برلين (الزمان التركية) – حفلت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات مثيرة وساخرة على الزيارة التي أجراها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى كل من السعوية والكويت وقطر في محاولة منه لإيجاد حل للأزمة القطرية.
فقد علق حساب “نبض تركيا” المعروف على موقع التواصل الاجتماعي تويتر يوم على الاستقبال السعودي منخفض المستوى للرئيس أردوغان قائلاً: “زعيم منزوع من ثقله! أردوغان من جعل نفسه هكذا بعد أن كان يلقى الاحترام من شعبه ومن الدول المجاورة.. أي شيطان هذا الذي دخله وغيره إلى هذا الحد؟!”، على حد تعبيره.
وقال الحساب في تغريدة نشرها أمس الاثنين “يبدو أن أردوغان كان على علم بمصير زيارته الخليجية منذ البداية، فحولها إلى جولة سياحية! وليس من المستبعد أن يأخذ مصاريف جولته من قطر أيضًا!”، على حد تعبيره.
ومن اللافت أن التصريحات الأولى للرئاسة التركية أكدت دعم تركيا للوساطة الكويتية في أزمة البيت الخليجي، فيما لم تتحدث عن وجود وساطة تركية في هذه الأزمة، ولا عن قبولها من دول الخليج، كما كانت متوقعة في الأوساط المقربة من الحكومة.
كما خلت تصريحات الرئاسة التركية من رد أردوغان على طلب دول المقاطعة، وعلى رأسها السعودية، بإغلاق القاعدة العسكرية التركية في دولة قطر، لكن أردوغان قال في تصريحات صحفية عقب عودته من قطر إن هذا الموضوع لم يتطرقوا إليه خلال المباحثات التي أجراها مع المسؤولين الخليجيين في إطار زيارته.
يذكر أن المحللين لم يعلقوا آمالاً كبيرة على زيارة أردوغان الخليجية، ويرجعون سبب ذلك إلى أن الدول المقاطعة لقطر على دراية جيدة بأنه فقد إمكانية الوساطة أو وصف الحكم بعد أن أصبح طرفًا في الأزمة عقب إرسال قوات عسكرية إلى قطر.
ويشير بعض المحللين إلى أن غاية أردوغان من هذه الزيارة لم تكن حل الأزمة القائمة بين قطر والدول العربية الأربع، بقدر ما كانت تستهدف الحفاظ على العلاقات الاقتصادية مع دول الخليج، مع استمراره في الدعم السياسي لقطر.
وهناك من يزعمون أن أردوغان يريد استثمار الأزمة الخليجية في النهوض باقتصاد البلد الذي يعاني من تراجع ملحوظ في السنوات الأخيرة، وذلك لأن تركيا باتت الباب اليتيم لقطر بعد الأزمة وبدأت تستقبل مشاريع استثمارية ضخمة، مستدلين على ذلك بارتفاع حجم التبادل التجاري بين البلدين بحوالي 50% بعد الأزمة فقط.
وكان وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش قال ، الثلاثاء، إن الجولة الخليجية التي قام بها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الأحد والاثنين، والتي زار خلالها المملكة العربية السعودية والكويت وقطر، “لا تحمل (شيئاً) جديداًبحسب موقع (CNN
وأضاف قرقاش في تغريدة على حسابه الرسمي على موقع “تويتر”: “زيارة الرئيس التركي لا تحمل جديدا، والموقف المتسرع لبلاده جعل الحياد أفضل خيارات أنقرة، المراجعة القطرية ستحقق ما لن تحققه الزيارات المتكررة.”
وقالت صحيفة “الجزيرة” السعودية فى تقرير لها إن مساعى تركيا لحل الأزمة القطرية لن تلقى ردا مغايرا لما تلقته واشنطن ولندن وباريس وبرلين، وأضافت أنه لم تلُح فى الأفق بوادر لنجاح جهود تركيا تقود لانفراج الأزمة دون التزام الدوحة بمطالب “الرباعية العربية”.
ولفتت الصحيفة أن تركيا أقرب إلى الموقف القطرى، وتحاول القيام بدور الوسيط فى الأزمة من خلال جولة خليجية بدأها الرئيس رجب طيب أردوغان بالمملكة والكويت واختتمها بالدوحة، واعتبرت أن الدبلوماسية التركية ذات مواقف متغيرة تجاه الأزمة، وأنها ليست بذات الثقل لنظيرتها الأمريكية أو البريطانية أو الفرنسية أو الألمانية، فليس من المنتظر أن تلقى مساعيها ردا مغايرا لما تلقته واشنطن ولندن وباريس وبرلين.