fbpx
  • اتصل بنا
  • جريدة زمان التركية
  • جميع الأخبار
  • سياسة الخصوصية
  • كتاب “زمان التركية”
جريدة زمان التركية
Advertisement
  • زمان
  • آخر الأخبار
  • أخبار تركيا
  • الشرق الأوسط
  • العالم
  • اقتصاد
  • رياضة
  • تقارير
  • مطبخ تركي
  • كتاب “زمان”
    • كتاب
  • جميع الأخبار
    • مكتبة “زمان”
    • اتصل بنا
    • سياسة الخصوصية
  • زمان
  • آخر الأخبار
  • أخبار تركيا
  • الشرق الأوسط
  • العالم
  • اقتصاد
  • رياضة
  • تقارير
  • مطبخ تركي
  • كتاب “زمان”
    • كتاب
  • جميع الأخبار
    • مكتبة “زمان”
    • اتصل بنا
    • سياسة الخصوصية
لا توجد نتائج
جميع النتائج
جريدة زمان التركية
لا توجد نتائج
جميع النتائج
Home غير مصنف

فن صناعة الحاكم الطاغية

23/05/2017
in غير مصنف
0
مشاركة
308
VIEWS

حازم ناظم فاضل

 الطغيان شكل من أَشكال الحكم يتمتع فيه الحاكم بسلطة غير محدودة. والحاكم الطاغية لايشعر عادةً أَنه ملتزم برغبات رعاياه، وقد يلجأ أحيانًا لاستخدام أقصى درجات القوة للحفاظ على سلطته. وتسخير جل موارد البلاد لإشباع رغباته الحسيّة ومُتعه وملذاته، فيبني الفلل والقصور، وينفق الأموال دون حساب على أهله وحاشيته.

وقد أورد الكواكبي  في كتابه ( طبائع الاستبداد) صفات هذا الحاكم الطاغية، نختار منها:

 

(1) يتحكَّم في شؤون النّاس بإرادته لا بإرادتهم، ويحكمهم بهواه لا بشريعتهم، ويعلم من نفسه أنَّه الغاصب المتعدِّي فيضع كعب رجله على أفواه الملايين من النَّاس يسدُّها عن النّطق بالحقّ والتّداعي لمطالبته.

 

(2) عدوّ الحقّ، عدوّ الحريّة وقاتلهما، والحق أبو البشر، والحرّيّة أمّهم، والعوام صبية أيتام لا يعلمون شيئاً، والعلماء هم إخوتهم الرّاشدون، إنْ أيقظوهم هبّوا، وإنْ دعوهم لبّوا، وإلا فيتَّصل نومهم بالموت.

 

(3) إنسانٌ مستعدٌّ بالطّبع للشرّ وبالإلجاء للخير، فعلى الرّعية أنْ تعرف ما هو الخير وما هو الشرّ فتلجئ حاكمها للخير رغم طبعه، وقد يكفي للإلجاء مجرَّد الطَّلب إذا علم الحاكم أنَّ وراء القول فعلاً. ومن المعلوم أنَّ مجرد الاستعداد للفعل فعل يكفي شرَّ الاستبداد.

 

(4) يودُّ أنْ تكون رعيته كالغنم درّاً وطاعةً، وكالكلاب تذلُّلاً وتملُّقاً، وعلى الرَّعية أنْ تكون كالخيل إنْ خُدِمَت خَدمتْ، وإنْ ضُرِبت شَرست، وعليها أن تكون كالصقور لا تُلاعب ولا يُستأثر عليها بالصّيد كلِّه، خلافاً للكلاب التي لا فرق عندها أَطُعِمت أو حُرِمت حتَّى من العظام. نعم؛ على الرّعية أن تعرف مقامها: هل خُلِقت خادمة لحاكمها، تطيعه إنْ عدل أو جار، وخُلق هو ليحكمها كيف شاء بعدل أو اعتساف؟ أم هي جاءت به ليخدمها لا يستخدمها؟.. والرَّعية العاقلة تقيَّد وحش الاستبداد بزمام تستميت دون بقائه في يدها؛ لتأمن من بطشه، فإن شمخ هزَّت به الزّمام وإنْ صال ربطتْه.

