إسطنبول (الزمان التركية) – أوضحت بيرين سونماز إحدى أشهر ضحايا انقلاب 28 فبراير/ شباط 1997 في تركيا ومن الأسماء البارزة للتيار الإسلامي أن حزب العدالة والتنمية بقيادة رجب طيب أردوغان خرج عن مساره الأول وتحول مع مرور الزمان إلى شكل جديد للدولة القديمة بكل أبعادها.
وقالت سونماز إن العدالة والتنمية أسس على يد من تسلموا السلطة في أعقاب الانقلاب الناعم وأردفت: “لقد انزعجنا كثيرًا عندما قال الانقلابيون لنا إن مرحلة 28 فبراير ستستمر لمدة ألف سنة؛ والآن ها هو حزب العدالة والتنمية يواصل المسيرة. وأصبح التيار الإسلامي معتادًا على السوء”.
وقالت بيرين سونماز: “لقد انتظرنا طويلًا أن يعيد حزب العدالة والتنمية البلاد إلى إعدادات المصنع الأولى، وانتظرنا منه أن يحقق الوعود التي قدمها لنا، ولكن لم يحدث كل هذا”.
جاء ذلك في تعليق بيرين سونماز على سياسات حزب العدالة والتنمية خلال فترة حكمه للبلاد، وأوضحت أنها فصلت من عملها كأكاديمية في جامعة كوجا تبه في مدينة آفيون خلال فترة انقلاب 28 فبراير/ شباط 1997، وقالت: “حزب العدالة والتنمية هو حزب من تسلموا مقاليد البلاد إن انقلاب 28 فبراير/ شباط، لم يتغير شيء منذ انقلاب 28 فبراير/شباط إلى الآن، سوى هوية الجائرين الظالمين باسم الدولة. أمَّا الشعب فيأخذ نصيبه من ظلم الدولة. وفي تلك الفترة شهد التيار الإسلامي تحولًا جذريًا. فحزب العدالة والتنمية تمكن من أن يصل إلى سدة الحكم بعد أن ارتدى قميص الاعتدال والتوسط. فهو حزب من تسلموا مقاليد البلاد إبان انقلاب 28 فبراير/ شباط. والآن هم يسددون دَينهم للدولة. لم يتغير شيء من الدولة القديمة سوى شكلها وصورتها”.
حزب العدالة والتنمية يواصل مسيرة انقلاب 28 فبراير/ شباط
وتابعت سونماز: “انزعجنا كثيرًا عندما قالوا إن مرحلة الانقلاب وتبعاته ستستمر ألف سنة، ولكنها لم تدم طويلًا ولن تدوم أيضًا. أمَّا الآن فأنا في حالة من خيبة الأمل؛ لأن من كانوا في صفوف المظلومين سابقًا يطبقون السياسات نفسها على غيرهم بعد أن وصلوا للحكم. لذلك يبدو أن السياسات والظلم هي نفسها تواصل المسيرة. وما يحدث الآن ليس إلا رد فعل من الدولة القديمة بنظامها بسياساتها. وأنا أطلق عليها “الكمالية الخضراء”.
التيار الإسلامي تعوَّد على السوء
وأوضحت سونماز أن الظلم المتكرر والمستمر تجاه التيار الإسلامي جعله يعتاد شيئًا فشيئًا على الظلم والجور والسوء، قائلًا: “إن التيار الإسلامي الآن يبدو وكأنه في إناءٍ يغلي بماء ساخن ترتفع حرارته شيئًا فشيئًا. ولكن في الحقيقة هناك اعتراضات وأصوات متعالية ولكنها تخشى التعبير عن ذلك بصراحة”.
ولفتت سونماز إلى الإضراب عن الطعام الذي يقوم به الأكاديميان المفصولان من عملهما بموجب قوانين الطوارئ نوريا جولمان وسميح أواكجي، مؤكدة على ضرورة الاهتمام بقضيتهما خاصة مع حلول شهر رمضان.
وقالت سونماز: “إن هذا البلد اعتاد أعمال التصفية، ولكنه لم يشهد أعمال تصفية بهذا الحجم الضخم قبل ذلك. فإن تركتم حقوق الأشخاص، لن يكون أمامهم حل آخر سوى استخدام أجسادهم للتعبير عن اعتراضهم والمقاومة للحصول على حقوقهم المسلوبة. إجبار الشخص على فعل شيء مضطرًا غير جائز من الناحية الدينية. أمّا الصيام فيزيد الإنسان ولا ينقصه من الناحية المعنوية. فنحن نربي أنفسنا. ونحاول السيطرة على أنفسنا من الطعام والشراب والشهوات والغيبة والنميمة. أمَّا هؤلاء فيضربون عن الطعام بالتزامن مع صيام شهر رمضان لتربية أنفسهم حتى يحصلوا على حقوقهم المسلوبة”.