القدس المحتلة (الزمان التركية)- بعد جمعة غضب الأقصى التي أسفرت عن استشهاد 3 وإصابة 391 فلسطينيا جمد الرئيس الفلسطيني محمود عباس كل الاتصالات مع سلطة الاحتلال الإسرائيلي حتى إزالة الإجراءات الأمنية الجديدة التي فرضتها على المسجد الأقصى المبارك .
وقال عباس في خطاب تلفزيوني قصير بعد الاجتماع مع مساعديه “أعلن تجميد كل الاتصالات مع الجانب الاسرائيلي على جميع الأصعدة حتى تلغي جميع اجراءاتها في المسجد الأقصى والحفاظ على الوضع القائم”.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية أفادت الجمعة استشهاد 3 أشخاص وإصابة 391 آخرين برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلية إثر اشتباكات عنيفة اندلعت مع محتجين فلسطينيين في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلة في تصعيد للتوتر بسبب رفض قوات الاحتلال الإسرائيلية إزالة البوابات الالكترونية حول المسجد الأقصى.
وتصاعدت حدة التوترات في محيط المسجد الأقصى ومدينة القدس القديمة والمدن والمناطق الفلسطينية، على إثر عملية الاشتباك المسلح الذي وقع في باحات الأقصى وأدى إلى استشهاد 3 شبان من مدينة أم الفحم (أراضي 48)، ومقتل شرطيين من قوات الاحتلال الإسرائيلية. وفتحت قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى، الأحد الماضي، من جهة باب الأسباط وباب المغاربة، كما سمحت للمصلين بالدخول عبر البوابات الإلكترونية، ما تسبب في غضب الفلسطينيين. وكانت مختلف الفصائل الفلسطينية وعلماء الدين، قد دعوا الشعب إلى تنظيم مسيرة ، الجمعة، والتوجه إلى المسجد الأقصى، للإعراب عن رفضهم لوضع البوابات الإلكترونية ومحاولات فرض واقع اسرائيلي جديد بالقدس والأقصى.
وأدى الفلسطينيون صلاة الجمعة خارج المسجد الأقصى، بعد منع قوات الاحتلال الإسرائيلية من هم دون 50 عاما من دخول المدينة القديمة. وكان مفتي القدس قد وصل إلى باب الأسباط في وقت مبكر من صباح الجمعة، ودعا المصلين إلى عدم العبور بالبوابات الإلكترونية وإقامة الصلاة خارج المسجد.
وعقب انتهاء الصلاة، قامت قوات الاحتلال الإسرائيلية بتفريق المُصلين، وعملت على إخلاء المنطقة من أي عربي. ورفضت قوات الاحتلال عبور المُصلين والعرب من بعض الأبواب المؤدية إلى مراكز التسوق الإسرائيلية.
واستخدمت قوات الاحتلال الإسرائيلية قنابل الصوت والغاز المُسيل للدموع لتفريق المُصلين، وذلك بعد زيادة أعداد الجنود في المنطقة خاصة في شارع صلاح الدين وعلى أبواب البلدة القديمة منذ صباح اليوم.
ولاذ المصلون بالفرار محاولين النجاة بأنفسهم من القنابل، والرصاص، وساعد كل منهم الآخر لكي يتمكنوا من الابتعاد عن مناطق الاشتباكات. وتسببت الاشتباكات في إصابة 391 شخصا، ومقتل ثلاثة أشخاص، بحسب آخر حصيلة أعلن عنها الهلال الأحمر الفلسطيني.
وردا على رصاص وقنابل غاز قوات الاحتلال، رشق الفلسطينيون قوات الاحتلال الإسرائيلية بالحجارة في مناطق الاشتباك في القدس ورام الله. يُذكر، أن تصاعد حدة التوترات حول الحرم القدسي تحولت إلى أعمال عنف عام 2000، عندما زار زعيم المعارضة أرييل شارون الحرم، وأدى ذلك إلى اشتباكات تحولت إلى الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي شهدت مقتل ألف محتل إسرائيلي وثلاثة آلاف فلسطيني على مدى أربعة أعوام من العنف.
من جانبها طالبت مصر، الجمعة، إسرائيل بالوقف الفوري للعنف والتصعيد الأمني ضد الفلسطينيين في القدس ومحيط المسجد الأقصى.
وأعربت القاهرة عن “استيائها الشديد” لوقوع ضحايا ومصابين من المدنيين الفلسطينيين الأبرياء جراء الاستخدام المفرط للقوة.
ودعت الخارجية المصرية، الحكومة الإسرائيلية إلى “تغليب صوت العقل للحيلولة دون انجراف الأوضاع الي مستنقع خطير من شأنه وأد الجهود المبذولة لتشجيع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على استئناف المفاوضات للوصول إلى تسوية عادلة للقضية الفلسطينية”.
و شددت مصر على ضرورة “احترام إسرائيل لقدسية الأماكن الدينية، وحق الفلسطينيين في ممارسة الشعائر الدينية في حرية وأمان دون إجراءات تعسفية أو قيود مجحفة تؤجج مشاعر الاحتقان لدى أبناء الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية بأكملها”.
وحرص عدد من الشباب المسيحيين في القدس على حماية المُصلين المسلمين، للتعبير عن تضامنهم معهم ضد إجراءات الاحتلال الاسرائيلي في المسجد الأقصى. وصلى مسيحيون بالقرب من المسلمين صلاة الجمعة التي أقيمت في الشوارع المحيطة بالمسجد الاقصى، بحسب وكالة عمون الإخبارية.
من جانب آخر بحث وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، مساء اليوم الجمعة، مع نظيره الفلسطيني رياض المالكي، آخر التطورات في مدينة القدس،
وفي محاولة لإنهاء أعمال العنف والتضييق على الفلسطينيين، طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أبو مازن، من واشنطن التدخل العاجل لإيقاف انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلية في المسجد الأقصى، بينما أكدت إسرائيل تمسكها بسيطرتها على الأقصى.
وانتشرت الآلاف من شرطة الاحتلال الإسرائيلي في مطقة الحرم الشريف الذي يضم المسجد الأقصى وقبة الصخرة. ومنعت الحافلات التي تقل المصلين إلى القدس من الدخول الجمعة، وأغلقت الشوارع القريبة أمام المرور.