جمال أمين
الـقبر مـعبرُ راحلٍ |
من عمره لغد بديل |
من طينه الكاسي إلى |
عشّ الثرى يفِد النـزيل |
في برزخ يقف الزما |
ن بـبابه عجزا ذليل |
هو فاصل الغيب البهيـ |
ـم وخاتم السعي الطويل |
هو آخر المضمار في |
خَبب البرايا والذميل |
هو صبحنا ينشق عن |
فـجرٍ إلـهيّ كحيل |
هو عرسنا للناسجيـ |
ـن صلاحهم خلْداً جزيل |
هو بؤسنا للحاطبيـ |
ـن شقاءهم تعساً وبيل |
هو بسمة هو دمعة |
خطان في ترب مهيل |
والقبر هو خلاص دنـ |
ـيانا من الظلم الثقيل |
هو بسمة المستضعفيـ |
ـن تحيط بالبغي النّكول |
في ليلنا المسفوح يسـ |
ـكر من شقانا والذبول |
هو كِـلْمة الصدق المؤ |
مَّل في تخاليط تهول |
يقد المنار من الثرى |
صوب الشعيلة للضليل |
هو -ظاهرا- زمن الفظيـ |
ـعة يرتدي البصر الكلي |
مزقا وتقطيعا لأجـ |
ـساد وأوصال تزول |
فـتًّا ودكًّـا للـجـما |
جم قد غدت ذَرّاً ذلول |
محوا لأزمان الـهـنـا |
ء بعالم خرب أكول |
هو -باطنا- زمن الوصو |
ل إلى الهناءة والحلول |
زمن المـجادة والعزا |
زة والـمباءة للـقـفول |
زمن اخضرار الأفق يو |
رق في الجنان وفي السهول |
زمن الشروق من الأفو |
ل يزف أعراس الوصول |
والـقبـر فـزعة بـاطش |
نسجت على قرع الطبول |
كتبت على لوح الثرى |
وخطابها يضني العقول |
فـشـتيـتـها سطـر علـى |
طرس الوجود بلا مثيل |
وجواره سطـر الـحـيا |
ة معانقا مثل الخليل |
نـهران من أزل إلـى |
أبد على ثبج السيول |
يتساوقـان وفـي ضفا |
ف الغيب لقيا للمسيل |
ووراء دولاب الــوجـــو |
د أصابع خلف السدول |
فـي قبضة الـقيوم تنـ |
ـداح العوالم للرحيل |
نـشوى تسير بطـاعة |
سكرى ترقّصها الشمول |
حب يعرّش في المسا |
لك والممالك لا يدول |
فاقبس من الحب العظيـ |
ـم شفاعة تذكي الفتيل |
فالحب قبس من جوى الـ |
ـأكوان والفيض الأثيل |
والحب كشف للمسيـ |
ـر وللمصير إلى الجليل |
والـحب لـحن تـوافق |
في معزف الكون الجميل |
والـحب نـفي للـنفا |
يات الدخيلة والوحول |
فاكرع من الكأس الرويـ |
ـة والتفع فرحا أصيل |
طيـرا يـجاوب جذبه الـ |
ـعلوي نحو المستحيل |
من موقع مجلة حراء