https://youtu.be/KbF86IyriPE
إسطنبول (الزمان التركية): يربط الكثير من الخبراء والمحللين بين محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا في 15 يوليو/ تموز الماضي التي تعرض فيها مبنى البرلمان التركي للقصف وبين حريق البرلمان الألماني في 27 فبراير/ شباط 1933 ويرون أن أردوغان استعاد نفس سيناريو الزعيم الألماني النازي هتلر من أجل إعادة تشكيل الدولة وإخضاعها لسيطرته.
تدمير مبني البرلمان الألماني ” الرايخستاج” ليلة السابع والعشرين من فبراير/ شباط عام 1933
إندلعت حرائق متزامنة في أجزاء مختلفة من مبنى البرلمان الألماني (الرايخستاج”. لكن ليس بإمكان مارينوس فان در لوبى، الذي تم اعتقاله وإعلانه المتهم بالحريق، إشعال حرائق في أجزاء مختلفة من المبنى في وقت واحد مما جعل البعض يشك في أنه تم افتعال الحريق للقضاء على معارضي هتلر.
بالعودة إلى ليلة الحادثة يتبين أن أودلف هتلر كان مستعدا قبل فترة من وقوع الحادث. فلم يتأخر هتلر والزعماء النازيون البارزون من التوجه إلى موقع الحريق وتحويله إلى ساحة لقاء جماهيري.
في مساء يوم الحادث أعلن هتلر التوصل إلى الفاعل دون أي تحقيقات. فالشيوعية الدولية هاجمت وحدة وأمن ألمانيا عبر تنظيم متنوع.
حادث الحريق لم يمنح هتلر السلطة المنفردة فقط بل منحه أيضا القوة المطلقة إذ أنه عطّل الدستور، أما معارضوه الذين أعلنهم مذنبين فإما قتلهم أو حبسهم بدون إجراء أي تحقيقات. خلال فترة قصيرة تم حبس أكثر من 100 ألف من أعضاء الحزب الشيوعي الألماني والديمقراطيين الإجتماعيين. كما حبس صحفيين ومفكريين وأكاديميين ونوابا من كافة فئات المجتمع.
مسرحية انقلاب لأردوغان
في الخامس عشر من يوليو/ تموز الماضي وقعت محاولة انقلاب في تركيا. وأثناء قصف الانقلابيين لمبني البرلمان وقبل أن تصل تركيا إلى مرحلة الخطر ظهر الرئيس التركي على الشاشات وأعلن التوصل للمتورطين في المحاولة الانقلابية ألا وهم فتح الله كولن والضباط التابعين له داخل الجيش.
ودعا أردوغان جموع الشعب التركي للخروج إلى الشوارع والتصدي للانقلاب. ودعت التكبيرات الصادرة من مآذن الجوامع عشرات الآلاف للخروج إلى الميادين.
في اليوم التالي لمحاولة الانقلاب تمت إقالة أكثر من 30 ألف معلم ونحو 3 آلاف قاض ومدع عام ومئات العسكريين وخلال فترة قصيرة تجاوز الرقم حاجز المئة ألف.
متى تم التحقق من تورط كل هذا الكم من الناس في محاولة الانقلاب ومن الذي كشف هذا وما علاقة هؤلاء المدنيين بالمحاولة الانقلابية؟
وهل افتعل أردوغان الانقلاب للتخلص من معارضيه؟ ولماذا عجزت السلطات التركية عن تقديم دليل إدانة إلى الولايات المتحدة لإعادة مخطط الانقلاب (كولن) ، على حد زعمهم إلى تركيا رغم مرور نحو شهر ونصف على محاولة الانقلاب؟
وهل تعطيل هتلر العمل بالدستور بعد الحريق وإتخاذ أردوغان الإجراء نفسه عقب محاولة الانقلاب الفاشلة مجرد صدفة؟