(الزمان التركية) – تحولت تركيا إلى سجن كبير يضم الآلاف من المواطنين، أغلبهم من المعلمين والأكاديميين والأطباء، المتهمين بالتورط في الانقلاب المسرحي في 15 يوليو/ تموز 2016، دون أن يكون لهم أي علاقة بالواقعة سواء من قريب أو من بعيد. البعض صدر في حقه قرار اعتقال، والبعض الآخر قيل عنه أنه انتحر للتخلص من تهمٍ مزيفةٍ تلاحقه، غير أن معظم عمليات الانتحار هذه أثارت شبهات حول أن تكون قتلاً تحت ستار الانتحار. تحتاج قصصهم إلى كتب ومجلدات لسردها وتدوينها لتكون عبرة للتاريخ، ومنها:
- الشاويش فرحات داش من سلاح المدرعات، انتحر ليلة انقلاب 15 يوليو/ تموز من خلال إطلاق الرصاص على نفسه، صارخًا “نحن لسنا خائنين”، على حسب رواية الشاويش إبراهيم دونا أحد شهود العيان.
- المقدم حسن يوجال أحد الضباط العاملين في رئاسة هيئة الأركان التركية. قيل إنه انتحر في صباح 20 يوليو/ تموز عند الساعة 10:30، في غرفته داخل قيادة رئاسة هيئة الأركان بسبب مشكلة نفسية.
- قائممقام نجمي أكمان، أول واقعة انتحار بعد محاولة الانقلاب (20 يوليو/ تموز) من بلدة أحمدلي بمدينة مانيسا غرب تركيا. وبحسب شهود عيان فإن نجمي انتحر مطلقًا الرصاص على نفسه من سلاح حارسه الشخصي بعد اتهامه بالضلوع في الانقلاب.
- خبر انتحار آخر جاء من العاصمة أنقرة (20 يوليو/ تموز) عن نائب مأمور شرطة. بحسب رواية شهود عيان فإن نائب مأمور شرطة يدعى “موتلو جيل”، انتحر أثناء عمليات التحقيق في مديرية أمن “جودل” بأنقرة، بعد فصله عن العمل هو مع 900 آخرين من جهاز الشرطة.
- انتحار مدير أمن بمدينة “بارتين” محمد مارت أوغلو في 22 يوليو/ تموز، اعتراضًا على عملية التفتيش التي أجريت في مكتبه بعد أن عين خلفًا للمدير القديم الذي فصل بتهمة المشاركة في الانقلاب.
- المقدم ليفنت أوندار رئيس عمليات الكتيبة الثالثة الخاصة بمدينة “سيرت”، قيل إنه انتحر مطلقًا على نفسه الرصاص من سلاحه الشخصي، في 22 يوليو/ تموز، نتيجة تدهور حالته النفسية بسبب عدم قدرته على السيطرة على الأحداث التي شهدتها المدينة. وكان ليفنت أوندار قد عيَّن في هذا المنصب عقب فصل المقدم السابق علي جان أركيليتلي أوغلو في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة.
- خليل جوك: ضابط شرطة بقسم بمديرية أمن بلدة أكتشاكوجا، التابعة لمدينة دوزجا. انتحر في (22 يوليو/ تموز) مطلقًا الرصاص على نفسه، عندما وصلت له أخبار بعد الانقلاب عن فصله عن العمل.
- المقدم إسماعيل تشاكماق (23 يوليو/ تموز): تثار الشكوك حول واقعة وفاته؛ إذ اعتقل بتهمة مشاركته في الانقلاب، وقالت المصادر الرسمية إنه انتحر شنقًا داخل محبسه.
- ضابط الشرطة هدايت ميرال (30 تموز/ يوليو): هذه المرة تدور الشبهات داخل مدينة بارتين؛ إذ اعتقلت السلطات التركية والي بلدة “أولوص” التي انتحر فيها نائب مدير الأمن. وبحسب الادعاءات فإن “ميرال” كان حارسًا شخصيًا لهذا الوالي.
