بقلم: أكرم دومالي
لقد جعلوا من مهنة الصحافة مهنة الوقحين صفيقي الوجه، حيث يواصل الذين يتصارعون على الكذب يوميًا، من الصباح إلى المساء، حملة افتراءاتهم دون توقف حتى في شهر رمضان المبارك.
ولا يوجد موقف مأسوي أكثر من موقف من يظن نفسه نجمًا ولا يرى بأي شكل من الأشكال بزوغ فجر جديد، فالكذب ليس صفة المسلم، وليكن التحول إلى جهاز كشف الكذب شرفًا ومهنة لهؤلاء.
ولأذكر واحدة من أبواق الكذب، فعلى سبيل المثال هناك جريدة إسمها “أكشام” ، تقوم كل يوم بنشر أخبار كاذبة، لا تعتذر عن نشرها للرأي العام حتى بعد ظهور كذبها.
وها هو أصدق مثال على ذلك، فقد روجت الصحيفة، المذكورة، إفتراءات وأكاذيب مخيفة عن جريدة “زمان” التركيّة في العاشر من أبريل/ نيسان من العام الجاري، ونحن، بدورنا، كجريدة “زمان” قمنا بالرد عليهم قائلين: “إذا كان لديكم شرف وكرامة فإمّا أن تثبتوا صحة ما تدّعون أو تتقدموا بالاعتذار”، ومنذ ذلك اليوم لم ينبس محمد أوجاك، رئيس تحريرها العام ببنت شفه، فأين الشرف والكرامة التي كنتم تدّعون؟
وقد نفى بولنت أرينتش نائب رئيس الوزراء، المتحدث الرسمي باسم الحكومة، ما نشرته جريدة “أكشام” في يوم 21 أبريل/ نيسان، ومع ذلك لم تقم الجريدة بتصحيح ما نشرته أو توضحه أو حتى تنفيه، ولن نقول تعتذر عنه.
وقامت الجريدة نفسها، والتي تبدو مولعة بجنون بأخبار ما يسمى بـ” الدولة الموازية”، بنشر افتراء عن القوات المسلحة التركيّة الأسبوع الماضي، قالت فيه إن هناك عددا من رجال الدولة الموازية موجود في صفوف القوات المسلحة، وجاء رد رئيس الجمهوريّة عبد الله جول بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة كالصفعة، لقد اتهموا بانعدام المسؤوليّة، كما نشرت القوات المسلحة بيانًا نفت فيه الخبر، فما كل هذا الكم من الافتراءات وما كل هذا القدر من البيانات التي تنفى أخبار هذه الجريدة!
هل يشعرون بالحرج؟! لا أظن، ليس شغلهم الشاغل البحث عن الحقيقة، إنما التكتيك وتحقيق دورة العبوديّة في هندسة السياسة، ويجب النظر لمن يشعل هذه الأكاذيب في أيديهم لأن اجتماع مجلس الشورى العسكري قد اقترب، وعندئذ سيظهر الرباط المُحكم بين الأكاذيب وقطعة القماش البالية.
جريدة” زمان” التركية