قسطوني (تركيا) (زمان عربي) – تعد مدينة “قسطموني” الواقعة شمال تركيا إحدى أكثر المدن الخضراء في منطقة البحر الأسود من أقدم المدن الموجودة في الأناضول. كما تعد هذه المدينة التركية القديمة التي عُرفت عبر الزمان باسم “مدينة الأولياء” جنّة خفيّة.
ويعتبر جامع” نصر الله” المشيد عام 1392 أكثر الأماكن جذبًا في مدينة قسطموني المحفوفة بالجوامع والحمامات والخانات المشيدة في عهد الدولة العثمانية. كما تعد المدينة في الوقت نفسه المكان الذي أقر فيه مصطفى كمال أتاتورك مؤسس الجمهورية التركية الحديثة قانون “القبعة”.
الشخصية الروحانية للمدينة هو الشيخ شعباني ولي، الذي يُعرف على ألسنة الناس بلقب”حضرة بير” الأستاذ العظيم”. ويقع مجمعه الذي قدم خدمات جليلة في التربية والتعليم الديني خلف القلعة الموجودة بالمدينة مباشرة، والشيخ كان ينتمي إلى الطريقة الخلوتية.
ومن المسلّم به لدى الجميع أن مدينة توجد بها قلعة تعد جميلة لأن القلعة بمثابة حماية للمدينة بأكملها وتكتنف بداخلها عبقها التاريخي وماضيها. والقلعة شيّدت من قبل الكومنينيين في القرن الثاني عشر الميلادي للحيلولة دون الهجمات التركية على المدينة. ونلاحظ اليوم على جانبي الطريق أثناء الصعود إلى القلعة التحف والهدايا الخاصة بالمدينة يبيعها أصحابها للسياح. كما يمكن مشاهدة مدينة قسطموني القديمة من فوق هذه القلعة طوال دقائق طويلة، لأن صوت المدينة يبعث الطمأنينة والهدوء في الإنسان بقدر جمال روعة منظرها.
والآن لنتوجه من القلعة صوب وسط المدينة. لنزور المنزل الذي شرّفه الأستاذ بديع الزمان سعيد النورسي أثناء قدومه للمدينة. حيث نُفي إليها الأستاذ النورسي في عام 1936 بعدما أطلق سراحه من سجن مدينة أسكي شهير. وكان المنزل يقع مقابل مركز الشرطة لمراقبته على مدار الساعة ليل نهار. وإنه لمن المثير أن ذلك المركز الذي كان مركز ظلم للعالم الجليل حينها لم يبق له أي أثر الآن، إلا أن المنزل الذي سكن فيه الأستاذ لا يزال قائمًا.
الأكلات اللذيذة.. خبز باللحم والشاورما و”الثريد”
والآن حان وقت تذوق الأكلات اللذيذة الموجودة في المدينة. حيث توجد محال متجمعة بجوار جامع نصر الله توجد بها أطعمة تقليدية تعود لقرون. وإذا كنتم تعتقدون أن الخبز باللحم هو أكلة خاصة بأهالي مدينة كونيا فحسب، فأنتم مخطئون. لذا ننصح الذين يحضرون لزيارة المدينة تناول الخبز باللحم أو بالبسطرمة. وإلى جانب ذلك هناك الشاورما الخاصة بقسطموني المشهورة بروعة لذتها، وكذلك “الثريد”.
وبصراحة عزيزي القارئ الأمر يرجع لك في ما إذا كنت تتناول قليلا من هذه الأكلات الثلاث في وجبة واحدة أو تجربها واحدا بعد الآخر في وجبات ثلاث.
محطات الإستراحة عديدة ولكن الشاي واحد!
لاشك في أن هناك أماكن عديدة يمكن زيارتها ورؤيتها في قسطموني. مثل جامع تكية،وجامع يلانلي، ومجمع يعقوب أغا، وجامع هيب كبيرلير، وقبر الصحابي قيس الهمْدانيّ الأصغري، وبرج الساعة.
إذا كان لديكم متسع من الوقت يمكنكم مواصلة رحلتكم في اليوم التالي. ولكن حان الآن وقت الراحة من التعب. وعليكم ألا تنسوا أن ألذ وأروع شاي يُقدم في السوق التاريخي، وكذلك في المقاهي الموجودة في الأزقة الجانبية وحارات المدينة. ونترككم الآن مع سوق عشير أفندي التاريخي ومحل الشاي الخاص للحرفيين. وبالمناسبة، زوروا أيضًا مدرستي منيرة والسلطان جيم.