أنقرة (الزمان التركية) – أرسلت الدائرة الحادية عشرة من المحكمة الجنائية في أضنة جنوب تركيا مرسوما إلى وزارة العدل لإسقاط الجنسية عن فتح الله غولن الذي تتهمه الحكومة بالوقوف وراء الانقلاب الفاشل من دون تقديم دليل واحد يثبت هذا الادعاء.
وكانت الدائرة الحادية عشرة من المحكمة الجنائية في أضنة قد رفعت قضية ضد 105 متهمين، 14 منهم فارون، بينما تم حبس 25 آخرين، يقع فتح الله غولن بين المتهمين في إطار التحقيقات القائمة بحق حركة الخدمة في مدينة أضنة.
وأرجعت المحكمة في المرسوم الذي بعثته لإسقاط الجنسية عن غولن سبب الطلب إلى إبلاغ النائب العام خلال مرحلة التحقيقات أو المحكمة خلال مرحلة المحاكمة بأسماء المواطنين الذين توجد تحقيقات قائمة بحقهم، لكن لم يتم التوصل إليهم لوجودهم خارج البلاد، وذلك بهدف إسقاط الجنسية عنهم. وأرجع المرسوم سبب إسقاط الجنسية إلى عجز السلطات عن الوصول إليهم، غير أن القانون الدولي ينص على محاكمة المواطنين الموجودين في الخارج من قبل قضاة الدولة التي يقيمون فيها.
واللافت في الأمر هو عجز السلطات التركية عن إقناع الرأي العام الدولي بتدبير غولن للمحاولة الانقلابية على الرغم من مرور أشهر على وقوعها، كما أن التقريرات التي نشرها الناتو والمخابرات البريطانية والأمريكية والألمانية خلال الأشهر الماضية أوضحت أن حركة الخدمة لم تدبر المحاولة الانقلابية وأن أردوغان كان على علم مسبق بأمر المحاولة الانقلابية واستغلها في تصفية معارضيه.
وكان حزب الشعب الجمهوري المعارض قد أعلن في الأيام الماضية أنهم سيثبتون أن الانقلاب تم تحت سيطرة حكومة أردوغان.
يشار إلى أن النائب والعضو في الكونغرس الأميركي عن الحزب الجمهوري دانا روهرا باكر انتقد اعتداء حرس أردوغان على متظاهرين سلميين في واشنطن بعبارات شديدة، عقب صدور قرار من الكونغرس يدين تركيا وسفارتها في واشنطن بسبب ذلك يوم الخميس الماضي. حيث تساءل روهرا باكر قائلاً: “كيف يمكن لنا أن نصدق أردوغان في الانقلاب “المزعوم” عليه وهو يطالب أمام أعيننا الولايات المتحدة بأن تسمح له بأن يعتدي على المتظاهرين. هذا يحتم علينا إعادة النظر في الروايات والأطروحات الرسمية التي طرحها أردوغان بشأن محاولة انقلاب الخامس عشر من يوليو/ تموز”.
قال روهرا باكر أيضًا: “واقعة اعتداء الحرس الشخصي لأردوغان على محتجين سلميين أمام السفارة التركية في واشنطن قضت على أية شكوك حول كون الانقلاب انقلابا زائفا واستغلاله من قبل أردوغان للقضاء على معارضيه وكل من يخالفه الرأي. هذه الواقعة تظهر أن أردوغان زعيم فاشي مصاب بجنون العظمة أو رئيس دولة في وضع مضطرب”.
ثم اختتم روهرا باكر قائلاً “يسعى أردوغان لإغلاق كل مدارس حركة الخدمة، غير أنه من الممكن أن نستنتج من الأحداث الأخيرة أن حركة الخدمة شيء إيجابي للغاية. وإن كان هناك من يبحثون عن حقيقة هذا الأمر، فإن هذه الأحداث الأخيرة تقوي قناعاتنا حول هذه الحركة”.