- رجل الأعمال وعدت صافلو (2 أغسطس/ آب): أصدرت السلطات التركية قرارًا بالقبض عليه ضمن تحقيقات المتعاطفين مع حركة الخدمة في مدينة “إسبرطة”. وبحسب الرواية الرسمية، فإن صافلو لقي حتفه نتيجة سقوطه من الطابق الرابع أثناء محاولته الهرب من رجال الشرطة الذين جاءوا إلى منزله. هل كان يفكر أن لديه قوة خارقة للهرب من الطابق الرابع مثل “سوبر مان”؟ أم ماذا؟
- جوكهان أتشيك كولو (مدرس – 5 أغسطس/ آب) ألقي القبض عليه في 23 يوليو/ تموز، ولفظ أنفاسه الأخيرة داخل محبسه في إدارة مكافحة الإرهاب بإسطنبول، نتيجة التعذيب والمعاملة غير الإنسانية بالرغم من مرضه. ودفن في مقابر “الخائنين”، دون اتباع أي تعاليم دينية.
- أحمد باشلي (معاون شرطة – 10 أغسطس/ آب): بحسب الرواية الرسمية، فإن باشلي انتحر مطلقًا الرصاص على نفسه، أمام زملائه من رجال الشرطة الذين جاءوا للقبض عليه.
- عمر جوبوكلو (مأمور قوات الإنفاذ – 1 سبتمبر/ يوليو): اعتقل بتهمة وجود صلة بينه وبين حركة الخدمة؛ وكما هو معتاد قالت الرواية الرسمية أنه انتحر “شنقًا” باستخدام أربطة الحذاء والجاكيت(!) (علمًا بأنها محظور دخولها المحبس وفقًا للقواعد التركية)
- مصطفى جونايلار (مدرس – 2 سبتمبر/ أيلول): فصل من العمل في مدينة “بيلاجيك”، وبعدها انتحر “خنقًا” باستخدام أنبوب الغاز في منزله.
- سيف الدين يغيت (وكيل نيابة – 16 سبتمبر/ أيلول): تقول الرواية الرسمية أنه انتحر داخل محبسه باستخدام الخيوط الموجودة في ملابسه. إلا أن أسرته تؤكد أنها جريمة قتل وليس واقعة انتحار.
- علي دارا باشي (مدرس – 19 سبتمبر/ أيلول): انتحر داخل المدرسة التي يعمل فيها بعد فصله من العمل، نتيجة القبض على زوجته بادعاء انتمائها لحركة الخدمة.
- أمره أوغوز (مأمور شرطة – 3 أكتوبر/ تشرين الأول): كان من بين 12 ألفًا و800 شرطي فصلوا من العمل. بحسب الادعاءات فإنه أوغوز انتحر مطلقًا الرصاص على نفسه، أثناء توجهه لتسليم سلاحه العسكري.
- آدم تراش (مأمور شرطة – 4 أكتوبر/ تشرين الأول): كان بين رجال الشرطة المفصولين في مدينة مرسين جنوب تركيا. فقرر الانتحار مطلقًا الرصاص على نفسه.
- أوندر إيرماق (ضابط صف “صول” – 10 أكتوبر/ تشرين الأول) ألقي القبض عليه في مديرية أمن أسكيشهير بادعاء علاقته بحركة الخدمة. ولكنه –كما يُزعم- انتحر داخل دورة المياه من خلال شرب بعض المنظفات.
- حسن تاشطان (إمام – 11 أكتوبر/ تشرين الأول): يُزعم أنه انتحر عقب اعتقاله في مدينة مرسين ضمن عمليات الشرطة التركية ضد حركة الخدمة.
- أنور شان تورك (مأمور قوات الإنفاذ – 13 أكتوبر/ تشرين الأول): عثر عليه “مشنوقًا” في الطابق الثامن المحتجز فيه بعد اعتقاله في مدينة “أدي يامان”.
- حقي توبال (ضباط شرطة – 21 أكتوبر/ تشرين الأول): فصل من العمل أثناء تأديته خدمته في مديرية أمن جوروم. وبحسب الرواية الرسمية، فإنه توجه بسيارته الخاصة إلى المنطقة الشجرية القريبة من بحيرة “سايديم” في المدينة وانتحر “شنقًا”.
