نيقوسيا، قبرص (أب) – فاز السياسي المخضرم مصطفى أكينجي بزعامة القبارصة الأتراك في قبرص المنقسمة عرقيا، وهو صاحب سجل قوي في التواصل مع القبارصة اليونانيين المنافسين.
وفاز أكينجي بسهولة على منافسه درويش أورغلو حيث حصل على 60.38 في المائة من الاصوات، وفقا لما اوضحته النتائج الاولية. وكان الإقبال على التصويت اليوم الأحد يزيد قليلا عن 64 بالمائة.
وينظر إلى أكينجي على أنه معتدل ويمكن أن يدفع باتجاه محادثات الوحدة المتوقفة والمتوقع أن يتم استئنافها الشهر القادم. وركب أكينجي موجة من السخط ضد خمس سنوات من حكم إروغلو الذي فشل في حشد أنصار يمينيين.
انقسمت قبرص عام 1974 عندما اجتاحتها تركيا بعد انقلاب لمؤيدي وحدة الجزيرة مع اليونان. وتعترف تركيا وحدها بإعلان استقلال القبارصة الأتراك، وتبقي علي أكثر من 30 ألف جندي في شمال الجزيرة.
وهنأ اورغلو- الذي اعترف بهزيمته – أكينجي وتمنى له النجاح في موقعه الجديد.
وقال أورغلو “ترشحت مرة أخرى لانني اعتقدت أنه يمكن ان اصل بمحادثات السلام الى نتيجة”.
ويمثل فوز اكينجي البالغ من العمر 67 عاما عودة ملحوظة له بعد ان قضى سنوات على الهامش السياسي.
وبني سمعته السياسية اثناء عمله على مدى 14 عاما كعمدة للنصف التركي من العاصمة نيقوسيا. وخلال تلك الفترة تعاون مع نظيره اليوناني في خطة معمارية من اجل عاصمة موحدة مستقبلية حظيت بثناء دولي.
ومنذ ذلك الحين تولى عدة مناصب حكومية وقاد وساعد في تأسيس احزاب سياسية يسارية.
وقال إيرول كايماك استاذ العلوم السياسية بجامعة شرق البحر المتوسط “انتخاب اكينجي ليس استفتاء على اتفاق السلام القبرصي ولكن بالاحرى على قيادة اورغلو الفاشلة”.
وكانت محاولة أروغلو استخدام نفوذه بشكل سافر واقترانها بفشل الاحزاب السياسة الاكبر في حشد دعم مؤيديها وسط اقتتال داخلي قد ادت بالكثير من الناخبين الى التصويت لناخب يرون ان الفضائح لم تلوثه.
غير ان انتخاب اكينجي يمثل خطوة إيجابية بالنسبة لمحادثات السلام التي تتوسط فيها الامم المتحدة بسبب استعداده لمناقشة خطوات عملية لبناء الثقة بين الجانبين تمضي بالتوازي مع المفاوضات.
واحد الخطوات الرئيسية هي فتح فاروشا وهي ضاحية في قبرص اليونانية شرقي بلدة فاماغوستا التي تقع في شرق البلاد والتي تحولت الى مدينة اشباح بعد ان تم وضع سياج عليها ووضعها تحت سيطرة الجيش التركي منذ حرب عام 1974.
وسوف يتم فتح فاروشا تحت سيطرة الامم المتحدة مقابل فتح ميناء فاماغوستا امام الملاحة الدولية والسماح بالرحلات المباشرة الى مطار الشمال الرئيسي.
وقال طارحو الخطة ان اعادة بناء فاروشا سيكون فتحا اقتصاديا للجانبين حيث ان اعادة بناء المنطقة يمكن ان يجذب استثمارات تقدر بعدة ملايين، والى توظيف الالاف.