القاهرة (زمان عربي) – ظهر إسلام يكن الشاب المصري المنضم لتنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي داعش مؤخرا بالعراق عقب تنفيذ عملية إرهابية، مرتديا زيا عسكريا وممسكا بعلم العراق ذي الألوان الأسود والأبيض والأحمر وتتوسطه كلمة: الله أكبر.
وقال إسلام يكن عبر فيديو له بثه تنظيم داعش على مواقع التواصل الاجتماعي: “كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز”، بعدها أشار إلى بعض المنازل خلفه وأكمل:” ها هي ديارهم جعلها الله غنيمة لنا” ولوح بعلم العراق قائلا:” و ها هي راياتهم التى كتبوا عليها الله أكبر وهم يعبدون عليًّا”.
كان بعض المواقع التابعة لتنظيم داعش أعلن فى مطلع يناير/ كانون الثاني الماضي، أعلنت مقتل إسلام يكن بعد عملية إرهابية نفذها، ما دفع يكن للظهور من خلال نشر صور تجمعه بـمحمود الغندور الشاب المصري بصفوف داعش قبل أن يظهر فى الفيديو الأخير.
ونشر إسلام يكن صورة لـمحمود الغندور المصرى المنضم حديثا للتنظيم، وهو يمارس كرة القدم بعد فصله من قبل لجنة الحكام المصرية. وقال يكن تعليقًا على الصور عبر حسابه الرسمى على ” تويتر” :”بعد فصل غندور من لجنة الحكام قرر يلعب كرة فى الدولة”.
ونشرت صحيفة “نيويورك تايمز” فيلما تسجيليا مصورا عن الشاب المصري المنضم لصفوف تنظيم داعش إسلام يكن رصدت فيه تفاصيل حياته من شاب يعشق ارتياد الجيم ومصاحبة الفتيات إلى أحد مقاتلي تنظيم “داعش” الإرهابي.
وظهر إسلام يكن في الفيديو وهو يؤدي التمارين الرياضية الخاصة بالجهاديين التابعين للتنظيم، وتقول الصحيفة: “لم يكن هذا الفيديو هو الأول لاستعراض التمارين الرياضية والتدريبات الخاصة بأعضاء تنظيم داعش”، مشيرة إلى أن إسلام لم يكن في بداية حياته متطرفاً بل كان شاباً يهوى الذهاب إلى صالات “الجيم” من أجل اللياقة البدنية والتفاخر بمظهره وليس بنية الانضمام إلى داعش.
كان كل من حسام عاطف، وخالد عادل وإسلام يكن، 3 أصدقاء تتجاذبهم أفكار واتجاهات مشتركة، إلا أن الأخير قرر الانضمام إلى تنظيم داعش.
نشأ إسلام في حي مصر الجديدة بالقاهرة، وتلقي تعليمه في مدرسة فرنسية ثم التحق بكلية الحقوق جامعة عين شمس، وكان يقضي معظم أوقاته داخل صالات الجيم كما قال أصدقاؤه.
تدرب إسلام كثيرا ليحقق حلمه بأن يصبح مدربا للياقة البدنية، على أمل أن يحقق بعض النجاح، ويلفت بعض الصديقات ويجمع الثروة، إلا أنه اتجه إلى التشدد والتطرف، وانتهى به الحال إلى الانضمام لصفوف تنظيم داعش الإرهابي، حسب والده.
وقال أصدقاء إسلام للصحيفة “منذ أن بدأ الاهتمام بلياقته البدنية كان يهوى الارتباط بالفتيات لاستعراض قوته أمامهن”، في إشارة إلى أنه لم يكن ملتزما من الناحية الدينية تماما، إلا أن الإحساس بالذنب كان يراوده كثيرا، بخاصة فيما يتعلق بعلاقاته النسائية.
وتابعوا: “زاد اضطراب إسلام بعدما فقد زميل لهم يدعي مهاب في حادث دراجة نارية في مارس 2012 وانطوى على نفسه وانعزل عن الناس وتوقف عن الذهاب إلى الحفلات، ومسح جميع صديقاته من الفتيات على فيس بوك، خوفا من الموت”، كما يقول صديقه حسام عاطف.
بدأ إسلام يظهر بالجلباب الإسلامي، وأطلق لحيته، لكنه ظل محافظا على روح الدعابة بين أفراد أسرته وأصدقائه، وبدأ يتردد كثيرا على المساجد لحضور الخطب الدينية المعتدلة التي كان يحثه عليها، الشيخ رمضان فضل، إمام المسجد المجاور لبيته.
ويقول إمام المسجد نصحته بحفظ القرآن وبالفعل حفظ ثلث القرآن، ثم اتجه إلى اتباع أئمة الفكر السلفي أمثال الشيخ محمد حسين يعقوب.
ظهر إسلام في أحد مقاطع هذا الفيلم وهو يمارس الرياضة، بعد أن أطلق لحيته، مشيرا إلى أن مصر انحرفت تماما عن معايير الدولة الإسلامية الأصيلة، وفي تلك الأثناء كان الجيش المصري قد بدأ فى التحرك لإزاحة الإخوان المسلمين عن السلطة تنفيذا لرغبات الشعب.
وفي أغسطس عام 2013، قرر إسلام الاعتكاف في أحد المساجد المحاطة بالاحتجاجات التي شهدتها مصر في تلك الفترة التي أعقبت عزل محمد مرسي، ليعود من هذه العزلة متجها إلى سوريا بلاعودة دون أن يخبر أصدقاءه وأسرته.
انضم إسلام إلى تنظيم داعش واتخذ من اسم “أبو سلمة” لقبا له داخل التنظيم، وفي هذه الأثناء غرد إسلام يكن على الحساب الخاص به على “تويتر”، قائلا “أنه لن يعود إلى مصر إلا منتصرا”، وكانت تغريداته كلها تحرض صراحة على ارتكاب الأعمال الإرهابية في مختلف أنحاء العالم.
تقطعت السبل بالأصدقاء الثلاثة، وأصبح حسام عاطف مصورا فوتوغرافيا مشهورا، وأصبح خالد مسؤولا كبيرا في سلسلة محلات شهيرة لبيع لعب الأطفال، وسط حيرة من أصدقاء إسلام وتساؤلات كثيرة عن مصيره بين صفوف تنظيم داعش حاليا.