حلب(الزمان التركية)- في ظل استمرار العمليات العسكرية في سوريا ووجود تحالفات بين روسيا والعناصر المسلحة الكردية التي تعتبرها الحكومة التركية عناصر ارهابية تصبح الفائدة التي تعود على تركيا من التدخل في هذه الحرب مجهولة
إن السيناريو الذى يُرسم الآن لسوريا من قِبل أمريكا وروسيا، وخاصة فى شمال شرق حلب، لا يصب فى صالح تركيا،هذا ما ذكره موقع “ميدل إيست بريفينغ”، الأمريكي، لافتا إلى أنه باستمرار ذلك تكون تركيا خسرت على جميع الجبهات.
وأكد الموقع، فى تقريره الأسبوعى، أن كل الدلائل تشير حتى الآن إلى خطوتين هامتين تم اتخاذهما فيما يتعلق بشمال شرق سوريا: الأولى هي قرار الجيش الأمريكي الاعتماد بشكل رئيسي على قوات سوريا الديمقراطية التي تشكلها في المقام الأول قوات حزب العمال الكردستاني المنتسبة لوحدات حماية الشعب، من أجل السيطرة على الرقة، والثانية أنه قبل نهاية هذا الصيف، لابد أن تكون صفحات الموصل والرقة قد أغلقت. وتتحدث وحدات حماية الشعب أن منتصف أبريل هو وقت الهجوم على عاصمة تنظيم الدولة الإسلامية، وعلاوة على ذلك، تقوم روسيا ببناء قاعدة عسكرية جديدة في عفرين، عبر الحدود التركية، لتدريب وحدات حماية الشعب.
وأوضح التقرير أنه “يبدو أن تركيا خسرت على جميع الجبهات، ومع عدم وجود خيارات أمام أردوغان، متسائلًا: “هل سوف يستسلم تماما لموسكو؟ هل يعتقد أي شخص حقا أن الأتراك سوف يسقطون في اللعبة؟ أم هل هناك ترتيب روسي أمريكي ؟ وكيف يمكن لأي شخص أن يثق بأن موسكو لن تنتهي ببعض الاختراقات والمكاسب الاستراتيجية (مثل قاعدة جديدة أو السيطرة على مساحة واسعة من الأراضي شرق سوريا وغرب العراق)؟”.
ونقل التقرير عن نيكولاس هيراس، زميل في مركز الأمن الأمريكي الجديد “ناس” قوله: “التنازل عن إقليم غرب منبج لقوات الأسد، من خلال اتفاق بوساطة روسية، يرسل إشارة إلى تركيا مفادها أن قوات سوريا الديمقراطية تفهم القيمة الاستراتيجية لهذه الأرض بالنسبة إلى درع الفرات، وستبقى تركيا مقيدة بإعطائها الأسد”، وبعبارة أخرى، إنها خطوة محسوبة من قبل جميع الأطراف المعنية ضد الأتراك والمعارضة السورية.
وأشار التقرير إلى أن وجهات النظر العديدة داخل فريق الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بشأن ما يجب أن تفعله الولايات المتحدة، قد انتهت إلى رسم هذه الخطة باتجاه تمكين قوات سوريا الديمقراطية من مهاجمة الرقة، وقد هزمت وجهات النظر الأولية الداعية لاستبعاد «الأسد» وإيران لصالح النفعية في مكافحة تنظيم الدولة. لقد دافعت موسكو عن فكرة أن قوات «الأسد» (بما في ذلك الحرس الثوري الإيراني وحزب الله والمليشيات العراقية والآسيوية) مهمة من الناحية التشغيلية لتأمين تلك المنطقة بعد هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية.
واستطرد:”ولكن في حين أخبرت موسكو مجلس منبج بالسماح لقوات “الأسد” بالتقدم شرق المدينة، فإن الجيش الأمريكي ينشر قوات قتالية في مدينة طبقة لإيجاد حاجز بين تلك القوات ومطار طبقة العسكري الذي قد يتطلع القادة الأمريكيون إليه في المستقبل. لماذا لم يلتزم الروس بتنظيم تحركات هذه القوات في جانبهم؟ ربما قالوا، في كثير من الأحيان، أنهم لا يستطيعون السيطرة الكاملة على “الأسد” وإيران.