 

(5) يخاف من العاملين الراشدين المرشدين، لا من العلماء المنافقين أو الذين حفر رؤوسهم محفوظاتٌ كثيرة كأنّها مكتبات مقفلة!

 

(6) يبغض العلمَ ونتائجه؛ يبغضه أيضاً لذاته، لأن للعلم سلطاناً أقوى من كلِّ سلطان، فلا بدَّ من أن يستحقر نفسه كلما وقعت عينه على من هو أرقى منه علماً. ولذلك لا يحبُّ  أن يرى وجه عالمٍ عاقل يفوق عليه فكراً، فإذا اضطر لمثل الطبيب والمهندس يختار الغبي المتصاغر المتملِّق. وعلى هذه القاعدة بنى ابن خلدون قوله: (فاز المتملقون)، وهذه طبيعة كلِّ المتكبرين، بل في غالب الناس، وعليها مبنى ثنائهم على كلِّ من يكون مسكيناً خاملاً لا يُرجى لخيرٍ ولا لشرٍّ.

 

(7) العوام هم قوة المستبدُّ وقُوْتُهُ. بهم عليهم يصول ويطول؛ يأسرهم فيتهللون لشوكته؛ ويغصب أموالهم فيحمدونه على إبقائه حياتهم؛ ويهينهم فيثنون على رفعته؛ ويغري بعضهم على بعض فيفتخرون بسياسته؛ وإذا أسرف في أموالهم يقولون كريماً؛ وإذا قتل منهم لم يمثِّل يعتبرونه رحيماً؛ ويسوقهم إلى خطر الموت، فيطيعونه حذر التوبيخ؛ وإن نقم عليه منهم بعض الأباة قاتلهم كأنهم بُغاة.

 

(8) إنَّ الاستبداد والعلم ضدان متغالبان؛ فكلُّ إدارة مستبدة تسعى جهدها في إطفاء نور العلم، وحصر الرعية في حالك الجهل. والعلماء الحكماء الذين ينبتون أحياناً في مضايق صخور الاستبداد يسعون جهدهم في تنوير أفكار النّاس، والغالب أنَّ رجال الاستبداد يُطاردون رجال العلم وينكلون بهم، فالسعيد منهم من يتمكّن من مهاجرة دياره، وهذا سبب أنَّ كلَّ الأنبياء العظام – عليهم الصلاة والسلام وأكثر العلماء الأعلام والأدباء والنبلاء- تقلَّبوا في البلاد وماتوا غرباء.

 

(9) يتّخذ المتمجّدين سماسرة لتغرير الأمة باسم خدمة الدين، أو حبّ الوطن، أو توسيع المملكة، أو تحصيل منافع عامة، أو مسؤولية الدولة، أو الدفاع عن الاستقلال، والحقيقة أنَّ كلّ هذه الدواعي الفخيمة العنوان في الأسماع والأذهان ما هي إلا تخييل وإيهام يقصد بها رجال الحكومة تهييج الأمة وتضليلها.

 

وكأن صفات الحاكم الطاغية والسفياني متقابلتان، لذا وصف الاستاذ النورسي صفات “السفياني” الذي يقود العالم الإسلامي:

(1) بحضه الناس على الاسراف، يثير فيهم حرصاً شديداً ويهيج طمعاً غالباً. فيسخرهم لمآربه من نواحي ضعفهم تلك. هذا ما ينبه اليه الحديث الشريف ويخبرنا: ان المسرف يكون في أسره، فيتوسل اليه ويتذلل له.

 

(2) انه بدهائه وفنونه وعلمه السياسي يحصل على ذلك الموقع، اذ ليس له من الوسائل التي توصله الى السلطة كما هي الحال لدى حكام آخرين من وجود العصبة او القدرة او الانتساب الى قبيلة وعشيرة، او الشجاعة او الثروة وغيرها. فيسخر بعقله عقول كثير من العلماء، ويجعلهم يدورون في فلكه ويصدرون له الفتاوى، ويجعل كثيراً من المعلمين موالين له.

