موغلا (الزمان التركية) – انهارت كل مزاعم الرئيس رجب طيب أردوغان حول وقوف حركة الخدمة وراء انقلاب 15 يوليو الماضي، مع انطلاق محاكمة الجنود المتهمين بالتواطؤ على تنفيذ الانقلاب أمس الإثنين، حيث أكد المتهمون أنهم نفذوا أوامر رئاسة الأركان العامة ضمن الأعراف والتقاليد المعروفة في المؤسسة العسكرية ونفوا أن يكون لهم أي صلة بحركة الخدمة.
وأفاد العميد جوكهان سونماز أتش -المكلف من قبل رئاسة الأركان العامة باعتقال الرئيس أردوغان بعد مداهمة الفندق الذي كان يمكث فيه ببلدة مرماريس التابعة لمدينة موغلا ليلة الخامس عشر من يوليو الماضي – أنه لا علاقة له بحركة الخدمة.
وبدأت الدائرة الثانية للمحكمة الجنائية في مدينة موغلا بمحاكمة 47 متهما، بينهم 37 جنديًّا متهمًا بالانقلاب، قاموا بمداهمة الفندق الذي كان يمكث فيه أردوغان عشية محاولة الانقلاب.
واعترف سونماز أتش الذي كان قائد الفريق الذي توجه إلى فندق أردوغان لاعتقاله بأنه شارك في العملية ودفع ثمن فعلته هذه، مؤكدا أنهم تلقوا التعليمات من رئاسة الأركان العامة.
وأضاف سونماز أتش “تلقيت الأمر من الجنرال سميح ترزي، وقيل لي إن قيادة القوات المسلحة قد استولت على الحكم في البلاد، مؤكدا أن هذا الأمر صادر من رئاسة الأركان، وليس لي أي علاقة مع حركة الخدمة، إنهم خدعونا ونصبوا لنا فخًّا ومكيدة، حيث أمرنا بالانتظار 4 ساعات قبل إقلاع طائرتنا نحو فندق أردوغان، والآن أنا أبحث من الذي أصدر لنا أمر الانتظار 4 ساعات!”.
وتفند هذه الاعترافات صحة القصة التي تحاك حول نجاة أردوغان من هجمات الانقلابيين على فندقه كالأبطال، وتمكن طائرته من الإقلاع، ووصولها إلى مطار إسطنبول بسلامة وسط مخاطر عديدة، إذ توجهت طائرة الفريق العسكري إلى مدينة موغلا بعد وصول طائرة أردوغان إلى إسطنبول، وهو ما يعني أن العسكريين عندما وصلوا إلى الفندق كان أدوغان قد وصل إسطنبول.
وأكد سونماز أتش أن كل من يواجه مشكلة يلجأ إلى طرح اسمه للتخلص من التهم الموجهة إليه، وأعلن أنهم لم يتوجّهوا إلى مارمريس لقتل أردوغان، بل لاصطحابه إلى أنقرة تنفيذًا لأوامر رئاسة الأركان، متابعا “في الوقت الذي كان العالم بأسره يعلم أن أردوغان متّجه إلى إسطنبول، أرسلونا إلى مرماريس لإيقاعنا في الفخ، لم أتواصل مع المساعد العسكري لأردوغان، لو كنت أنا من خططت لهذه العملية، لكنت نجحت في إتمامها أو ألغيتها، لا أؤمن أن فتح الله كولن هو “المسيح” أو ” الرسول” كما يدعى، فهذا اعتقاد ضال باطل، ما أفكر فيه حاليا هو العثور على جواب لسؤال “من الذي ضللنا وخدعنا وجعلنا ننتظر أربع ساعات؟ نعم أتحمل كل المسؤولية لكن أرفض المسؤوليات المتعلقة بأماكن لم أكن فيها”، مشددا سونماز على أنه تحرك معتقدًا أن رئاسة الأركان العامة هي التي أصدرت أمرًا بتنفيذ الانقلاب.
من جانبه أفاد المقدم شكري سيمان قائد فرقة القوات الخاصة خلال إفادته أنه لا يخشى أي شيء، معترفًا بأنه نفذ الانقلاب، وسيتقبل عقوبته حتى ولو كانت الإعدام، وقال: “أنا شاركت في الانقلاب، ولا أخاف من أي شيء، حتى لو كنت أعلم أن إسقاط كرسي المشنقة من تحت أرجلي ليس انتحارًا لفعلت ذلك بنفسي، لكنني لم أفعل سوى تنفيذ المهمة التي كلفني بها قائديّ الجنرالين جوكهان وسميح، ألا وهي نقل الرئيس أردوغان إلى أنقرة سالما”.
انقلاب، محاكمات، اعترافات، حركة الخدمة