طهران (الزمان التركية): زعمت صحيفة كيهان الإيرانية المعروفة بقربها للزعيم الديني الإيراني علي خامنئي في افتتاحيتها أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يسعى للسيطرة على المنطقة من خلال تنظيمي داعش والنصرة.
وقالت الصحيفة في مقالها الرئيسي بعنوان “نتائج أحلام أردوغان الأمنية” إن تركيا لا تتمتع باستراتيجية مؤثرة تجاه دول الجيران، وأنها تمتلك علاقات عدائية مع هذه الدول، وذلك على عكس إيران التي تتمتع بعلاقات إيجابية مع دول الجوار وحدود ودّية، وبالتالي تمتلك تأثيرات إيجابية على هذه الدول، على حد تعبيرها.
كما ذكرت الصحيفة أن أردوغان أدرك أن سر نجاح إيران في المنطقة يرجع إلى الأيدولوجية التي تتبناها ودعم امتداداتها المختلفة في المنطقة، مشيرة إلى أن حزب الله في لبنان والجهاد الإسلامي في غزة وبدر في العراق وأنصار الله في اليمن هي كيانات تطلق عليها إيران اسم “التنظيمات الثورية المفيدة”.
وأكدت الصحيفة أن أردوغان يحاول تقليد هذا النجاح بالعمل على فرض سيطرته على المنطقة، مستغلاً التنظيمات الإرهابية السنية كداعش في العراق والنصرة في الشام وأيدولوجياتهم المتطرفة.
وأوضحت الصحيفة أن تعرض داعش للهزيمة أفشل خطط أردوغان، مما جعله يعمل على تقليل حجم الخسائر إلى أقل مستوى ممكن، بفرضه سيطرة مباشرة على بعض المناطق داخل سوريا والعراق، مشيرة إلى أن إيران لن تسمح لأردوغان بلعب لعبته الشخصية في هذه المناطق التي ترى أنها تتمتع بنفوذ فيها.
خامئني مُطّلع على كل خطوات أردوغان
وادعت الصحيفة في خبرها أن أردوغان قال في جلسة مغلقة لحزب العدالة والتنمة: “النصرة وداعش يمكنهما أن يحققا لنا ما حققه حزب الله لإيران”. وأشارت الصحيفة إلى أن مقارنة أردوغان بين حزب الله وتنظيم داعش يعكس عمق غيرته وحسده من حزب الله في لبنان، كما أنه يعكس مشكلة استراتيجية مهمة أمام تركيا، فعلى عكس إيران تركيا لا تمتلك “عمقًا استراتيجيًا” كهذه بالنسبة للمنطقة ودول الجوار على حد قولها.
واعتبر المحللون أن معرفة الصحيفة بأمر الجلسة المغلقة وتداولها لما ورد فيها يدل على أن خامئني مطلع على كل تحركات أردوغان.
أردوغان أشبه بالمقامر الذي خسر نقوده
تابعت الصحيفة أن تركيا بقيادة أردوغان اليوم تأمل بالاستفادة من الفوضى التي تسبب فيها الإرهاب المتشعب تمامًا في المنطقة، أي بالاستفادة من التدخل المباشر. وشبّهت الصحيفة أردوغان بالمقامر الذي خسر نقوده وبحاجة إلى المال كي يعود إلى منزله، ولهذا السبب يقاتل بشراسة كي تواصل تركيا وجودها في أجزاء محددة من سوريا والعراق.
لكن العناصر عينها – كإيران – التي تفسد خطة داعش وأردوغان لن تسمح لأردوغان بأن يلعب لعبته الشخصية في هذه المناطق.
وأوضحت الصحيفة أن الشيئ المتداول هذه الأيام ويتسبب في حالة من التوتر هو محاولات أردوغان للحصول على الدعم من الولايات المتحدة، ومساعيه لخلق وجود تركي دائم في سوريا شيئًا فشيئًا من خلال التمركز في شمال وغرب منطقة الرقة (شمال سوريا) ومدينتي حلب والحسكة بذريعة الحرب مع داعش وتحرير الرقة.