 

(3) ان قسماً من العلماء المحققين قد قالوا مثلما قال الامام علي (رضي الله عنه) بان دجال المسلمين هو “السفياني” وسيظهر بين المسلمين ويفتنهم بالخداع والتمويه.

 

(4) فلكون اكثر اجراءاتهم من قبيل التخريب واثارة الشهوات وتحريك الرغبات، مما تظهر اقتداراً فوق المعتاد، اذ التخريب سهل. فعود ثقاب واحد يمكنه ان يحرق قرية كاملة، واثارة الشهوات وتحريك الرغبات تسري سريعاً لميل النفوس اليها.

 

(5) ان هناك أياماً ثلاثة بمعنى الادوار الثلاثة الاستبدادية للدجال الكبير ودجال المسلمين:

“يومه: اي في دورة حكومته، يقوم باجراءات عظيمة ما لاينجز في ثلاثمائة سنة.

يومه الثاني، اي دورته الثانية: انه يجري في سنة واحدة من الاجراءات ما لايجري في ثلاثين سنة.

يومه الثالث ودورته: ينفذ من التغييرات في سنة واحدة ما لا ينفذ في عشر سنوات.

يومه الرابع ودورته: يكون اعتيادياً لايقوم بشيء سوى سعيه للحفاظ على الوضع”.

 

(6) يطلق النفوس الحائرة العصبية الذاهلة من عقالها لتتيه ضائعة شاردة. فينقض العرى النورانية التي تربط افراد المجتمع الانساني كالاحترام والمحبة، ويكره الناس على حرية هي عين الاستبداد، لتتصارع النفوس الضالة في مستنقع الاهواء والرذيلة، فاتحاً الطريق الى ارهاب شنيع وفوضى رهيبة.

 

(7) اسنادهم الى انفسهم ظلماً وزوراً وبالاستدراج كل ما في حكوماتهم الهائلة المستبدة من اعمال حسنة وترقيات حصلت بقوة الجيش الشجاع والامة النشطة، هو الذي يسبب التوهم من ان اشخاصهم لها اقتدار ألف شخص، علماً ان القاعدة والحقيقة تقتضيان: ان ما ينشأ من عمل الجماعة من المحاسن والاعمال الايجابية والشرف والغنيمة يقسم على افراد الجماعة ويعود الى افرادها، في حين تسند السيئات والسلبيات والخسائر والتخريبات الى سوء ادارة رئيس الجماعة وتقصيراته.

فمثلا: اذا اقتحم فوج من الجيش قلعة وفتحوها. فان شرف الانتصار والغنائم التي يحصلون عليها تعود الى قوة سلاحهم. اما اذا وجدت السلبيات والخسائر فانها تعود الى آمرهم. وهكذا خلافاً لهذا الدستور الاساسي المبني على الحق والحقيقة ينال اولئك الرؤساء المرعبون بالاستدراج والخداع محبة عموم اهل الغفلة، رغم انهم يستحقون ان يقابلوا بكراهية الناس كلهم، وذلك لاسنادهم الحسنات والايجابيات والتقدم الى انفسهم واسناد السلبيات والسيئات والاخطاء الى امتهم المسكينة.

 

(8) اما ظلمهم وقسوتهم فهما من الشناعة بحيث تدمر – بجريرة شخص واحد – مائة قرية، وتعاقب الابرياء، ويهجّرون من اماكنهم ويذلون.

