عغور صغندق
يواصل أحمد داود أوغلو، الذي يحمل لقب”رئيس وزراء تركيا”، توجيه ادعاءاته الباطلة إلى حركة الخدمة التي نعتها زورا بـ”الكيان الموازي”.
وقد ألقى داود أوغلو أمس، الجمعة، كلمة في مؤتمر لحزب العدالة والتنمية الذي يترأسه بمدينة تشانكيري، ولم يتورّع عن الحديث للمرة الثانية عن الزيارة الودية التي أجراها رئيس تحرير جريدة زمان أكرم دومانلي إلى رئيس بلدية ديار بكر جولتين كيشاناك، وتابع ترديد أكاذيب الإعلام الموالي لحكومته غير آبه باحتشاد الشعب أمامه؛ إذ قال: “يعقدون لقاءات سرية بعد دخولهم إلى مقر البلدية من الباب الخلفي في ديار بكر بأوامر من ولاية بنسلفانيا الأمريكية. ويتشاورون فيما بينهم حول كيفية عرقلة حزب العدالة والتنمية. ويا أيها الغافلون، في الوقت الذي تتحدثون فيه خلف الأبواب الموصدة فالشعب يتحدث في ميدان تشانكيري. لماذا تدخلون من الباب الخلفي؟ ادخلوا من الباب الأمامي إن كانت جباهكم بيضاء. فمن يأتي في زيارة ودية لماذا يحس بحاجة للدخول من الباب الخلفي؟”.
[one_third][box type=”shadow” align=”alignleft” ]إن الإنسان يصاب بالحيرة حقًا! أحدهما يحمل لقب “رئيس الجمهورية” والآخر “رئيس الوزراء”، لكنهما لا يتورعان عن تكرار ادعاء ثبت كذبه في ميادين اللقاءات الجماهيرية. ولهذا فلنكرر من جانبنا قول الحقيقة مرة أخرى دون كلل أو ملل.[/box][/one_third]ولم يتناول هذا الأمر داود أوغلو فقط، بل كذلك سلفه الذي يحمل اليوم صفة رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان خلال الكلمة التي ألقاها أمس أيضًا، وزعم أن اللقاء الذي جمع دومانلي وكيشاناك برفقة 20 شخصًا كان “سريًا”. وواصل سرد ادعاءاته وهو ينظر إلى أعين العمال الذي كان يحتفل بعيدهم (دون أن يحس بأي حرج من قول الكذب) أمس: “يدخلون من الباب الخلفي ليعقدوا لقاءاتهم، فهم يحاولون التلاعب بالانتخابات. وهؤلاء هم الأمراض التي أنتجها المستنقع نفسه”.
إن الإنسان يصاب بالحيرة حقًا! أحدهما يحمل لقب “رئيس الجمهورية” والآخر “رئيس الوزراء”، لكنهما لا يتورعان عن تكرار ادعاء ثبت كذبه في ميادين اللقاءات الجماهيرية. ولهذا فلنكرر من جانبنا قول الحقيقة مرة أخرى دون كلل أو ملل: الزيارة التي يتحدثون عنها أجريت يوم 11/4/2015؛ إذ أجرى دومانلي رئيس تحرير صحيفة” زمان”، الذي تواجد في ديار بكر من أجل حملة لجمع مشتركين جدد للصحيفة، زيارة ودية برفقة الوفد المرافق له إلى رئيس بلدية ديار بكر كيشاناك. ولم يدخل دومانلي إلى مقر البلدية من الباب الخلفي كما يدعون، بل دخل هو والوفد المرافق له والمؤلف من 10 أشخاص من باب الاستقبالات. ولم يكن اللقاء سريًا؛ إذ كانت الغرفة تضم نحو 20 شخصًا، ونشرت صحيفة زمان خبر هذه الزيارة في عددها الصادر يوم 13/4/2015. هذا فضلًا عن أن دومانلي وكيشاناك كذّبا هذا الادعاء بلغةٍ واضحة.
وبالرغم من كل هذه الحقائق، يواصل أردوغان وداود أوغلو استغلال هذا الموضوع لتحقيق أغراضهما السياسية. ولا أعتقد أن هذا الخبر التحليلي الذي أكتبه سيجعل رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء يفكران بإنصاف! ومن المحتمل أن يكررا الحديث عن هذا الكذب في الأيام المقبلة أيضا. فماذا عسانا أن نقول، فلقد وصلنا إلى مرحلة لم يعد للكلام فيها أي معنى أو فائدة…
جريدة زمان 2/5/2015