إسطنبول (زمان عربي) – وسط حالة من الحزن التي امتزجت بالأدعية والغضب، شُيّعت في كل أنحاء تركيا جثامين 30 شهيدًا من الجنود ورجال الشرطة الذين استشهدوا في الهجمات التي نفذتها منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية هذا الأسبوع.
وخيّمت على مراسم تشييع الجنازات أجواء من الحزن والأسى ودموع وبكاء زوجات وأقارب الشهداء وردود فعلهم الغاضبة على الرئيس رجب طيب أردوغان وحكومة حزب العدالة والتنمية.
ففي أثناء تشييع جنازة مدير الأمن محمد بارلاك البالغ 32 عامًا الذي استشهد في مدينة إيغدير شرق تركيا، صرخت زوجته أمل بارلاك قائلة “ليعاقبوني أنا أيضًا! فقد سمعتُ أنهم يعاقبون أهالي الشهداء.. ماذا كنتم تفعلون بينما كان الإرهابيون يزرعون القنابل؟”. في إشارة منها إلى اعتقال بعض أقارب الشهداء بحجة إساءتهم لرئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان.
فيما أبدى أقارب الشهيد الرقيب مصطفى أوزدمير ردة فعل شديدة على أردوغان خلال تشييع جنازته في مدينة أسكي شهير حيث قالوا “ما الذي تغيّر بعد انتخابات السابع من يونيو/ حزيران الماضي ليسقط أبناء الوطن شهداء؟! عليكم أن تعلموا أن الشعب استيقظ من غفلته وبدأ يعي حقيقة ما يحدث”. فيما أطلق آخرون هتافات أثناء تشييع جنازة شهيد آخر بمدينة أضنة قائلين “أرسِلْ ابنك إلى الجيش يا أردوغان”.
فيما تم تشييع جثمان الشهيد الشرطي خلوق وارلي، وهو من أصل كردي، ويبلغ من العمر 36 عامًا، بهتافات ومرثيات باللغة الكردية. وأبدى ابن عمه أحمد وارلي في أثناء مراسم الجنازة ردة فعل على أردوغان والحكومة قائلاً “كل ذلك حدث بسبب رغبته في الحصول على 400 نائب برلماني. أبعدوا إكليل الزهور الذي أرسله هو (أردوغان) من هنا”.
وشهدت مراسم تشييع جنازة شهيد آخر في مدينة سامسون شمال البلاد وابلاً من الانتقادات ضد أردوغان والحكومة. حيث أبدى المواطنون الذين حضروا جنازة الشهيد الشرطي بوراق زور، البالغ 29 عامًا، ردة فعل شديدة على تشاغاتاي كليتش الوزير من حزب العدالة والتنمية بالحكومة المؤقتة والنواب الآخرين.