 

(9) ويفهم من استخراجات بعض الاولياء الصالحين: ان “الدجال السفياني” الذي سيرأس دولة الاسلام.. يجد له رئيس وزراء في غاية الاقتدار والدهاء والفعالية مع بعد عن حب الظهور، وعدم مبالاة بالشهرة والصيت.. ويجد له ايضاً قائداً عاماً للجيش في منتهى الشجاعة والقدرة والصلابة مع نشاط دائم وعدم اكتراث بالشهرة.. فيسخرهما “الدجال السفياني” لغايات شخصه، ويسند الى نفسه ما يقومان به من اعمال عظيمة – ينجزانها بدهائهما – مستغلاً بعدهما عن الرياء.( النورسي، الشعاعات، الشعاع الخامس)

 

ولصناعة مثل هذا الحاكم الطاغية في عصر المعلوماتية يحوج الى ثلاثة اشياء:

(1) شخص ما .

(2) وسيلة اعلام.

(3) جمهور عريض من الاغبياء.

وهؤلاء ايضا يصنعون عن طريق وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة.

 

وتتمثل في تطبيق نظام الحاكم الطاغية والذي يقر بالحزب الواحد، مع منع حرية التعبير وقمع المعارضة. حيث تسكن في عقله الجمعي ثقافة هيمنة الزعيم الملهم والمخَلِّص، وسيجد نفسه وحيداً محاطاً فقط بمجموعة من الانتهازيين الطامعين فقط والفاقدين لأي رؤية ولأي مشروع، وهم مع الأسف كثر في كل مكان. وبفعل هؤلاء المنافقين والمداهنين والانتهازيين ومن يبيعون كل شيء في سبيل تحقيق مصالحهم الذاتية، ومنافعهم الشخصية – حتى لو احترق الوطن تحت نار الطغيان والاستبداد والفساد- يتسلط على مفاصل الدولة، وينعتونه بصفات ما أنزل الله بها من سلطان،، وهناك من يتطوع بإنزال صفات على الحاكم الطاغية تخرجه من كونه بشراً يصيب ويخطئ. و”يوجهون كل قدراتهم العقلية والكلامية والجدلية لتشويه صورة أناس أبرياء، مع أنهم كذلك لا يعتقدون بصحة ما يزعمون، لكنهم يفعلون ذلك انطلاقا من منطق (لو فعلنا هكذا لتمكنا من إقناع الحمقى أيضًا) وفعلا ينجحون في ذلك نظرًا لكثرة الحمقى للأسف الشديد.”

إنّ للطغيان نماذج وصور متعددة، تتعدد وتتنوع؛ بحسب الزمان والمكان، ونفسية الطاغية وعناده وتكبره وهيمنته الاقتصادية، وقوته العسكرية.. وكذلك بحسب تقدم الزمن وتطور أساليب الطغيان .. لذا فإن صور الطغيان تختلف من طاغية لآخر؛ لكن يجمعهم: “انتكاسة الفكر، وانحراف الأخلاق، وانعدام الرحمة، وفقد الإحساس، والإمعان في الظلم والتعذيب.. مع ملاحظة اختلافهم في دقة تطبيق هذه الصور، ومدى تنفيذها، وشمول وعموم من تُمارس عليهم.. فمن هذه الصور:

 

(1) نشر الرعب في نفوس الشعب:

فالخوف هو السلاح الأول لأي حاكم طاغية، وللمفارقة فإنه ينشر الخوف تحت مسمى حفظ الأمن، وبالنظر لكل الديكتاتوريات التاريخية سوف نجد أنها اشتركت جميعها في عامل رئيسي واحد، ألا وهو التضخم في أدوار الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في الدولة، حتى يشعر المواطن بأنه مراقب جيدًا وأنه تحت نيران القبضة الأمنية دائمًا.

ويوجه رائد الخدمة طلابه : ” يجب عدم الخوف رغم كل شيء، ذلك ان التودد الى وحش جائع لا يثير شفقته بل يثير شهيته فضلاً عن أنه يطالب بأجرة انيابه واظفاره”.

