أنقرة ( زمان عربي ): في أول تصريح له على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أشار وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إلى أن نتائج استفتاء بريطانيا كانت صادمة موضحا أنه كان يتوقع بقاء بريطانيا داخل الاتحاد حتى ولو كان توقعا ضعيفا.
وذكّر جاويش أوغلو بأن بريطانيا كانت تعارض منذ القدم سياسات الاندماج مع الاتحاد الأوروبي بصفتها جزيرة ولم ترغب بالتنازل عن حقوقها السيادية ولهذا السبب لم تشارك بريطانيا في توحيد العملة وسياسة التأشيرة المشتركة. كما أوضح جاويش أوغلو أن تركيا لم تكن ترغب في مغادرة بريطانيا للاتحاد مؤكدا حاجة الاتحاد إلى دراسة تمعنية لما آلت إليه الأمور قائلا:” كافة سياسات الاتحاد الأوروبي الحالية فاشلة. فسياساته السيادية بداخله وسياسات التوسعية والامنية والاقتصادية فاشلة. والأمر كذلك عند النظر إلى سياساته تجاه الشرق. فقد عجز عن حل المشكلات، التي واجهها الأوروبيون. فعلى سبيل المثال أنا لا أقول أن المشكلة في سياسة الهجرة ظهرت مع قدوم اللاجئين العراقيين والسوريين. فقد كانوا يأتون من قبل من بلاد المغرب العربي وأفريقيا. وعجز الاتحاد عن التوصل لحل في هذه القضية.
كما أنه فشل في التصدي للتطرف المتزايد بداخله والإسلاموفوبيا والتعصب العرقي والعداء الأجنبي والعديد من التيارات السلبية الأخرى. وهو الآن يدفع ثمن هذا. كل هذه التيارات بدأت في محو قيم الاتحاد وخلق أجواء اضطرابية داخل الاتحاد وبات هذا الأمر تهديدا على أمن واستقرار الاتحاد. وبالتالي ظل الاتحاد عاجزا في كافة هذه القضايا. وبمرور الوقت بدأت الأحزاب، وأغلبها متطرفة للأسف، في العديد من الدول بالمطالبة بإنفصال بلادهم عن الاتحاد أو تقيض بقائهم”.
وذكر جاويش أوغلو أن الأزمات أظهرت مرة أخرى مدى أهمية تركيا لأمن واستقرار الاتحاد قائلا:” لكن لا حاجة لحدوث كارثة كي يتمكن الاتحاد من إدارك أهمية هذا. فالإتحاد يعجز عن النظر إلى الحادثة من هذا المنظور. بالأمس كانت لديهم احتياجات واليوم أيضا كذلك ولعل بالغد ستكون لديهم احتياجات أكثر من أي وقت مضى. نحن أيضا لم نخفي أبدا حاجاتنا إلى الاتحاد. لكن اعتراضنا الوحيد هو المعايير المزدوجة والعقبات السياسية ومواقف السياسيين بعد تغير الحكومات وطول فترة المفاوضات ورفض تشارك القوة مع دولية قوية مثل تركيا وقضية قبرص وغيرها.
الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى إعادة النظر في سياساته كي يستطيع أن يصبح صاحب كلمة وألا يتجاهل اعتراضات شعوبه وألا يكون عديم الإدراك في التصدي للتعصب. بل على العكس كل مؤسسة تعجز عن هزم نفسها وإظهار قوتها في التأقلم مع المشكلات ستفقد أمنها أولا ثم هيبتها ثم نفسها شيئا فشيئا”.