واشنطن (الزمان التركية)- قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية اليوم السبت إن تقريراً سرياً لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) كشف عن أنّ روسيا تدخّلت في الانتخابات الرئاسية لمساعدة دونالد ترامب على الفوز فيها.
جاء تقرير الصحيفة، التي أكدت أنها نقلت هذه المعلومات عن مسؤولين اطلعوا على التقرير، في الوقت الذي أمر فيه الرئيس باراك أوباما، بإجراء تحقيق شامل في عمليات القرصنة المعلوماتية التي جرت خلال الحملة الانتخابية؛ بعد تساؤلات عن طبيعة تدخلات موسكو في الاقتراع الذي جرى في الثامن من الشهر الماضي.
وصرح المتحدث باسم البيت الأبيض، إريك شولتز بأن “الرئيس (أوباما) يريد أن يحدث هذا تحت سمعه وبصره؛ لأنه يأخذ الأمر على محمل الجد”.
وقال شولتز: “إن هذا التحقيق سوف ينظر في الأساليب والأهداف واستجابة الحكومة الأمريكية، وسينتهي قبل أن يغادر أوباما منصبه ويسلم السلطة لترامب، في 20 يناير/ كانون الثاني المقبل”.
وأشار المتحدث إلى “أن البيت الأبيض ملتزم بضمان نزاهة الانتخابات”، واصفاً التحقيق بأنه “غوص عميق في النشاط الإلكتروني الخبيث”.
واتهم مسؤولون في الحكومة الأمريكية في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، روسيا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية التي جرت في الثامن من نوفمبر الماضي، إلا أن مسؤولين روس نفوا ذلك.
ولطالما شكك دونالد ترامب، المرشح الجمهوري الذي سيخلف أوباما في البيت الأبيض في ذلك، وقال لمجلة “التايم” هذا الأسبوع: “أنا لا أصدق ذلك. لا أعتقد أن الروس تدخلوا. الاتهامات الموجهة ضد روسيا ذات دوافع سياسية”.
في السياق، رفض فريق ترامب، تقرير الـ (سي آي إيه)، وقال مصدر مقرّب من ترامب لواشنطن بوست: “إن الانتخابات جرت منذ فترة، وأفضت إلى واحد من أكبر الانتصارات في التاريخ على مستوى الهيئات الانتخابية”.
وتابع: “إن المحللين الذين توصلوا إلى ذلك هم أنفسهم الذين كانوا يقولون إن صدام حسين يمتلك أسلحة دمار شامل”، لافتاً إلى أنه “حان الوقت للانتقال إلى قضية أخرى، وأن نعيد لأمريكا عظمتها”.
وذكرت واشنطن بوست أن أشخاصاً مرتبطين بموسكو قدموا إلى موقع ويكيليكس رسائل إلكترونية تمّت قرصنتها من حسابات عدة، تعود إحداها إلى جون بوديستا، المدير السابق لحملة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، وأخرى إلى الحزب الديمقراطي.
وقال مسؤول كبير اطلع على مضمون التقرير الذي قدمته الاستخبارات لأعضاء في مجلس الشيوخ، للصحيفة: “إن أجهزة الاستخبارات ترى أن هدف روسيا كان ترجيح كفة مرشح على آخر، ومساعدة ترامب على الفوز”.
وذكر مسؤولو الـ (سي آي إيه) لأعضاء مجلس الشيوخ، بحسب الصحيفة، أنه “من الواضح جداً أن هدف موسكو كان مساعدة ترامب على الفوز”.
لكن في الوقت نفسه، أشارت الصحيفة إلى أن تقييم وكالة الاستخبارات المركزية بعيد عن أن يكون تقريراً يعكس موقف جميع وكالات الاستخبارات الأمريكية الـ 17.
ونوهت بأنه ما زالت هناك تساؤلات عدة؛ فالاستخبارات الأمريكية لا تملك أية أدلة تثبت أن مسؤولين في الكرملين “أمروا” بتسليم الرسائل الإلكترونية المقرصنة إلى ويكيليكس.