بيروت (أب)- قصف جنود أتراك قرية سورية بالقرب من الحدود، مستهدفين مقاتلين أكراد يقاتلون تنظيم الدولة الإسلامية بدعم من غارات جوية تقودها الولايات المتحدة، حسبما أفادت الميليشيا الكردية الرئيسية في سوريا وجماعة حقوقية اليوم الاثنين.
وقالت وحدات حماية الشعب الكردية إن القصف الذي وقع ليل الأحد بقرية تل فندر استهدف إحدى سياراتها، مشيرة إلى أن هذه القرية تقع شرق بلدة كوباني الحدودية، التي ألحق فيها الأكراد هزيمة كبيرة بتنظيم الدولة الإسلامية في وقت سابق هذا العام.
وفي غارات عابرة للحدود منذ الجمعة، استهدفت تركيا مقاتلين أكراد وتنظيم الدولة الإسلامية، لتكثف انخراطها في الحرب الأهلية التي تزداد تعقيدا داخل سوريا.
أكراد سوريا من بين أكثر القوات البرية فعالية على الأرض في مواجهة التنظيم، لكن تركيا تخشى من أن يؤدي هذا الدور إلى إحياء تمرد ضد أنقرة في إطار سعيهم لإقامة دولة مستقلة.
ولم توضح وحدات حماية الشعب في بيانها الصادر الاثنين ما إذا كان القصف قد أسفر عن وقوع ضحايا أم لا.
وأضافت أن تركيا قصفت تل فندر لأول مرة يوم الجمعة، ما أسفر عن إصابة أربعة مقاتلين في الجيش السوري الحر وعدد من القرويين.
وحثت الوحدات تركيا على “وقف هذا العدوان والامتثال للمبادئ والمعايير الدولية”.
ولم يصدر على الفور أي تأكيد تركي للقصف. وقال مسؤول حكومي رفيع إنه لا يمكنه التأكيد على الفور على التقرير.
المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له قال إن أربعة من المقاتلين جرحوا في قرية زور مغار، والتي هي أيضا قريبة من الحدود التركية. والتقارير المتضاربة هي أمر شائع في أعقاب الحوادث العنيفة.
وفي وقت سابق من هذا الشهر وجه حزب الاتحاد الديمقراطي -وهو الحزب الكردي الرئيسي في سوريا- تحذيرا لتركيا من أن أي تدخل عسكري سوف يهدد السلم الدولي، وقال إن ذراعه المسلح “وحدات حماية الشعب” سوف يواجه أي “عدوان”.
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية التركية بأن الشرطة في غضون ذلك داهمت منازلا في أحد أحياء العاصمة أنقرة اليوم الاثنين، واعتقلت خمسة عشر شخصا على الأقل يشتبه بأن لهم صلات بتنظيم الدولة الإسلامية.
وذكرت وكالة الأناضول أن من بين المعتقلين في حي حاجي بيرم عدد من الأجانب، ولم تخض في أية تفاصيل عن جنسيات الأجانب المعتقلين.
منذ الجمعة، تنفذ تركيا غارات جوية ضد أهداف للتنظيم في سوريا ومواقع المتمردين الأكراد شمالي العراق. وألقت القبض أيضا على مئات الأشخاص للاشتباه في صلتهم بمتطرفين.
ودعت تركيا أمس الأحد إلى جتماع لحلفائها في الناتو لمناقشة التهديدات ضد أمنها، وأيضا ضرباتها الجوية.