القاهرة (أ ب) – وصل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى القاهرة لإجراء محادثات مع المسؤولين المصريين قبل توجهه إلى قطر لتهدئة المخاوف العربية من اتفاق إيران النووي.
وصل كيري إلى العاصمة المصرية اليوم السبت وسيستأنف حوارا استراتيجيا أمريكيا مصريا تم تعليقه في 2009 جراء اضطراب سياسي.
وعلى الرغم من بواعث القلق الخاصة بحقوق الإنسان، تزيد إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما من مساعدتها العسكرية لمصر مع مواجهة الأخيرة لتهديدات متنامية من قبل المتطرفين وبخاصة في شبه جزيرة سيناء.
وسلمت الولايات المتحدة أمس الجمعة ثمان طائرات حربية من طرز إف 16 كجزء من حزمة دعم عسكرية جارية.
ويشن مسلحون في سيناء هجمات متزايدة التعقيد أسفرت عن مقتل عشرات الجنود وأفراد الشرطة المصرية. وبدأت الموجة الأخيرة عقب إطاحة الجيش بالرئيس الإسلامي محمد مرسي منذ سنتين.
وتم تعليق المساعدات الأمريكية لمصر حتى وقت سابق هذا العام بسبب المخاوف الخاصة بأوضاع حقوق الإنسان والديمقراطية في أعقاب الانقلاب، لكن المساعدات استؤنفت لأسباب تتعلق بالأمن القومي.
وحث بعض النواب والعديد من الجماعات الحقوقية كيري على إثارة قضايا حقوق الإنسان مع السلطات المصرية، بما في ذلك اعتقال معارضين وصحفيين والمحاكمات الجماعية والأحكام القضائية الصادرة بحق أنصار مرسي.
وقال مسؤولون أمريكيون إنه سيتم نقل تلك المخاوف في جميع اجتماعات كيري بالقاهرة، وأشاروا إلى أن دبلوماسيين بارزين مسؤولين عن ملف حقوق الإنسان والديمقراطية بوزارة الخارجية يرافقون كيري.
وقبيل زيارته، التقى كيري يوم الخميس الماضي في واشنطن المواطن المصري الأمريكي محمد سلطان، الذي حكم عليه بالسجن مدى الحياة في مصر بتهمة تمويل اعتصام مناهض للحكومة ونشر “أخبار كاذبة”.
وكأحد آلاف السجناء في مصر بعد إطاحة الجيش بمرسي في عام 2013، دخل سلطان في إضراب عن الطعام منذ أكثر من عام قبل أن يطلق سراحه في مايو/ أيار بعد طلبات متكررة من الولايات المتحدة. وهو ابن أحد أبرز أعضاء جماعة الإخوان المسلمين المحظورة حاليا.
وذكرت وزارة الخارجية أن كيري وسلطان ناقشا تجربته في السجن وأهمية التمييز بين المعارضة السلمية والتطرف العنيف في مكافحة الإرهاب.
وجدد كيري خلال الاجتماع التزام الولايات المتحدة بتعزيز احترام حقوق الإنسان وإتاحة مساحة للمجتمع المدني في إطار الشراكة مع مصر، حسبما ذكرت الوزارة في بيان.
وستطرح قضايا توسيع العلاقات التجارية والاقتصادية بين الولايات المتحدة ومصر خلال الزيارة، والتي تأتي قبل أيام فقط من افتتاح مصر لممر مائي مواز لقناة السويس للسماح بزيادة حركة مرور السفن في الاتجاهين. ويأمل المسؤولون المصريون في تعزيز المشروع الجديد للاقتصاد المتعثر.
ومن القاهرة، سيتوجه كيري إلى العاصمة القطرية الدوحة لإجراء محادثات مع مسؤولي وزارة الخارجية القطريين، والتي تخسى بلادهم من الاتفاق النووي المبرم مع إيران.
ويقول مسؤولون إن محادثات الدوحة ستركز في المقام الأول على متابعة ما تم خلال استضافة الرئيس باراك أوباما للقادة العرب في كامب ديفيد في مايو/ أيار الماضي، حيث وعدت الولايات المتحدة بتعزيز التعاون الأمني ومبيعات الدفاع للوقوف ضد أي تهديد إيراني محتمل.
وقال المسؤولون، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم لأنهم غير مخولين بمناقشة أهداف رحلة كيري علنا، إن المحادثات في قطر ستركز على تقييم التقدم المحرز بشأن تلك الأهداف، لا سيما منذ توقيع الاتفاق النووي مع إيران.
أحد المسؤولين الأمريكيين قال إن كيري سيستخدم اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي “لمحاولة الرد على أية أسئلة قد تكون متبقية لديهم، ويأمل في أن يرضيهم ويتأكد من دعمهم للجهود الأمريكية”.
وزار وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الكويت وقطر والعراق في جولة مماثلة في وقت سابق هذا الاسبوع لإجراء محادثات مع نظرائه حول الاتفاق النووي.
وتعد المملكة العربية السعودية أكثر الأعضاء نفوذا داخل مجلس التعاون ودعمت علنا الاتفاق النووي، لكن مع بعض التحفظات.
ووافقت وزارة الخارجية الأمريكية هذا الأسبوع فقط على بيع صواريخ باتريوت ومعدات ذات الصلة للسعودية بقيمة 5.4 مليار دولار إلى جانب ذخيرة يبلغ قيمتها 500 مليون دولار.
وقال المسؤولون إنه إضافة إلى إيران، من المتوقع أن يناقش كيري ووزراء الخارجية العرب الوضع في سوريا والعراق، حيث لا يزال الصراع متواصل بسبب تنظيم الدولة الإسلامية.
وفي الدوحة، سيجتمع كيري أيضا بشكل منفصل مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لمناقشة الوضع في سوريا وإيران والأزمة المستمرة في أوكرانيا.
ورغم التركيز على إيران، لن يزور كيري إسرائيل، الحليف الأكبر للولايات المتحدة في الشرق الاوسط والخصم الرئيسي للاتفاق النووي.
وكانت آخر مرة التقى فيها كيري برئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتنياهو في 16 يوليو/ تموز الماضي، بعد يومين من التوصل للاتفاق النووي.