القاهرة (زمان عربي) – انتحرت زينب مهدي، المدونة عضو حملة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح في انتخابات الرئاسة في مصر عام 2012، شنقًا في شقتها بمنطقة شبرا بالقاهرة.
وقال مقرب من مهدي، إنها كانت تمر بأزمة نفسية وحالة من الاكتئاب منذ فترة ليست بالقليلة، وأغلقت حسابها على “فيسبوك”، مرجحا أن يكون السبب وراء انتحارها هو حالة الاكتئاب التي كانت تعيشها، بعد أن توقفت عن ممارسة النشاط السياسي منذ عامين.
وزينب مهدي ناشطة سياسية، درست بجامعة الأزهر، وكانت تنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، وانشقت عنها إبان ثورة 25 يناير 2011.
وعن أسباب انشقاقها عن الجماعة، أشارت مهدي برأيها في موضوع صحفي قبل انتحارها تحت عنوان “المرأة في الجماعة مهمشة سياسيا وفكريا”، نشره موقع “لهن”، قائلة إنها كانت إحدى أخوات الجماعة لمدة 3 أعوام، وكان لها خلالها دور فعال في تربية الأبناء وتحفيظ القرآن والتوعية الفكرية.
وبمرور الوقت، وجدت مهدي أن هناك معوقات أمام الدور السياسي للمرأة داخل الجماعة، واكتشفت أن الرجال هم المسؤولون عن كل ما يخص المرأة منهجا وتخطيطا، كما أوضحت في حديثها، وكانت هذه الهيمنة الذكورية هي بداية تفكيرها في ترك الجماعة، مؤكدة أنه يتم التعامل مع المرأة على أنها “كائن مهمش” وغير مؤثر بالمجتمع، موضحة أن هذا الأمر لمسته في الإخوان والسلفيين، وهي نفس الطريقة التي يتعامل بها المجتمع الشرقي مع المرأة، على أنها مواطن من الدرجة الثانية.
وأشارت إلى مبدأ الشورى داخل الجماعة، على أنه موجود فعليا ولكن لا يفعل بشكل صحيح، بسبب كثرة تزايد أعضاء الجماعة، والبحث الدائم عن آليات تنظيم وسيطرة وهو ما يزيد الأمر سوءا، وأكدت أهمية فصل العمل الدعوي عن العمل السياسي، ولكن ليس تبعا للمصطلح القائل “فصل الدين عن السياسية”، موضحة أن الأمر ينقسم إلى شقين لخصتهما في فصل دخول رجل الدين للحديث في السياسة، وخلط الأحكام الشرعية فيها، ودمج الرأي السياسي والديني معا فهذا رفضته، لكن إدخال الدين في السياسة يعني تولي سياسي ذي مرجعية إسلامية ويتحدث في الأمور بشكل فردي برؤية سياسية وليست دينية.
“تعبت.. استهلكت.. ومفيش فايدة”.. بهذه الكلمات اختتمت زينب مهدي حياتها في رسالة قصيرة لصديقها عمار مطاوع، حسبما نشر عبر حسابه الشخصي على “فيس بوك”، قبل إغلاق حسابها والإعلان عن انتحارها شنقًا.
وأكد مطاوع أن هذه الرسالة جاءت بعد سؤاله لها: “لماذا تركت العمل في ملف البنات؟”، فأجابت: “تعبت.. استهلكت.. ومفيش فايدة.. وإحنا بنفحت(نحفر) في مية (ماء) ..
ولفت صديق “زينب مهدي”، عبر منشور توضيحي على “فيس بوك”، إلى أنها اختفت بعد رسالته ثم عادت واختفت لأكثر من مرة.
وأوضح مطاوع أن “الفتاة المنتحرة”، حسب تأكيد بعض المقربين لها: “نزلت اعتصام رابعة قبل الفض بـ3 أيام، ولم تكن مقتنعة بالاعتصام ولا بمطالبه ولكن من أجل أن توقف الموت وتساهم في امتلاء الميدان حتى لا تستطيع السلطات فض الاعتصام بالقوة”.
وأضاف مطاوع: “آخر مرة بعثت لها برسالة أسألها: لماذا إنت مختفية؟.. فقالت لي: أريد أن أنتحر، فأخذت أسخر منها فقالت لي: أريد فعلا أن أنتحر.. واعتقدت أنها تمزح معي، لكنها لم تكن تمزح ”
أما عن قصة ارتدائها الحجاب ثم خلعه، فقال عمار مطاوع: “سألتني في أمور دينية كتير وأنا كنت أقول لها لا أعرف وكنت فعلًا لا أعرف واشتكت من رد فعل أصحابها عندما خلعت الحجاب واشتكت لي من كلمة” كافرة” التي قيلت لها مليون مرة مع كل صورة كانت تضعها على الفيس بوك لنفسها وهي غير محجبة، وكانت تقول دائما عن أشياء أنها غير مقتنعة بها وتريد أن تقتنع “.
واختتم مطاوع منشوره عبر “فيس بوك” بقوله: “حاولوا أن تكونوا على قدر اللحظة.. اتقوا ربنا في كل كلمة تقولوها”.
