارقة.
https://youtu.be/5v4pUw__9zg
أردوغان سبق أن هدد أوروبا باللاجئين
في شهر فبراير/شباط الماضي وخلال كلمته في اجتماع اللجنة المالية لمؤتمر رجال الأعمال الشباب في أحد فنادق مدينة أنقرة، أفاد أردوغان بأن هجمات الأسد والنظام الروسي هما أكبر أسباب تدفق اللاجئين، مشيرًا إلى تسريب محاضر لقاءاته مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي، معتبرًا ذلك هجومًا عليه وقال: “أركبنا اللاجئين الحافلات من أدرنة، وأعدناهم إلى تركيا مجددًا. لكن هذا الأمر يمكن أن يحدث مرة أو مرتين. وبعدها – لا تؤاخذونا – فنحن سنفتح المعابر ونقول للاجئين: رحلة سعيدة لكم نحو أوربا”.
أقوى رد على تهديدات أردوغان
توالت ردود الفعل المختلفة من أوروبا احتجاجًا على تهديد أردوغان بفتح المعابر والحدود، عقب قرار البرلمان الأوروبي بتجميد المفاوضات مع تركيا. غير أن رد السياسي البريطاني وعضو حزب الديمقراطيين الأحرار أندرو داف كان الأبرز والأكثر لافتًا من بين الردود. فقد أوضح داف أن الأتراك سيشكلون أغلب اللاجئين الذين سيتجهون إلى أوروبا في حال فتح المعابر. كما أشار داف في تغريدته التي ذكر فيها الحساب الرسمي للرئيس أردوغان إلى قضية مهمة وهى لجوء آلاف الأتراك إلى دول الاتحاد الأوروبي على خلفية تدمير المدن في جنوب شرق تركيا وتنفيذ السلطات التركية إبادة جماعية بحق مئات الآلاف في إطار تحقيقات الانقلاب الفاشل.