إسطنبول (زمان عربي) – يقدم موقع” زمان عربي” يوم السابع من يونيو/ حزيران المقبل خدمة خاصة لمتابعيه الأعزاء في مختلف أنحاء الوطن العربي والمواطنين العرب المقيمين في تركيا وأنحاء العالم من خلال متابعته لمجريات الانتخابات البرلمانية في تركيا التي ستجرى في هذا اليوم.
نحو 57 مليون ناخب تركي يحق لهم التصويت في الانتخابات سيتوجهون إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التي ستشكل ملامح البرلمان التركي الجديد، والأهم أنها سترسم معالم الطريق إلى مستقبل تركيا ونظامها السياسي، كونها انتخابات مفصلية يرغب حزب العدالة والتنمية أن تقوده إلى الانفراد بتشكيل الحكومة التركية للمرة الرابعة على التوالي مدفوعا بطموحات الرئيس رجب طيب أردوغان في تغيير دستور البلاد لإقرار النظام الرئاسي بدلا عن النظام البرلماني الذي يحكم الجمهورية التركية منذ تأسيسها.
لكن طموحات أردوغان والعدالة والتنمية لايبدو أنها ستكون سهلة التحقيق في هذه المرة، للعديد من العوامل التي أثرت سلبا على صورة الحزب الحاكم وأردوغان أهمها فضيحة الفساد والرشوة المتورط فيها وزراء من حكومة الحزب والتي انكشفت عبر تحقيقات قضائية في 17 و25 ديسمبر/ كانون الأول 2013، وتراجع المؤشرات الاقتصادية في البلاد وعجز الحكومة عن إيجاد حلول مبتكرة للتباطؤ في النمو الاقتصادي وارتفاع معدلات التضخم والبطالة وانهيار الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي والعملات الأجنبية، فضلا عن السياسة الخارجية للعدالة والتنمية وأردوغان، التي أثبتت فشلها وجعلت تركيا دولة معزولة عن محيطها الشرق أوسطي وعن جيرانها الأوروبيين الذين تسعى للانضمام الى اتحادهم عبر مفاوضاتها مع الاتحاد الأوروبي.
يضاف إلى ذلك سجل الحقوق والحريات وفي مقدمتها حرية الصحافة وقمع الإعلام الحر وإشاعة مناخ الاستقطاب في البلاد من أجل التستر على فضائح الفساد والرشوة ومظاهر البذخ والإسراف التي غرقت فيها الحكومة بأجهزتها المختلفة سيرا على نهج أردوغان الذي شيد قصرا فخما في أنقرة تكلف المليارات لإحاطة نفسه بمظاهر الأبهة مدعيا أن القصر الأبيض الذي بني بطريقة غير قانونية هو الذي سيحقق هيبة تركيا، دون اعتبار بما شهدته دول كثيرة وأنظمة عتيدة من انهيارات على الرغم من أن عنوانها الأبرز كان القصور الفخمة.
وأكدت استطلاعات الرأي التي أجريت على مدى أشهر قبل الانتخابات وحتى آخر استطلاع أجرى منذ أيام قليلة أن الطريق ليس مفروشا بالورد أمام حزب العدالة والتنمية هذه المرة على الرغم من كل الإمكانيات الدعائية المتاحة لحزب العدالة والتنمية وكذلك الامكانيات المادية المستمدة من قوة وموارد الدولة وتخلي أردوغان عن اليمين الدستورية وتجاوز مواد الدستور التي تمنعه من الانحياز لأي حزب من الأحزاب وقيامه بدعاية مباشرة لحزب العدالة والتنمية الحاكم وشن حرب كلامية ضد رؤساء أحزاب المعارضة ما أساء إلى صورة الدولة وهيبة واعتبار منصب رئيس الجمهورية.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب العدالة والتنمية سيجد صعوبات كبيرة في الوصول إلى عدد مقاعد تمكنه من تشكيل الحكومة منفردا وسط سطوع نجم حزب الشعوب الديمقراطية الكردي كفرس رهان في هذه الانتخابات واحتمالات أن يتجاوز الحد النسبي للتمثيل في البرلمان وهو 10% من أصوات الناخبين ليصعب من مهمة العدالة والتنمية ويدفعه للجوء إلى خيار الحكومة الائتلافية أو حكومة الأقلية وبالتالي يحرم أردوغان من تحقيق حلم النظام الرئاسي.
على الجانب الآخر، تبدو أحزاب المعارضة التقليدية مثل الشعب الجمهوري والحركة القومية أكثر حيوية في هذه الانتخابات ما يشكل عامل ضغط آخر على العدالة والتنمية، فضلا عن الاتفاق الوطني الذي تشكل من تحالف حزبي السعادة والوحدة الكبرى اليمينيين، والذي عمل كحائط صد دون لعب أردوغان وحزب العدالة والتنمية على أصوات الإسلاميين عبر توظيف الدين في الدعاية الانتخابية واستغلال القضايا التي يتعاطف معها الشعب التركي كقضية القدس وغزة التي تبين في الأيام الأخيرة أن العدالة والتنمية استغلها أسوأ استغلال بعد أن كشف البنك الدولي في تقرير له عن أن تركيا لم تف بتعهداتها بتقديم 200 مليون دولار للمساعدة في إعمار غزة كانت أعلنت عنها في مؤتمر إعادة إعمار غزة الذي نظمته مصر في أكتوبر/ تشرين من العام الماضي بالقاهرة، فضلا عما عبر عنه الفلسطينيون من غضب واحتجاج على سياسة الحكومة التركية في فرض تأشيرة دخول عليهم في الوقت الذي يعفي فيه الاسرائيليون من الحصول على تأشيرة ويأتون لتركيا في أي وقت كيفما شاؤوا، بل وتبين أن الحكومة التركية تطالب الفلسطينيين بموافقات أمنية من إسرائيل حتى تسمح لهم بدخول تركيا.
انتخابات مختلفة وحراك سياسي بمذاق مختلف في تركيا.. تابعوا تفاصيله في يوم الانتخابات مع ” زمان عربي” لحظة بلحظة.












