شرم الشيخ، مصر (أ ب)- قررت قمة للقادة العرب اليوم الأحد استمرار الغارات الجوية التي تقودها السعودية في اليمن إلى أن “ينسحب” الحوثيون المدعومون من إيران ويسلموا أسلحتهم، بينما وافقوا من حيث المبدأ على إنشاء قوة عسكرية مشتركة.
ويضع ذلك القرار الدول العربية على مسار ينطوي على قدر أكبر من التحدي لإيران الشيعية التي تدعم الحوثيين.
وبدأ تحالف تقوده السعودية يتكون من عشر دول قصف اليمن يوم الخميس، قائلا إنه يستهدف الحوثيين وحلفاءهم الذين يشملون قوات موالية للرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح.
كان مسؤولون عسكريون حاليون وسابقون قالوا إن الحملة قد تمهد الطريق لاجتياح بري.
وفي القمة التي عقدت في منتجع شرم الشيخ المصري، تلا الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي البيان الختامي الذي يوضح آراء القادة.
وقال العربي “ندرك أن التحديات العربية باتت شاخصة لا لبس فيها ولا نحتاج إلى استرسال في التوصيف بقدر الحاجة إلى اتخاذ التدابير اللازمة للتصدي لها، وقد تجلى ذلك بشكل ملموس في المنزلق الذي كاد اليمن أن يهوي إليه، وهو ما استدعى تحركا عربيا ودوليا فاعلا بعد استنفاد كل السبل المتاحة للوصول إلى حل سلمي ينهي الانقلاب الحوثي ويعيد الشرعية وسيستمر إلى أن تنسحب الميليشيات الحوثية وتسلم أسلحتها ويعود اليمن قويا موحدا.”
وبدأ الحوثيون هجومهم في سبتمبر / أيلول، فاستولوا على العاصمة صنعاء ووضعوا لاحقا الرئيس عبد ربه منصور هادي قيد الإقامة الجبرية في منزله. وتمكن هادي من الفرار بادئ الامر إلى مدينة عدن جنوبي البلاد وغادر اليمن الأسبوع الماضي.
وفي كلمته بالقمة، وجه هادي اتهاما مباشرا لإيران بوقوفها وراء هجوم الحوثيين، الأمر الذي أثار شبح صراع إقليمي. وتنفي طهران والحوثيون أن تكون إيران تسلح الحركة المتمردة، بالرغم من أن طهران كانت قدمت لهم مساعدات إنسانية ومساعدات أخرى.
ولدى طلب إيضاح الاشارات الغامضة لقوى أجنبية تقف وراء الصراعات في عدد من البلدان العربية، قال نبيل العربي إنه لن يرد على هذا السؤال بشكل مباشر، مضيفا أن عددا من دول الجوار يتدخل في شؤون البلدان العربية، مشيرا إلى إسرائيل من ناحية، ثم تركيا وإيران اللتان تتدخلان في شؤون عدد من البلدان.
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، متحدثا بعد العربي، إن القادة العرب وافقوا من حيث المبدأ على إنشاء قوة عربية عسكرية مشتركة في مواجهة “التحديات” التي تواجه المنطقة.
وأضاف السيسي أن لجنة رفيعة المستوى ستعمل تحت إشراف رؤساء الأركان العرب لوضع هيكل وآليات القوة.
وقال العربي إن رؤساء الاركان سيلتقون في غضون شهر وسيكون أمامهم ثلاثة أشهر للاتفاق على الهيكل والموازنة وآلية عمل القوة قبل أن يقدموا مقترحاتهم لاجتماع مجلس الدفاع المشترك التابع للجامعة العربية.
وقال العربي إنه قرار مهم نظرا لكل الاضطرابات غير المسبوقة والتهديدات التي يواجهها العالم العربي.
وأصدرت القمة قرارا يقضي بنشر القوة بناء على طلب أي دولة عربية يواجه أمنها القومي تهديدا، كما يمكن استخدامها لمحاربة الجماعات الارهابية.
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن هناك إرادة سياسية لتشكيل تلك القوة وعدم ترك مسألة تشكيلها دون إطار زمني واضح ومحدد.
كان مسؤولون عسكريون وأمنيون مصريون قالوا إن القوة المقترحة ستتكون من زهاء 40 ألفا من القوات الخاصة المدعومين بالطائرات المقاتلة والبوارج الحربية والمدرعات الخفيفة، وإن مركز قيادتها سيكون في القاهرة أو الرياض.
غير انه من المستبعد أن تشارك كل الدول الاثنتين والعشرين الأعضاء في جامعة الدول العربية في القوة العربية المقترحة.
وكان إنشاء قوة من هذا القبيل هدفا قديما راوغ الدول العربية على مدى 65 عاما منذ توقيعها اتفاقية الدفاع العربي المشترك التي لم تفعل إلا فيما ندر.
كان العراق الذي تقوده حكومة شيعية والمقربة من إيران، أعلن أن مقترح القوة يحتاج مزيدا من البحث.
في غضون ذلك، أعلن العميد الركن أحمد بن حسن العسيري المتحدث باسم عملية عاصفة الحزم إن الحملة الجوية التي تقودها السعودية، والتي دخلت يومها الرابع اليوم، طردت الحوثيين من قواعد جوية يتنازعون السيطرة عليها مع القوات الموالية لهادي ودمرت جميع الطائرات المقاتلة المتبقية في أفقر دولة عربية.
وأضاف في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السعودية (واس) أمس السبت أن الحملة مستمرة في استهداف صواريخ سكود في اليمن، “مدمرة” معظم قواعد انطلاقها.
غير أنه حذر أمس السبت من أن الحوثيين ربما يكونوا مسيطرين على مزيد من الصواريخ. ولم يتسن التأكد من روايته.
وزير الخارجية اليمني رياض ياسين قال إن الحملة الجوية “عاصفة الحزم” حالت دون استخدام الحوثيين طائرات استولوا عليها لمهاجمة المدن اليمنية أو استخدام الصواريخ في مهاجمة السعودية، كما أنها قطعت خط إمداد إيران لهم.
وأضاف ياسين أن الخبراء العسكريين سيقررون ما إذا كان الأمر يستدعي عملية برية وموعد تلك العملية.
واوضح ياسين أن عملية عاصفة الحزم عملية شاملة وأن العمليات البرية ستعتمد على الحسابات العسكرية، منوها إلى أنه لن يكون هناك حوار سياسي مع الحوثيين قبل أن يسلموا الأسلحة التي استولوا عليها من الدولة.
ومن ناحية أخرى، أرسلت باكستان طائرة إلى مدينة الحديدة اليمنية، أملا في إجلاء نحو 500 مواطن باكستاني متجمعين هناك، بحسب شجاعة عظيم، مستشار رئيس الوزراء الباكستاني. وذكر عظيم للتلفزيون الرسمي أنه سيتم إرسال المزيد من الرحلات عندما تسمح السلطات بذلك.
تقول باكستان إن نحو ثلاثة آلاف من مواطنيها يعيشون في اليمن.
أما الهند، فكتبت وزيرة خارجيتها سوشما سواراج على موقع تويتر اليوم “نقوم بكل ما في وسعنا لإجلاء مواطنينا من اليمن في أقرب وقت ممكن بشتى الطرق – برا وبحرا وجوا”.
AP