ويقول في تفسير هذه الآية : {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِين} (البقرة:155):

{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ}يقسم سبحانه وتعالى ويقول: لنبلونكم. لا يقول ذلك ليتعلم ما يجهله – حاشا وكلا – بل يقوله ليعلِّمكم هذا الأمر. “انظروا، هذه هي شخصيتكم وطبعكم! هذا جهاز مناعتكم! اعرفوا أنفسكم..! اعلموا مدى صمودكم ومقاومتكم وإلى متى يمكن أن تصبروا بالعضّ على نواجذكم؟!”

إنه ابتلاء.. {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ}.. بالخوف والتهديد.. يخاف إذا ما رأى اعتقال أحد ويقول “يعتقلونني أيًضا”. ويخاف إذا ما شاهد مصادرة أموال آخر ويقول “يصادرون أموالي كذلك”. يخاف إذا ما تعرضت شركة أحدهم للضغط والقمع والظلم ويقول “تتعرض لمثلها شركتي أيضا”. ولذلك يبتليه عز وجل بمثل هذا الخوف.

{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ} بالجوع… والآن يبتلي الرب تعالى الناس به. حيث إن معظم هؤلاء الناس سلبوهم كل ما يملكونه. فمثلاً  كانوا يدرّون رواتب عالية فقطعوها، كما منعوهم من الالتحاق بأي مؤسسة أو شركة أو الحصول على عمل، واستولوا على أموالهم ومنشآتهم الاقتصادية. يقعون في عجز وفقر تامين ومعهم أطفالهم وزوجاتهم ووالديهم . القيام بذلك يعني القول “انظروا.. ترون المثال بين أيديكم. ونتعامل معكم بنفس الطريقة فنكسر أجنحتكم وأذرعكم” من أجل فرض الوصاية والسيطرة على الآخرين أيضًا. ثأر مركب..! اهـ.

 

(2) المعارض خائن للدولة وللشعب:

إن الباطل يظل باطلاً، وإن تزين تارةً وتنكر تحت مسميات أخرى تارةً أخرى. والحق يبقى موجوداً وإن أصابته محنة، وتظل فئة قليلة تثبت في صفه، تلك هي الأمل للأيام التالية في غدٍ مشرق فيه ينتصر المظلوم لنفسه. وقد صدق الاستاذ النورسي حين قال: ” سيكون زمان يُخفي الضدُّ ضدَّهُ، واذا باللفظ ضد المعنى في لغة السياسة. واذا بالظلم يلبس قلنسوة العدالة، واذا بالخيانة ترتدي رداء الحمية بثمن زهيد. ويُطلق اسم البغي على الجهاد في سبيل الله ويسمّى الأسر الحيواني والاستبداد الشيطاني حرية. وهكذا تتماثل الاضداد، وتتبادل الصور، وتتقابل الاسماء، وتتبادل المقامات المواضعَ”.

وقد وجه الى رجال الخدمة اتهامات وأباطيل من أجل إلقاء الخوف والرعب في قلوبهم، وهذا بالطبع يعود الى دور الاعلام الذي نجح وبإقتدار في تشويه اي شخص يقول رأيه وبدون نفاق.

 

“لا تتزعزع مهما كان، دع عنك الهم والحزن إن كانت إرادتك قوية..

كن إن استطعت مصدر أمل للجميع”

 

وفي كتابه (الطاغية) يورد الدكتور إمام عبد الفتاح إمام الكثير من الآراء والنظريات حول الطغيان السياسي، فأفلاطون على سبيل المثال: يرى أنَّ الطاغية بعد أن يُحكِم سيطرتهُ على مقاليد البلد يقوم بإلصاق التهم الباطلة بحقِّ أهله ويسفك دماءهم، ويحتقر القوانين، وهذه الحالة من شأنها أن تؤدِّي إلى إيقاف أيِّ معارضة مُحتملة لنظام حكمه، وشيئاً فشيئاً يتحوَّل حكمه إلى جنون وإلى كارثة، ويتحوَّل الطاغية إلى ذئب ليس له أيِّ صديق, فهو على إستعداد للتخلص من أيِّ شخص من أعوانه لمجرَّد شعوره بأنَّه يُشكل خطراً عليه أو على نظامه. إنَّ ممارسات الطاغية هذه تُثير في نفوس المواطنين قلقاً وكراهية وعداءً تجاهه، وهذا ما يدفعه لتقوية سلطانه بزيادة عدد الحرس والمرتزقة والجواسيس الذين يُغدق عليهم الأموال فيصبح مصيرهم هو مصيره.

