لقد بدأ السيد فتح الله كولن حياته كداعية بسيط وواعظ، ولكن في وقت ما فى السبعينات رأى احتياجا كبيرا فى المجتمع، وهو الاحتياج للتربية والتعليم .
حينما نظر حوله وجد الأقلية فقط هى من تحظى بتعليم جيد بينما لا يحظي آخرون بأي تعليم على الإطلاق، ولاحظ أن هذا سيتحول إلى مشكلة كبيرة في المستقبل ولذلك استجاب لهذه الحاجة وشرع ببناء هذا الكم الهائل من المدارس ابتداءً من إزمير.
وكانت عبقريته أن تلك المدارس لم تكن علمانية أو دينية، بل مدارس تهتم بالرياضيات والعلوم واللغات، و في الوقت نفسه ربت الطلاب على القيم والمبادئ التي يحترمها كل إنسان بغض النظر عن دينه أو معتقداته .
وإنه لمن الناجح جدا انتشار هذه المدارس حول العالم والتي تجذب عددا كبيرا من الطلاب من عائلات مختلفة الإعتقادات والإتجاهات.
لقد بدأ الأستاذ مع قلة قليلة من الناس، ربما لا تتعدى المئات، هؤلاء الذين حفَزتهم مواعظه فبدأوا بالعمل إلى جانبه.
قامو بجمع المال وبنوْ المدارس والجامعات والمستشفيات وهدفهم كان واضحا منذ البداية، التربية والتعليم، وقرروا في سياق التربية أيضا تلبية أهم حاجات العالم المعاصر في الوقت الحالى وهي”الحوار بين الأديان” والدفاع عن هذا الحوار بشدة ، ودعوة المرشدين الدينين حول العالم ليحاوروا بعضهم ..
هناك مقولة لطالما آمنت بها ، وهي أن “الفهم يقلل الخوف، ويقضي على أي رغبة نحو العنف ” .
إن هذه الحركة بدأت في إزمير عن طريق بضع مئات من الأشخاص فقط ، والآن تجوب العالم كله، بدأها المسلمون الأتراك والأن تقوم عليها جميع المجتمعات ..
والآن أود أن أقول لكم أنى فخور بانتمائي لهذه الحركة .. نعم أنا جزء منها لأنها الهمتني بتلك القيم ، وأرى أن الأمل في هذا العالم ينبع فقط من هذه الأعمال ..
أنا لم ألتق بالأستاذ كولن من قبل، لكن كما يقول المسيح “إذا أردت أن معرفة الشجرة، فانظر إلى ثمارها “.
ومن خلال الحكم على ثمار تلك الحركة، أود أن أقول أن الأستاذ فتح الله كولن هو رجل عظيم حقا .
لقد ألهم أناسا جيدين ليكونوا أناسا أفضل …
د.مارك ويب جامعة هيوستن