أنقرة (الزمان التركية): بادرت السلطات التركية إلى فصل حيدر بولات الذي يعمل مدرسًا منذ 29 عامًا بمدينة تونجلي شرق البلاد من عمله في شهر سبتمبر/ آيلول الماضي بموجب مرسوم الطوارئ.
فعقب إيقافه عن العمل، اضطر حيدر للانتقال من تونجلي إلى مدينة إسطنبول، حيث علم بقرار فصله نهائيًا من عمله بموجب مرسومي الطوارئ 675 و676 اللذين نشرا في الجريدة الرسمية يوم السبت الماضي.
حيدر هو واحد من بين المئات الذين اضطروا للعمل في شوارع تركيا بعد فصلهم من عملهم بدون وجه حق. وعند سؤاله عن سبب عمله كبائع متجول، أوضح حيدر أنه يعمل على مواصلة العيش ببيع المنتجات الطبيعية التي يحضرها من منطقة “درسيم” في مدينته في الأسواق بمدينة إسطنبول.
“إني حزين لعملي بمهنة ليست من تخصصي”
أوضح حيدر أنه كان بمثابة رفيق لطلابه خلال فترة عمله مدرسًا، مشيرًا إلى أنه عمل لمدة 4 سنوات مدرسًا في مدرسة “ولي محمد على توركر” الابتدائية بمركز مدينة تونجلي إلى أن تم فصله من عمله ليتجه بعدها لبيع المنتجات كالعسل والفاصوليا والجبنة التي يحضرها من تونجلي إلى أسواق إسطنبول لكسب لقمة العيش.
وأعرب حيدر عن حزنه بعد فقدان عمله قبل نحو شهرين قائلا: “حزنت كثيرًا في تلك اللحظة. فأنا أشعر بالحزن لابتعادي عن طلابي ومدينتي، وعملي بمهنة ليست من تخصصي”.
” أتمني أن اجتمع مرة أخرى بطلابي”
يُعد حيدر أحد مؤسسي نقابة المعلمين وأول الإداريين المركزيين. ودعا العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى دعم المدرس حيدر الذي يعمل بائعًا في سوق كوتشوك بقال كوي الشعبي بحي أتاشهير في مدينة إسطنبول.
وأفاد حيدر بأنه طوال سنين عمله مدرسًا قدم دروسًا في مجالات الثقافة والفنون والعلوم قائلا: “أحلم بالأيام التي سأعود فيها إلى مهنتي وسألتقي بطلابي من جديد. لكن الشريحة الزمنية التي أعيش فيها حاليًا تدل على أني سأظل أعمل بائعًا لفترة طويلة. حتى اليوم خدمت أناسًا طيبين وسأظل أخدم أناسًا طيبين”.
وقام العديد من المواطنين، الذين علموا بقرار فصل حيدر من عمله، بنشر مشاركات داعمة له على حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي، بينما يواصل حيدر حياته ببيع المنتجات الطبيعية التي يحضرها من مدينة تونجلي على منضدته في سوق كوتشوك بقال كوي الشعبي بحي أتاشهير في مدينة إسطنبول.