 

(3) السيطرة على الإعلام :

للإعلام دور مهم في توجيه الأحداث والتحكم بسيرها، وعندما يكون الاعلام غير النزيه بيد الحاكم الطاغية، فانه يوجهه كيفما يشاء، ولا يفكر إلا في مصالحه الذاتية ، ولا يطمع إلا في إشباع رغباته الأنانية ، وإن من أهم الإنجازات التي يروم الاضطلاع بتنفيذها : سن القوانين التشريعية التي تتيح له الهيمنة على مقدرات البلاد ، حيث تكون القوانين التي شرعت مظلة له لممارسة أوسع أوجه الاستثمار الاحتكاري.

إن المعادلة الصعبة التي يواجهه هي كيفية صياغة تلك التشريعات بطريقة تضمن وتكرس مصالحه ولكن بالْتحاف رغبة أو مصلحة شعبية ! ! ! .

وهنا يبرز دور الإعلام المضلِّل الذي يأخذ على عاتقه بيان الفوائد والثمار العظيمة التي سيجنيها الشعب المغلوب على أمره من تلك التشريعات التي ظاهرها الرحمة وباطنها مضطرم بالظلم والحيف والجور وأكل أموال الناس بالباطل.  إن الذي يتابع ما تشرعه المجالس النيابية يرى بسهولة عدم خلو معظم الدورات النيابية من مسرحية تشريعية من هذا النوع ذي المظهر العسلي والذي مضمونه السمّ الزعاف .

 

(4) التحالف مع أصحاب المصالح سواء بالداخل أو الخارج:

لا يمكن لأي حاكم طاغية الحفاظ على السلطة وهو يعادي الجميع، فداخليًّا يصنع طبقة من حوله يختصهم بالمميزات السياسية والاقتصادية، ويربط مصالحهم دومًا ببقائه وغالبًا تكون تلك الطبقة من رجال الأعمال، وخارجيًّا يبحث عن حلفاء أقوياء ويربط مصالحهم أيضًا ببقائه، كأن يستضيف أحد قواعدهم العسكرية، أو يعطيهم امتيازات في أحد المناطق الإستراتيجية.

 

(5) صناعة الأعداء والسعي وراء إبادتهم:

يسعى الحاكم الطاغية دومًا وراء صناعة عدو له ليحاربه، ثم يطلب من الشعب الاصطفاف معه للخروج من المحنة والمأزق الوهمي، ويجعلهم يشعرون بخطر هذا العدو على أمنهم وسلامتهم واستقرارهم؛ وبالتالي يمكنه تمرير أي شيء تحت هذه المظلة.

والمشكلة بالنسبة لهم أنهم “مثل راكبي الدراجات، عليهم أن يواصلوا الحركة باستمرار وإلاّ تعرضوا للسقوط على الأرض. بل إن عليهم باستمرار أن يتحركوا أسرع ثم أسرع لأن طريق السباق فيما بينهم على الأضواء طريق يتصل إرتفاعه كأنه صعود جبل. ومع ذلك فإن الشهرة في النهاية لا يمكن أن تكون بديلاً لسياسة، كما أنه لا يمكن للشهرة كذلك أن تكون قاعدة قوة دائمة تستند اليها باطمئنان استراتيجية كاملة وفعّالة. إن الأضواء تستطيع أن تخفي ملامح الضعف، كما أن ألوان الماكياج تحت وهج الأضواء أن تبهر أنظار الآخرين. لكن اللحظة سوف تجيء حين يتباطأ الايقاع ويتحول الاهتمام، ربما بسبب ظهور نجم لامع جديد في نفس المجال. في هذا الوقت يكون النجم اللامع قد أصبح مثل مدمن المخدرات، ويكون عليه أن يزيد من قوة جرعاته يوماً بعد يوم حتى تحدث مفعولها”.( محمد حسين هيكل، خريف الغضب،ص28)

إن إحداث المشاكل وتسميم الأجواء وخلق الخلافات هي من سمة الحاكم الطاغية.

