(الزمان التركية)- تجذب مسبحة أثرية يتجاوز عمرها 700 سنة، المصلين في مدينة قيصري التركية، وخاصة في أيام شهر رمضان المبارك، لما تحمله من تاريخ طويل ممتد من الدولة السلجوقية ومرورا بالدولة العثمانية، وحتى اليوم.
وتوجد المسبحة في مسجد “سيفاسي خاتون” التاريخي في بلدة دوالي بقيصري وسط تركيا، ويبلغ طولها 13 مترا، وتزن 5 كيلوغرام، وتتكون من ألف و111حبة، مصنوعة من شجر الأنديز (العرعر) المنتشر في بلاد الشام وتركيا. بحسب وكالة الأناضول
و قال أوكتاي إيشجي، إمام مسجد سيفاسي خاتون، ” تتوافد أعداد كبيرة من المصلين في شهر رمضان المبارك إلى مسجدنا المشهور عبر التاريخ بحلقات الذكر والصلوات الدائمة وتحفيظ القرآن الكريم”.
وتابع، “يولي زائرو المسجد اهتماما كبيرا بالمسبحة، مندهشين بحجمها وطولها، وما تحمله من تاريخ يمتد لأكثر من 700 عام من أيام الدولة السلجوقية و عبق الدولة العثمانية وحتى يومنا هذا”.
وأوضح إيشجي، أن ثمة روايات انتشرت عبر التاريخ حول هذه المسبحة، حيث يقول البعض عنها أن “مولانا جلال الدين الرومي أتى إلى مسجدنا لما كان يتمتع به من شهرة كبيرة في تلك الحقبة التاريخية، وشارك في حلقات الذكر والتسبيح من خلال هذه المسبحة، وألقى عددا من الدروس الدينية هنا”.
وأضاف، ومن أشهر الروايات المتعلقة أيضا بالمسبحة، هي “إقبال الناس عليها أيام الدولة السلجوقية والعثمانية، في أوقات الحروب والكوارث والزلازل والتسبيح بها وقراءة دعاء “الصلاة النارية”، الذي يقال عنه أن من يقرأه 4 آلاف و444 مرة أجيب دعاؤه، وبذلك نفسر تكَون المسبحة من ألف و111 حبة”.
وأشار إيشجي، أن إدارة المسجد تولي أهمية كبيرة لحماية المسبحة، حيث تحفظها في صندوق خشبي خاص، مؤكدا أنها في حالة جيدة و”لم تتعرض قط إلى التشويه أو الضرر”.
يذكر أن مسبحة مماثلة موجودة في ولاية قونية التركية، وسط الأناضول، والتي كانت عاصمة للدولة السلجوقية .
أشهر المساجد في تركيا
ومن أشهر المساجد فى تركيا الجامع “الأزرق” الذى يتميز بروعة العمارة العثمانية ومسجد “أبو أيوب الأنصاري” نسبة إلى ضريح أبي أيوب الأنصاري، ومسجد “العرب” الذي بني على الطريقة الأندلسية ومسجد “آيا صوفيا” الذى شهد أحد فنون العمارة البيزنطية والزخرفة العثمانية، وجامع “الفاتح” الذى تميز بفن العمارة الإسلامية.
مسجد السلطان أحمد:
يشتهر باسم المسجد “الازرق”، لكنة يعرف باسم المسجد السلطان أحمد ، ويدل هذا المسجد على روعة العمارة العثمانية، وهو من أضخم المساجد فى تركيا والعالم الإسلامى، تم بناء الجامع الأزرق في عام (1617) ميلادي، (1018- 1020) هجري .
ويقع هذا المسجد في منطقة إسطنبول في ميدان السلطان أحمد ويعتبر أحد الجوامع المذهلة فى فن بنائه وعمارته الجميلة وفى طريقة استخدام الإنارة به.
يتكون الجامع من فناء كبير، وفي المنتصف شكل سداسى مضاء، محمول على ستة أعمدة، أكبر أبواب سور المسجد مطرز بالفن الفارسي، والمسجد من الداخل شكله مستطيل، وطول ضلعيه حوالي “64 متراً و72 متراً”، وفي وسط المسجد توجد قبة كبيرة، فى هذه القبة أربعة أنصاف من القبب، وتوجد في كل ركن من أركان الجامع قباب صغيرة، وتتواجد في هذا الجامع الكثير من النوافذ التي تنفذ الضوء إلى داخله.
مسجد أبو أيوب الأنصاري
يعتبر من أقدم المساجد وأنشئ فى عهد الدولة العثمانية فى إسطنبول بعد فتح القسطنطينية عام 1453 ويوجد فى منطقة أيوب نسبة إلى الصحابي” أبي أيوب الأنصاري” ويقع بالقرب من منطقة القرن الذهبي خارج أسوار القسطنطينية.
ويشهد هذا الجامع توافد العديد من الزائرين إلية نظراً لأنه يحوي داخله ضريح أبي أيوب الأنصاري أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذى جاهد في صفوف جيش المسلمين في القرن السابع للميلاد.
مسجد العرب
ويقع الجامع في شمال العاصمة التركية إسطنبول وتحت برج غلطة وهو المسجد الوحيد الذي بني على الطريقة الأندلسية.
ويرجع بناء “جامع العرب” لعام 717 للميلاد كأول مسجد بنى منذ القرن “18” من قبل جيش إسلامي أتى إلى إسطنبول بهدف فتحها وتحريرها من يد البيزنطيين.
وتم بناءؤه على انقاض كنيسة مهجورة ثم سلم المسجد للاجئين الأندلسيين الذين كانوا هاربين من بطش الغزو الأوروبي بعد سقوط الأندلس.
وتشبه منارته المربعة منارات الأندلس والمغرب العربي، ولا يوجد بالمسجد قبة فسطحه منبسط ومستطيل الشكل.
مسجد آيا صوفيا
كان هذا المسجد كاتدرائية سابقا أنشأها الإمبراطور “جستنيان” عام 532م، واستغرق بناؤها حوالي خمس سنوات حيث تم افتتاحها رسمياً عام 537م، وعند دخول الدين الإسلامي إلى القسطنطينية في عام 1453 م لم يجد المسلمون مسجدًا للصلاة فأمر السلطان بتحويل الكنيسة إلى جامع.
ويعد المسجد من أبرز النماذج الجميلة للعمارة البيزنطية والزخرفة العثمانية.
مسجد الفاتح
بني في عهد الدولة العثمانية بين عامي 1463 و 1470 بأمر من السلطان محمد الفاتح، يوجد في منطقة الفاتح في مدينة إسطنبول التركية.
ويتميز المسجد بفن العمارة الإسلامية التركية ويمثل مرحلة متقدمة من فن العمارة التركية القديمة، وقد سمي هذا المسجد على اسم السلطان محمد الفاتح، السلطان العثماني الذي فتح القسطنطينية.