إسطنبول (الزمان التركية) – أعلنت مجموعة “القراصنة الحمر” (RedHackers) أنها اخترقت العنوان البريدي الخاص بوزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي برات ألبايراق؛ صهر الرئيس رجب طيب أردوغان، وبدأت تواصل تسريب محتويات مراسلاته منذ أسبوع.
وصرحت المجموعة أنها ستبدأ نشر مضامين مراسلات الوزير التركي في حال عدم إطلاق سراح المعتقلين من الصحفيين اليساريين، وعندما لم يتحقق مطلبها راحت المجموعة تنشر هذه المراسلات التي تتضمن المعاملات التمييزية والمحسوبية وتمويل حسابات تويتر تعود للجيش الإلكتروني التابع لحكومة حزب العدالة والتنمية وقصر الرئيس أردوغان ومطالب الولايات المتحدة من تركيا وشتى أنواع الضغط والقمع الممارس على وسائل الإعلام في البلاد.
الضغوط على مجموعة دوغان الإعلامية
وتضمن البريد الإلكتروني للوزير ألبايراق الذي اخترقته “القراصنة الحمر” تسجيلاً صوتياً يحتوي على المحادثات التي أجراها رئيس مجموعة دوغان الإعلامية الخاصة آيدين دوغان في أحد اجتماعاته، إضافة إلى رسالة تهديد أرسلها شقيق الوزير إليه.
ويدل هذا التسجيل الصوتي الذي سجّله سرهات ألبياراق الأخ الأكبر للوزير ألبايراق الذي يعد الرجل رقم واحد لدى الرئيس أردوغان وقصاصات الصحف الموجودة في المراسلات مدى القمع والضغط الذي مارسته أسرة أردوغان على مجموعة دوغان التي تعتبر من أكبر المجموعات الإعلامية الخاصة في تركيا.
ويطالب رئيس المجموعة آيدين دوغان في التسجيل الصوتي الصحفيين العاملين لديه بتجنب إعداد ونشر أخبار تنتقد ممارسات وإجراءات الحكومة. وتظهر المراسلات أن طلب دوغان هذا جاء بعد أن تلقى رسالة تهديد من شقيق الوزير.
كما تضم مراسلات الوزير مع مجموعة دوغان رسالة مثيرة كتب نصوصها شقيق الوزير سرهات ألبايراق وتتكون من ستّ صفحات وتوجد فيها كثير من علامات التعجب (!)، إلى جانب عبارات التهديد. وتزيح المراسلات الستار عن المعركة الإعلامية التي جرت بين مجموعة دوغان ومجموعة توركواز الإعلامية التابعة لصهر أردوغان عقب بدء تحقيقات الفساد والرشوة في عام 2013.
يسائل شقيق الوزير في رسالته رئيس مجموعة دوغان لماذا تنشر المؤسسات التابعة لمجموعة دوغان أخباراً تنتقد الرئيس أردوغان وإجراءت حكومة حزب العدالة والتنمية. كما يفهم من مضمون الرسالة أنه تتم متابعة المراسلين والكتاب العاملين لدى المجموعة وأرشفة أخبارهم ومقالاتهم المتعلقة بالرئيس أردوغان وأفراد أسرته بدءاً من 27 مايو 1960.
ويقول شقيق الوزير في رسالته موجهاً خطابه إلى رئيس المجموعة آيدين دوغان “إن أردوغان هو رئيس جمهورية تركيا الذي انتخبه الشعب. ولذلك فإن كل الإهانات والافتراءت التي تسوقونها عبر كُتاب صحيفتكم تحمل نية القضاء على إرادة الدولة المنتخبة، وهذا أمر واضح!”، ثم يختتم بقوله: “لا تفعل للآخرين ما لا تريد أن يفعله بك الآخرون”.
تقارير يومية إلى قصر أردوغان
وتكشف مراسلات الوزير التركي، طبقاً للقراصنة الحمر، أن نائب رئيس مجموعة دوغان وعضو الهيئة الإدارية فيها محمد علي يالتشين داغ يقوم بإرسال جميع المعلومات الخاصة بمجموعة دوغان إلى برات ألبايراق وزير الطاقة صهر أردوغان. كما يتبين منها أن هذه المعلومات والتقارير تم إرسالها إلى حسن دوغان أحد مستشاري الرئيس أردوغان، بالإضاف إلى رئيس مجلس إدارة مجموعة توركواز الإعلامية وعضو الهيئة الإدارية لشركة تشاليك القابضة سرهات ألبايراق الشقيق الأكبر للوزير.
ويعترف محمد علي يالتشينداغ بأنه تولى مهمة الدعاية للنظام الرئاسي بنكهة تركية الذي يحلم به أردوغان، حيث يقول في هذا الصدد في رسالة أرسلها 6 مايو 2016 “الجميع هنا على دراية تامة بواجبه في مسألة النظام الرئاسي”، ما يكشف أنه كان يبلغ كل صغيرة أو كبيرة عن عائلة دوغان إلى عائلة ألبايراق وأردوغان.
يذكر أن المدير العام للمجموعة محمد علي يالتشن داغ الذي تسلم قبل عام إدارتها أعلن أمس الجمعة استقالته، على خلفية فضح علاقته بالحكومة ورضوخه لسياسة تحريرية فرضتها عليه في المؤسسات الإعلامية للمجموعة التي تضم وكالة دوغان للأنباء وصحيفة “حريت” وقناتي “سي إن إن تورك” الإخبارية التي تحدث أردوغان عبرها من خلال تطبيق “فيس تايم” ليلة محاولة الانقلاب، و”كانال دي” العامة.
https://youtu.be/l-FOg0jgwMs