وفي الذكر الحكيم نرى انه قد تم الاقتران -في أغلب الأحيان- بين فرعون وهامان والجُنُود، فنجد أن الجُنُود من المنظور القرآني جزء من الحلقة الطاغوتية الثلاثية: الحاكم الطاغي وبطانة السوء والمؤسَّسة العسكريَّة أو الجُنُود: القوة الرادعة التي تترجم السياسة الطاغوتية إلى عمل وواقع، وتقوم ببث الفزع والخوف بين الرَّعيَّة، وإلا فالطَّاغية فرد واحد لا يقدر على عمل شيء بدونهم. لذا نجد أن المصير مشترك فحيث ما ذكر هلاك الطَّاغية فرعون ذكر معه هلاك الجُنُود.

وغالباً ما يقوم الطَّاغية بربط العسكر بنفسه بحيث يتحول العسكر إلى آلة وأداة في يده يحركها كيفما يشاء، لذا نجد أن القرآن الكريم أضاف الجُنُود إلى شخص فرعون وليس إلى الدولة، ليدل ذلك على أن الجُنُود إنما هم جنود الطَّاغية وحماته، وليسوا حماة الرَّعيَّة وهو خلاف المفترض والمتوقع من العسكر والجيش.

وفي غالب الأحيان يتم انتقاء القائمين على الجند والعسكر من آل الحاكم الطَّاغية وعائلته والمقربين منه نسباً وذلك لما للنسب من تأثير في ذلك، وهذا ما يمكننا استنباطه من الآيات القرآنية الآتية: { وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ } (البقرة:49).

 

(6) فرض الرأي ومصادرة الحقوق والحريات:

فالحكام الطغاة يفرضون آرائهم وأهوائهم على أقوامهم، ويجعلونها عليهم قوانين إلزامية، ويقسرونهم على قبولها والانقياد لها قسرا، ويصادرون حرِّياتهم وحقوقهم المشْروعة في الاختيار والقبول والرَّفض؛ فعليهم ألا يعتقدوا ويعتنقوا إلا ما يعتقد ويعتنق, ومن سوّلت له نفسه أن يخالف أو يرفض يستخدمون معه أبشع أساليب القمع والتنكيل.. والعجيب أنهم يصورون أنفسهم كأنهم أصحاب الحق وأن غيرهم مفسد في الأرض، ولاحظ مقالة الملأ من أعوان فرعون {وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ }(الاعراف:127) ومنطق الطاغية واحد كما قال فرعون لقومه {مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَاد}  وقال:{يَا أَيُّهَا المَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي}(القصص:38).

 

