في الوقت الذي بقي فيه أسبوع واحد فقط لانطلاق ماراثون الانتخابات الرئاسية في تركيا، أعلن وزير الدفاع الوطني عصمت يلماز أنه من الممكن أن يطلق تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”، بعد يوم أو يومين، سراح طاقم الدبلوماسية التركية المحتجز لديه منذ استيلائه على مدينة الموصل شمال العراق، مما أثار العديد من الشبهات والتساؤلات.
وهذه التصريحات قد أعادت إلى الأذهان السؤال الذي وجَّهه “أوموت أورمان” نائب حزب الشعب الجمهوري، أكبر حزب معارض في تركيا، إلى وزير الخارجيّة أحمد داود أوغلو، قال فيه: “هل يتم احتجاز الرهائن الأتراك المختطفين – حتى الآن – على يد داعش لأغراض دعائيّة من أجل تلميع نجم رئيس الوزراء “رجب طيب أردوغان” قبيل إجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة”.
وفي إطار تعليقه على التصريحات المذكورة لوزير الدفاع يلماز، قال النائب البرلماني المستقيل من حزب العدالة والتنمية ونجم كرة القدم التركية السابق خاقان شكور، في تغريدات نشرها على حسابه الشخصي في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “يا لها من عملية خلق صورة ذهنية بارعة لتوجيه الرأي العام! إن تنظيم داعش يخلي سبيل الرهائن المحتجزين لديه في الوقت الذي لم يبق فيه لبدء الانتخابات الرئاسية إلا أسبوع واحد، لذلك فهو ليس بتنظيم إرهابي”، على حد تعبيره.
ثم ذكَّر شكور بسقوط ثلاثة جنود شهداء على أيدي عناصر إرهابية تابعة لحزب العمال الكردستاني قبل نحو أسبوع، وأضاف: “ولكن المسؤولين صرَّحوا بأن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري هو من يقف وراء هذا الاعتداء الغاشم، وذلك لأن العمال الكردستاني ليس بمنظمة إرهابية، بحسب زعمهم”.
وكانت هيئة الأركان العامة التركية أعلنت استشهاد ثلاثة جنود أتراك في اشتبكات اندلعت بين القوات العسكرية التركية وعناصر إرهابية تابعة لحزب العمال الكردستاني الإرهابي في 22 تموز الماضي، إلا أن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان كذّب في اليوم الأول من عيد الفطر المبارك مضمون بيان الأركان العامة قائلاً: “هذه المعلومات غير صحيحة، فإن من قتل الجنود الثلاثة ليس حزب العمال الكردستاني، بل حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري خلال الاشتباكات التي جرت قرب الحدود المشتركة بين تركيا وسوريا”.
على الرغم من تصريحات أردوغان هذه، إلا أن حزب العمال الكردستاني أعلن قبل نحو أسبوع عبر وكالة أنباء تابعة له توليه الهجوم على الجنود الأتراك، الأمر الذي أثار تساؤلات حول أسباب التناقض بين تصريحات أردوغان وكل من تصريحات المنظمة الإرهابية وبيان القوات المسلحة.
مع كل ذلك، فإن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري الذي حمّله أردوغان مسؤولية الهجوم هو امتداد حزب العمال الكردستاني في سوريا

















