“ما يحدث عادة هو أن الفكرة تتحول إلى شخص وعندما يُضرب الشخص تُضرب الفكرة وينتهي الأمر … على عكس ذلك .. ما حدث عند الشيخ كولن هو أن الشخص تحول إلى فكرة .. فحركة .. فواقع .. فحركة مؤسسية في مختلف نواحي الحياة تقدم تصورا صحيحا للإسلام بجوانبة المتعددة العملية وليس التجريدية .
قد يبدو سر النجاح في البعد عن “الشخصنة” ..
ولكن في الواقع هناك تطور إيماني وروحي لا بد أن يحدث وهو جوهر التربية الوجدانية للإنسان المسلم وهو ما يُذّكر به الشيخ كولن مراراً وتكراراً في كتاباته ..
التطور من: الأنا إلى الـ”نحن” إلى “هو” الله بحيث يصبح الله في اعتقاد الإنسان وفي وعيه المدرك وغير المدرك هو وراء وأمام كل انجاز وفي ذلك يكمن سر التوفيق
وهنا أستحضر مستويات الارتقاء التي أتاحها لنا الله على المستوي النفسي الأخلاقي:
من النفس الأمارة بالسوء .. إلى النفس اللوامة .. إلى النفس المطمئنة .. إلى النفس الراضية المرضية .. وعلى المستوى العقدي أمامنا فرصة الارتقاء من الإسلام إلى الإيمان .. إلى الإحسان .
د. فاتنة أمين شاكر(أستاذة علم الاجتماع السياسي / وعلم النفس الاجتماعي- السعودية)
كانت وما زالت حركة فتح الله كولن واحدة من هذه الحركات المجتمعية التي ساهمت في إعادة إحياء الهوية الإسلامية للمجتمع التركي عبر العديد من الأنشطة والمؤسسات طوال خمسة عقود، والتي نشأت لمواكبة متطلبات المجتمع المسلم الساعي إلى التضامن والترابط والتمسك بدينه في مواجهة فكر علماني يكره الدين ويعمل كل ما في جهده من أجل القضاء عليه
الجانب السلوكي لهذه الحركة يبرز مفهوم الخدمة التي تستهدف تغيير الأحوال للبيئة المعيشة، وهي الجامع بين القادر والمحتاج، بين صاحب المال وصاحب الحركة وصاحب الفكرة وجوهرها يُعنَى بتنظيم العطاء المتبادل بين الأفراد والمجتمع
وبهذا المعنى فإن الخدمة هي نظام التفاعل بين الفرد والجماعة والحركة، هي أساس التناغم بين الفرد كأحد أعضاء الجماعة وبين الهدف الأكبر وهو إصلاح حال الأمة الإسلامية على امتداد وجودها المكاني الجغرافي، كمقدمة لإصلاح حال الإنسانية .
وكل من تعرفنا عليهم في “الخدمة” يشعرون بأنهم يؤدون رسالة إيمانية بالدرجة الأولى، واجتماعية مدنية بالدرجة الثانية، وأنهم جميعاً أصحاب قدر واحد، ومن هنا ًحالة التضامن الشديدة بينهم
د. حسن أبو طالب (المستشار بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية)
https://www.youtube.com/watch?v=dKkBGdajv2Y