ShareTweetSendShareSend

ذات صلة

الشعب الجمهوري يفتتح ممثلية له في قبرص التركية
أخبار تركيا

تركيا.. اعتقال 120 مسؤولا في بلدية إزمير

01/07/2025
حرب مياه بين تركيا واليونان وبلغاريا
أخبار تركيا

حرب مياه بين تركيا واليونان وبلغاريا

01/07/2025
فاتح أربكان: إسرائيل منظمة إرهابية وأمريكا خادمتها
أخبار تركيا

فاتح أربكان: إسرائيل منظمة إرهابية وأمريكا خادمتها

01/07/2025
هل تعمدت مجلة “ليمان” التركية الإساءة للنبي محمد؟
أخبار تركيا

هل تعمدت مجلة “ليمان” التركية الإساءة للنبي محمد؟

01/07/2025
كاريكاتير ليمان عن “محمد وموسى” يثير غضب المجتمع التركي
أخبار تركيا

كاريكاتير ليمان عن “محمد وموسى” يثير غضب المجتمع التركي

01/07/2025
كم يبلغ عدد العاطلين عن العمل في تركيا؟
اقتصاد

البطالة في تركيا تتراجع 0.2%

01/07/2025
  • Trending
  • Comments
  • Latest
8 أسباب تجعل القطة تأكل صغارها

8 أسباب تجعل القطة تأكل صغارها

23/02/2025
أيهما كان أجمل سيدنا محمد أم سيدنا يوسف؟

أيهما كان أجمل سيدنا محمد أم سيدنا يوسف؟

23/02/2025
كم أمضى سيدنا يوسف في السجن؟

كم أمضى سيدنا يوسف في السجن؟

23/02/2025
أسباب الألم المفاجئ في الخاصرة اليمنى

أسباب الألم المفاجئ في الخاصرة اليمنى

16/12/2020
في ذكرى فتح القسطنطينية.. دعوات لفتح “آياصوفيا” للصلاة

في ذكرى فتح القسطنطينية.. دعوات لفتح “آياصوفيا” للصلاة

0
إصابة 16 عسكرياً جراء هجوم العمال الكردستاني شرق تركيا

إصابة 16 عسكرياً جراء هجوم العمال الكردستاني شرق تركيا

0
احتجاز مراسل “سي إن إن” الدولي في إسطنبول

احتجاز مراسل “سي إن إن” الدولي في إسطنبول

0

شرطة إسطنبول تفرق مسيرات متجهة إلى ميدان “تقسيم”

0
الشعب الجمهوري يفتتح ممثلية له في قبرص التركية

تركيا.. اعتقال 120 مسؤولا في بلدية إزمير

01/07/2025
حرب مياه بين تركيا واليونان وبلغاريا

حرب مياه بين تركيا واليونان وبلغاريا

01/07/2025
فاتح أربكان: إسرائيل منظمة إرهابية وأمريكا خادمتها

فاتح أربكان: إسرائيل منظمة إرهابية وأمريكا خادمتها

01/07/2025
هل تعمدت مجلة “ليمان” التركية الإساءة للنبي محمد؟

هل تعمدت مجلة “ليمان” التركية الإساءة للنبي محمد؟

01/07/2025

Recent News

الشعب الجمهوري يفتتح ممثلية له في قبرص التركية

تركيا.. اعتقال 120 مسؤولا في بلدية إزمير

01/07/2025
حرب مياه بين تركيا واليونان وبلغاريا

حرب مياه بين تركيا واليونان وبلغاريا

01/07/2025
فاتح أربكان: إسرائيل منظمة إرهابية وأمريكا خادمتها

فاتح أربكان: إسرائيل منظمة إرهابية وأمريكا خادمتها

01/07/2025
هل تعمدت مجلة “ليمان” التركية الإساءة للنبي محمد؟

هل تعمدت مجلة “ليمان” التركية الإساءة للنبي محمد؟

01/07/2025

Browse by Category

  • آخر الأخبار
  • أخبار تركيا
  • اقتصاد
  • الشرق الأوسط
  • العالم
  • تقارير
  • جميع الأخبار
  • رياضة
  • غير مصنف
  • كتاب
  • مسودات
  • مطبخ تركي
  • مكتبة "زمان"

Recent News

الشعب الجمهوري يفتتح ممثلية له في قبرص التركية

تركيا.. اعتقال 120 مسؤولا في بلدية إزمير

01/07/2025
حرب مياه بين تركيا واليونان وبلغاريا

حرب مياه بين تركيا واليونان وبلغاريا

01/07/2025
لا توجد نتائج
جميع النتائج
  • زمان
  • آخر الأخبار
  • أخبار تركيا
  • الشرق الأوسط
  • العالم
  • اقتصاد
  • رياضة
  • تقارير
  • مطبخ تركي
  • كتاب “زمان”
    • كتاب
  • جميع الأخبار
    • مكتبة “زمان”
    • اتصل بنا
    • سياسة الخصوصية

© 2024 جميع الحقوق محفوظة -