- جاهد كوركماز (مأمور شرطة – 25 أكتوبر/ تشرين الأول): أطلق الرصاص على نفسه، خوفًا من أن يزج به في العمليات الأمنية ضد حركة الخدمة.
- “أ. و” (كان يعمل بجهاز المخابرات – 1 نوفمبر/ تشرين الثاني): يقول الكاتب “صايجي أوزتورك”، أن المدعو فصل من عمله بعد محاولة الانقلاب، ثم عاد مرة أخرى بسيارة تحمل لوحات دبلوماسية. إلى أن اختفى في (1 نوفمبر/ تشرين الثاني). وأكد أوزتورك أن مثل هذه الواقعة ليست الأولى من نوعها مما يستوجب البحث والتحقيق في الأمر.
- بوراك أتشيك ألين (مهندس – 8 نوفمبر/ تشرين الثاني): كان بين المهندسين العاملين في رئاسة إدارة الاستخبارات. اعتقل بعد محاولة انقلاب 15 يوليو/ تموز، بتهمة نقله أخبار للمدون التركي المشهور بفضحه فساد أردوغان وحكومته “فؤاد عوني”. وتشير الادعاءات إلى أنه انتحر داخل محبسه!
- بهجيت أيمدي (مدرس – 19 نوفمبر/ تشرين الأول): اعتقل ضمن تحقيقات الانتماء لحركة الخدمة في مدينة كارابوك. وبحسب الرواية الرسمية، عثر عليه مشنوقًا بـ”أربطة حذائه” داخل محبسه. بعد ذلك نقل جثمانه إلى مصلحة الطب الشرعي في أنقرة لإجراء عملية التشريح. وعقب ذلك فصل زوجته أيضًا من عملها.
- خير الله تامتورك (مفوض – 25 نوفمبر/ تشرين الأول): فصل من عمله. أرسل زوجته وأطفاله إلى أهل زوجته وشنق نفسه داخل منزله بمدينة “بيلاجيك”.
- أرجولو يلديز (مدرس – 25 نوفمبر تشرين الثاني): انتحر بعد فصله من العمل وإلقاء القبض عليه، بزعم علاقته بحركة الخدمة، في أعقاب محاولة انقلاب 15 يوليو/ تموز.
- أونال تاقماقلي (رجل أعمال – 29 نوفمبر/ تشرين الثاني): تعرض تاقماقلي (77 عامًا) لأزمة قلبية داخل محبسه، بعد اعتقاله في 28 يوليو/ تموز بزعم علاقته بحركة الخدمة، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.
- حسن حسين جان (مأمور شرطة – 1 ديسمبر/ كانون الأول): فصل من عمله بإدارة الفحص والتسجيل المروري بمديرية أمن “هطاي”، وألقي عليه القبض ضمن تحقيقات حركة الخدمة/ تنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي “PYD”. وانتشر ادعاءات حول انتحاره، مطلقًا على نفسه الرصاص، عقب الإفراج عنه بضمانات على ذمة القضية.
- محمد أولدوم (مأمور شرطة – 21 ديسمبر/ كانون الأول): بحسب الأخبار التي تداولتها وكالات الأنباء، فإن أولدوم، أصيب بحالة اكتئاب نتيجة فصله من العمل، أدت إلى انتحاره “شنقًا” في بيت جده. وعلى الفور نقل شقيقه الجثمان إلى الطب الشرعي لإجراء عملية التشريح، التي تستمر حتى اليوم.
2017
- سعد الله كارا (مأمور شرطة – 7 يناير/ كانون الثاني): سحبت الهوية الشرطية وسلاحه العسكري منه أثناء تأديته مهامه في تأمين إحدى المحاكم في إسطنبول؛ وعندما علم بفصله من العمل، سحب سلاحه عنوة وأطلق الرصاص على نفسه.
- زكي جزائرلي أوغلو (مأمور شرطة – 16 يناير/ كانون الثاني): فصل من عمله ثم عاد إليه مرة أخرى؛ إلا أنه لم يتحمل عمليات التضييق والتهميش التي تعرض لها فقرر الانتحار باستخدام مبيد زراعي، لكن التدخل الطبي نجح في إنقاذه، قبل أن ينتحر مطلقًا الرصاص على نفسه داخل منزله في وجود زوجته وأطفاله.