بعد مرور ما يزيد على ستة أشهر على انتهاء الحرب الأخيرة بين القوات الاسرائيلية ومقاتلي حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في قطاع غزة .. لا تزال الحياة في القطاع صعبة.
فما زالت غزة ترزح تحت حصار مُشدد بعد الحرب التي دارت رحاها في شهري يوليو تموز وأغسطس آب 2014 والتي قُتل فيها نحو 2256 فلسطينيا بينهم 1563 مدنيا مهم 538 طفلا. وقُتل 66 عسكريا اسرائيليا وخمسة مدنيين في ذات الحرب.
وكان لتلك الحرب منظور مختلف بالنسبة للأطفال الصُم الذين عاشوا ويلاتها في غزة.
وقال صبي يُدعى محمد الجذبة (14 عاما) عن طريق مترجمة من لغة الإشارة “إحنا حاولنا ان نوصل هذه النظرة للعالم. إلي بره (في الخارج) ليشوفوا إيش المعاناة اللي بيعانيها أطفال قطاع غزة. بالذات الصُم لأن ما كان في أي شيئ واضح لإلنا. طبعا نحنا في الطريق كثير كنا نتعرض أحيانا لقصف. أحيانا لغارات. ما فيه حدا سالم كان من الحرب. إحنا حاولنا نجسد هذه المعاناة عن طريق الأفلام الكرتونية والحمدلله رب العالميين كثير إنبسطنا لإنها لاقت إعجاب الجميع.”
ومحمد الجذبة مولود لأب أصم وكذلك اخوته الخمسة مصابون بالصمم.
وفي جمعية أطفالنا للصُم..يتجه الأطفال للرسم للتعبير عن تجاربهم ومخاوفهم في صورة رسوم.
تتفاوت الرسوم بين دبابات وصواريخ ودخان كثيف وجنود وأناس يهربون ومشاهد عامة لدمار واسكتشات لحمامة ترمز للسلام.
وقالت ماندي سرداح مسؤولة شؤون الموظفين في الجمعية التي تديرها الأمم المتحدة “مهمة جمعية أطفالنا للصُم والمدرسة في قسم الإرشاد كمان أن (يتم) عمل تفريغ نفسي للصُم. وشو المعاناة اللي عانوها والمشكلات اللي واجهوها. طبعا إكتشفنا كثير مشكلات تأثر وعانى منها الطلاب والطالبات الصُم نتيجة تأثرهم بالحرب.”
وبمساعدة كاميرا خاصة تنبض تلك الرسوم بالحركة.
وقالت مُعلمة تُدعى سعاد عوض “أنتجنا تقريبا خمس أفلام من شغل الأطفال والأفلام عبارة عن خلفيات شغل بنختار القصة وبتبدأ. الفيلم بيكون عبارة عن ثلاث خلفيات أو أربع خلفيات. بنقوم بتلزيق وتحريك الفيلم بواسطة كاميرا بتساعدنا على تحريك هذه المقاطع كأفلام الكرتون اللي نحنا بنتفرج فيها على التلفزيون.”
ولا تهدف الرسوم المتحركة للترفيه فقط لكنها تقدم نوعا ما من العلاج للأطفال الصُم.
قالت طفلة تُدعى آية أبو طويلة (14 عاما) عبر مترجمة لإشاراتها “نحنا الصُم مثلنا مثل الناطقين ربنا الحمدلله بيعطينا موهبة الرسم وما بنختلف عنهم كثير وكثير بنشارك في معارض وكثير لوحاتنا بتلاقي إعجاب الجميع.”
وأجبرت تلك الحرب أسرة الفتاة المؤلفة من ثمانية أفراد بينهم أب أصم وثلاثة أشقاء مثله على اللجوء لأقارب لهم وما زالوا يقيمون لديهم للآن.
وتأسست جمعية أطفالنا عام 1992 وهي منظمة غير حكومية فلسطينية.
وتستضيف الجمعية 500 طالب من الصُم وتساعد مئات آخرين سنويا.