إسطنبول ( زمان عربي): رأى رئيس مركز أبحاث الاستراتيجيات الأمنية في تركيا إرجان تاشتكين أن التخلي عن الخيار العسكري والأمني خلال مفاوضات السلام مع منظمة حزب العمال الكردستانس الإرهابية كان خطأ من جانب حكومة العدالة والتنمية في تركيا.
واعتبر تاشتكين أنه كان لابد من إدارة الصراع المسلّح وعملية السلام معاً حتى يمكن الحصول على النتائج المطلوبة.
وانتقد الخبير التركي عدم وجود خطوات وإجراءات جدية في الحرب ضد الإرهاب رغم الأحداث الدامية الراهنة. كما أكّد إمكانية طرح عملية سلام من جديد خلال الفترة المقبلة قائلا: “كما أن إغلاق طرق الحل البعيدة عن الصراع المسلح في الوقت الحالي خطأ كذلك فإن ترك الصراع المسلّح وعدم التصدي للأعمال غير القانونية هو أمر خاطئ أيضا”.
وأشار تاشتكين إلى أن الخطأ الرئيس الذي ارتكبته الحكومة التركية خلال المفاوضات السابقة كان إما الحرب المطلقة ضد الإرهاب وإما المفاوضات فقط باتباع نهج سياسي بدائي يتشكّل من اللونين الأبيض والأسود لافتا إلى أن هذا الوضع مهد الطريق لبلوغ التنظيم الإرهابي أهدافه.
وذكّر تاشتكين أن الدول الديمقراطية حققت نجاحا في عمليات الحرب ضد الإرهاب باتباعها النهجين معاً، أي إجراء مفاوضات من أجل السلام دون التخلي عن الكفاح المسلح ضد الإرهابيين.
وأكد أن السياسات القوية بمفردها لا يمكن أن تكون كافية للقضاء كليا على المشاكل حتى ولو حققت حلاً قصير المدى قائلا: “بات من الضروري إدراك أنه لا يمكن القضاء على التنظيم الإرهابي بالتصريحات التي تبالغ في أعداد الإرهابيين المقتولين. بمعنى أنه طالما لم يتم التمكن من منع انضمام عناصر جديدة إلى التنظيم الإرهابي وطالما أن كل إرهابي يُقتل يحل مكانه أعداد أكبر فليس من الممكن ضمان نجاح دائم. فمفاوضات السلام أحدثت صدمة لدى كل من سكان المنطقة وفئات المجتمع كافة وتطورت إلى حالة من اليأس نتيجة للأخطاء المرتكبة”.