برلين (الزمان التركية) – خصصت صحيفة “بيلد” الألمانية مساحة كبيرة في عددها الصادر صباح اليوم، للاستفتاء الشعبي على التعديلات الدستورية الذي بدأ بالفعل اليوم الإثنين بالنسبة لجالية الأتراك في الدول الأوروبية.
وكان من اللافت نشر الجريدة خبرها باللغتين التركية والألمانية. ونشرت صحيفة “بيلد” أحد أشهر الصحف الألمانية خبرًا بعنوان: “لو كان أتاتورك حيًا لقال “لا” في الاستفتاء”، ناقلة تصريحات خبير الشؤون التركية بجامعة إيسين “بوراك جوبور” التي قال فيها: “لو كان أتاتورك حيًا لقال “لا” في الاستفتاء؛ لان أتاتورك كان له الفضل في تطبيق بعض الإصلاحات الديمقراطية، فضلًا عن أنه فصل الدين عن الدولة، وأردوغان يريد قلب كذلك مرة أخرى من خلال تعديلاته الدستورية” على حد تعبيره.
وقال بوراك جوبور في رده على سؤال الجريدة “كيف ستكون النظرة تجاه ألمانيا في حال شهود ألمانيا مثل هذا الاستفتاء؟”، قائلًا: “لكان الرئيس فرانك-فالتر شتاينماير عزل المستشار والوزراء، ثم يعقب ذلك يتولى المستشارون التابعون للحزب الديمقراطي الاجتماعي SPD المنصاب الاستشارية، ثم يبدأ في ممارسة الضغوط على البرلمان الفيدرالي الألماني، لأن هذا النظام يمنح الرئيس صلاحيات بإدارة البلاد عن طريق القرارات والمراسيم، ولن يكون أمام المجلس ذو الأغلبية من الحزب الديمقراطي الاجتماعي إلا التصديق عليها، ثم ينصب الداعمين لشتاينماير إلى محكمة الدستورية العليا، ولن يكون من المتوقع صدور أي تحرك من جانب ولاية كارلسروه”.
يذكر أن صحيفة “بيلد” ألمانية هاجمت في وقت سابق الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في افتتاحية على صفحتها الأولى واعتبرته شخصا غير مرغوب فيه في ألمانيا متهمة إياه “بتعريض استقرار أوروبا للخطر عبر جنون السلطة” لديه.
وفى أوج الأزمة الدبلوماسية بين ألمانيا وتركيا من جهة وأنقرة وأوروبا من جهة أخرى على خلفية الاستفتاء المرتقب في 16 أبريل حول توسيع صلاحيات أرودغان، نشرت الصحيفة على صفحتها الأولى صورة للرئيس التركي وبدت عليه علامات الانزعاج تحت عنوان “بيلد تقول لأردوغان الحقيقة في وجهه”.
وكتبت الصحيفة الألمانية التي تبيع مليون نسخة يوميا، متوجهة إلى أردوغان “أنت لست ديموقراطيا وأنت تسيء لبلادك! وليس مرحبا بك هنا!”.
وأضافت “في ظل جنونه بالسلطة، يؤلب أردوغان المصاب بجنون العظمة الأتراك ضد أوروبا” متهمة الرئيس التركي الذي وصفته بأنه “رجل البوسفور الصغير، بتدمير بلاده”.
وتخوض أنقرة مواجهة مع عدة دول أوروبية في مقدمها ألمانيا وهولندا بعد منع وزراء أتراك من المشاركة في تجمعات تأييد لأردوغان قبل الاستفتاء المرتقب في 16 أبريل حول توسيع سلطاته الرئاسة.
واتهم أردوغان برلين باللجوء إلى ممارسات “نازية” ودعم “الإرهابيين” عبر استقبالها ناشطين من الأكراد إلى جانب أشخاص يشتبه بضلوعهم في محاولة تحركات الجيش ضده في منتصف يوليو الماضي.