إسلام اباد (أ ب) – فجر مهاجمان انتحاريان نفسيهما في منزل وزير مناهض لحركة طالبان في إقليم البنجاب شرقي باكستان مما أسفر عن مقتل الوزير وثلاثة عشر شخصا آخرين، حسبما قال مسؤولون.
وأعلنت جماعة مسلحة تابعة لحركة طالبان مسؤوليتها عن الهجوم.
وقال مسؤول بحكومة إقليم البنجاب يدعى سعيد إلهي وتم انتشال جثة شجاع خانزاده من حطام المبنى المنهار في مسقط رأسه شادي خان بمنطقة اتوك (80 كيلو مترا شمال غربي العاصمة إسلام آباد).
كان خانزاده قائد الخطة الوطنية لمناهضة الارهاب تبنى موقفا جريئا ضد حركة طالبان وساعد في إنشاء إدارة مكافحة الإرهاب في إقليم البنجاب – التي تعد معقلا لمجموعة متنوعة من الجماعات المسلحة المحلية، معظمها موال لطالبان والقاعدة.
وأصيب سبعة عشر شخصا آخرين في الانفجار، يرقد أربعة منهم في حالة حرجة، حسبما قال ديبا شهناز، وهو مسؤول في وكالة الإنقاذ الحكومية.
وكان خانزاده مدافعا صريحا عن أساليب الحكومة القاسية ضد المسلحين، وأيد قرار الحكومة مؤخرا لإعادة توقيع عقوبة الإعدام في قضايا الإرهاب.
كان خانزاده أعلن أواخر الشهر الماضي مقتل مالك إسحاق قائد جماعة “لشكر جهنكوي” المرتبطة بتنظيم القاعدة وأحد أخطر المسلحين الإسلاميين، خلال تبادل لإطلاق النار مع الشرطة.
وقال خانزاده خلال مقابلة أجراها مع قناة تلفزيونية مؤخرا :” لن نستثني أيا من المنظمات الثلاث والستين المسلحة المسجلة”.
وأعلنت ” جماعة الاحرار” أحد الجماعات المنبثقة عن طالبان باكستان مسؤوليتها عن الهجوم.
وتنضوي تحت طالبان باكستان عدة جماعات محلية مسلحة.
وقال إحسان الله إحسان الناطق باسم “جماعة الأحرار” في رسالة إلكترونية إن الهجوم جاء ثأرا لقتل مالك اسحاق.
وتشن حركة طالبان تمردا منذ أمد يسعى لقلب نظام الحكم وفرض تفسيرهم المتشدد للشريعة الإسلامية.
الحركة قتلت عشرات الآلاف من الباكستانيين خلال أكثر من عشر سنوات.
وقال قائد شرطة إقليم البنجاب مشتاق سوخيرا إن الهجوم كان رد فعل لعام كامل من الحملات الأمنية ضد المسلحين الإسلاميين التي قادها خانزاده.
وأضاف سوخيرا أن التفجيرين الانتحاريين نفذا بشكل متزامن، موضحا أن الانتحاريين لم يدخلا القاعة التي كان الوزير بها.
وقال قائد الشرطة إن أحد الانتحاريين فجر سترته عند مدخل القاعة بينما فجر الآخر نفسه في شارع خلفي قريب للغاية من الموقع الذي كان الوزير يجلس فيه.
وأظهرت لقطات حية للتلفزيون الباكستاني عمال إنقاذ ورافعات يعملون في موقع المنزل المنهار. وقال مسؤول الإنقاذ شهناز ” نعمل بحذر بالغ.. وسوف ننقذ أي شخص على قيد الحياة”.
وأدان رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف وقائد الجيش الباكستاني الجنرال رحيل شريف الهجوم.
زاهد خان أحد المصابين والذي كان يرتدي ملابس ملطخة بالدماء والضمادات ملفوفة حول ذراعه الأيمن، قال إنه نجا بالكاد من الانفجارين.
وقال خان للأسوشيتد برس: “خرجت .. وخطوت بالكاد ثلاث أو أربع خطوات عندما وقع انفجار ضخم.. لم أدر ما الذي حدث وقتها.. فقط سقطت أرضا”.