عمان، الأردن (أب)- كانت بادرة طيبة للتخفيف عن الأردنيين الذين تأثروا كثيرا بحادث مقتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة بأيدي متطرفي تنظيم الدولة الإسلامية.. لكنها بدلا من أن تكون وسيلة للراحة النفسية وتهدئة مشاعر الحزن والأسى، تحولت إلى جدل واسع.
تتلخص هذه في البادرة في أن مدينة عمان أعلنت أنها ستغير زي عمال النظافة بشوارعها من البرتقالي الذي يشبه الزي الذي كان يرتديه الأسرى الذين أعدمهم تنظيم الدولة الإسلامية إلى اللون الفيروزي.
بدا كل شيء يسير على ما يرام عندما أعلنت المدينة عن الزي الجديد مطلع الأسبوع، لكن هذه الخطة أثارت ضجة ليل الثلاثاء عندما أعلن المسؤولون بشكل مفاجئ أن الزي الجديد سيكون أخضر وليس فيروزيا كما كان مقررا.
برر المتحدث باسم البلدية مازن فرجين تغيير اللون بأنه جاء استجابة لاعتراضات من قبل فريق الفيصلي الأردني لكرة القدم الذي يرتدي لاعبوه قمصانا ذات لون فيروزي في مبارياتهم المحلية.
وقال النادي في بيان إنه إذا ارتدى عمال النظافة ولاعبو الفريق نفس الألوان، فإن ذلك سيكون “مثار سخرية”.
قوبل موقف الفيصلي بانتقادات من جانب أكبر منافسيه (الوحدات) الذي يرتدي لاعبوه قمصانا باللون الأخضر، وهو نفس اللون المقرر لملابس عمال النظافة.
وأرسل طارق خوري، وهو مسؤول بفريق الوحدات، تغريدة على حسابه بموقع تويتر تقول “أحيي لاعبينا وعمالنا”.
يشار إلى أن الفيصلي يحظى بشعبية كبيرة وسط الأردنيين من خلفيات قبلية، بينما يشجع اللاجئون الفلسطينيون وأبناؤهم في الأردن الوحدات.
رد الفيصلي لم يعجب البعض. فقد تساءل محمد ليالي (28 عاما) وهو عامل نظافة فلسطيني الأصل، مستنكرا “لماذا يفعل الفيصلي ذلك؟.. الوحدات فخور بنا ونحن فخورون به”.
ولفت أمجد المجالي، المحرر الرياضي بصحيفة الرأي، إلى أن على الفيصلي دور ثقافي يتعين القيام به كفريق رياضي، وتساءل في استنكار “كيف يمكن أن يعترض (الفريق) على ارتداء عمال النظافة اللون الفيروزي؟”.